العفو الدولية تطالب بإعادة أطفال مخيم الهول إلى بلدانهم

01 ديسمبر 2021
تستمر الحكومات بإبداء عدم استعدادها لإعادتهم إلى ديارهم (Getty)
+ الخط -

أكدت منظمة العفو الدولية أنّ عشرات آلاف الأطفال في مخيّم الهول شمال شرقيّ سورية محرومون حريتهم، وحياتهم تحت التهديد، وتحيط الشكوك بمستقبلهم في الوقت الذي تستمر فيه الحكومات بإبداء عدم استعدادها لإعادتهم إلى ديارهم.

وأوضحت المنظمة الدولية، في تقريرها الصادر أمس الثلاثاء، أنه طوال العامين الماضيين لم يحصل الأطفال الذين يعيشون في مخيّم الهول على الطعام المناسب أو الماء النظيف والخدمات الضرورية من رعاية وتعليم، بينما تمارس الإدارة الذاتية المسيطرة على المخيم اعتقالات تعسفية بحق فتيات في سنّ الثانية عشرة وتفصل أطفالاً تبلغ أعمارهم عامين عن مقدمي الرعاية لهم، وتقيّد حصولهم على الرعاية الصحية، ما يرفع من معدلات العنف وجرائم القتل ويؤثر بنمو الأطفال وتطورهم ويزيد عمالتهم.

ووفقاً للباحثة في الشؤون السورية بالمنطقة، ديانا سمعان، فإنّ عشرات الآلاف من الأطفال السوريين والعراقيين ودول أخرى يزيد عددها على الستين تُركوا لمواجهة البؤس والصدمات المؤلمة والموت، لمجرد رفض حكومات بلدانهم تحمّل مسؤولياتها وإعادتهم إلى بيئة تمنحهم الأمان والطمأنينة، حسب قولها.

وقالت سمعان: "ينبغي للحكومات أن تكفّ عن الاستهتار بواجباتها الدولية تجاه حقوق الإنسان في الدفاع عن حق هؤلاء الأطفال في الحياة، والبقاء، والتطور، وأن تعيدهم من دون تأخير وعلى نحو عاجل إلى ديارهم. وإضافة إلى ذلك، يجب على الإدارة الذاتية أن تضع آلية واضحة لإعادة الأطفال السوريين وأمهاتهم أو مقدمي الرعاية لهم".

ووفق المنظمة، فقد دأبت قوات الأمن الداخلي "الأسايش" على الاحتجاز التعسفي لفتيان دون الثانية عشرة في الملحق وفصلتهم عن أمهاتهم ومقدمي الرعاية لهم، وذلك لمجرد الاشتباه باحتمال دفعهم إلى التطرف دون دليل على ارتكابهم إساءات. وتنقل الأسايش الفتيان إلى مراكز احتجاز تصفها "بمراكز تأهيل" تقع خارج مخيم الهول، وتفتقر إلى ما يكفي من الطعام والماء والرعاية الصحية، وتتفشى فيها أمراض مثل السل والجرب.

ولفتت إلى أن تقاعس الإدارة الذاتية عن إعداد وتنفيذ خطة أمنية شفافة ومتسقة في المخيم أدى إلى نشوء مناخ من الغضب والخوف في خضم العنف المتفشي، بحسب الأشخاص الذين أجريت مقابلات معهم.

بدوره أكد مصدر خاص لـ"العربي الجديد"، أن هناك ممارسات غير مسؤولة في المخيم من قبل الجهات الأمنية التابعة لـ"قسد" في مقدمتها عمليات تهريب السلاح إلى داخل المخيم الذي يستخدم في تنفيذ عمليات القتل، والدليل أن بعد كل حملة أمنية تجري في المخيم، تتكرر جرائم القتل، حيث إنه لا يمكن المقيمين فيه مغادرته، وبالتالي هناك طرف يسهل دخول السلاح لهم فيه.

وتابع المصدر: "هناك أطفال مجهولون يقيمون في المخيم هم الأكثر عرضة للاستغلال، أطفال دون أب أو أم أو أقارب، هم مجهولون كلياً ولا يعرف عنهم أي معلومات ولا يجري التقصي عنهم".

  • تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن مخيم الهول يضم 15650عائلة، تتكون من 57516 فرداً.
  • تنقسم العائلات في مخيم الهول إلى 8049 عائلة عراقية، و5153 عائلة سورية.
  • ويبلغ عدد عائلات عناصر تنظيم "داعش" الأجانب  2448 عائلة من نساء وأطفال، ويبلغ عددهم 8245 فرداً.

ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، تعجز المنظمات الإنسانية العاملة في شمال شرق سورية عن تقديم خدمات الحماية للأطفال السوريين عندما يغادرون مخيم الهول، ما يعرضهم غالباً لخطر الاتجار، أو الزواج المبكر، أو التجنيد من قبل القوات المسلحة.

المساهمون