أعلنت وزارة الهجرة العراقية، الأربعاء، عن قرب عودة 150 أسرة عراقية نازحة موجودة في مخيم الهول السوري، الذي تديره مليشيا قوات سورية الديموقراطية (قسد)، بمحافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.
وهذه الدفعة الخامسة التي يستعد العراق لإعادتها، بعد تأهيل 603 عائلات كان قد جرى نقلها إلى معسكر نزوح مغلق جنوبي مدينة الموصل وإخضاعها إلى برامج تأهيل نفسية واجتماعية بإشراف الأمم المتحدة.
وقال المستشار في ديوان محافظة نينوى، محمد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن جميع الأسر العائدة يتم نقلها إلى مخيم الجدعة الواقع على بعد نحو 20 كيلومتراً جنوبي الموصل، وهناك يخضعون لعدة برامج تأهيل تستمر عدة أشهر.
وأضاف الجبوري أن "غالبية العائدين من النساء والأطفال، لذلك هناك برنامج بدعم الأمم المتحدة لتعويض الأطفال عما فاتهم من تعليم وكذلك النساء في دورات وورش تأهيل وإعادة توضيح مفاهيم كثيرة اختلطت عليهم بسبب حقبة داعش ووجودهم بتلك المعسكرات"، مشدداً على أن جميع العائدين لديهم موقف أمني سليم وغير مطلوبين للقضاء و"يمكن اعتبار وجودهم في مخيم الهول السوري بالحظ العاثر".
وقال المتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية، علي عباس، الأربعاء، في تصريحات للصحافيين بمدينة أربيل إن "لجنة تذهب إلى مخيم الهول السوري قبل كل وجبة، تبقى حوالي 10 أيام إلى 15 يوماً"، مضيفاً أن "العوائل التي ترغب بالعودة إلى العراق، تجرى مقابلة معهم وتسجلهم اللجنة، وبعدها تأتي بهم إلى العراق، ومن ثم يجلبون تدقيقاً أمنياً".
وبحسب عباس فإن اللجنة المعنية بإعادة العراقيين من سورية تتشكل من عدة جهات أمنية وحكومية، وتذهب الى مخيم الهول لتقابل العوائل التي ترغب بالعودة ويتم تحديد عددهم ليتم نقلهم، مضيفاً أن كل دفعة تبلغ 150 عائلة وهي تشكل ما بين 650-700 شخص، يحتاجون إلى ترتيبات من نقل وتأمين الغذاء والخيام.
بحسب المتحدث باسم وزارة الهجرة علي عباس، فإن الدفعة الجديدة التي من المقرر أن تصل خلال اليومين المقبلين "تضم مرضى وكبار السن، لأنه بدأت هناك حالات وفاة بسبب الأمراض المزمنة، فصار التوجه بأن يتم نقل هؤلاء، وستكون هناك سيارات إسعاف مرافقة للباصات".
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت في 11 أيار/ مايو الماضي، إعادة 500 عائلة عراقية من مخيم الهول السوريّ إلى مُخيم الجدعة في محافظة نينوى جنوبي الموصل، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ويأتي الإعلان العراقي بعد أسابيع قليلة من اجتماع لمستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، بحث فيه ملف مخيم الهول السوري، وبحسب بيان رسمي عراقي صدر عن الحكومة فإن الأعرجي شدد على "أهمية أن يأخذ المجتمع الدولي دوره في إنهاء ملف مخيم الهول، لما يمثله بقاء هذا المخيم من خطر حقيقي على العراق والمنطقة، مؤكداً تعاون العراق مع المجتمع الدولي، لإنهاء هذا الملف".
وسبق لمدير دائرة الهجرة في محافظة نينوى، خالد عبد الكريم إسماعيل، تأكيده في تصريحات لمحطة تلفزيون عراقية محلية، استقبال 5 دفعات لأسر عائدة من مخيم الهول، بما يعادل 660 عائلة عراقية، في مركز الجدعة، مضيفاً أن أولئك الأفراد دخلوا في مراحل تأهيلية بالمركز. وأوضح إسماعيل أن غالبية العوائل المقيمة في المركز هي من تلك المحافظات التي سيطر عليها تنظيم داعش.