أعلنت وزارة البيئة العراقية، اليوم الخميس، وضع خطة وطنية واسعة للتخلّص من مشكلة الألغام والأجسام المتفجّرة غير المنفلقة التي خلّفتها الحروب والأزمات الأمنية التي ضربت البلاد منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، مؤكّدة أنّ الخطة تهدف لإنهاء الأزمة بحلول عام 2028.
يأتي ذلك بعد أيام من تسجيل وفاة عراقي وإصابة اثنين آخرين جرّاء انفجار لغم شمالي البلاد، خلال تواجد مواطنين بمنطقة للرعي. قالت الشرطة إنّ اللغم يعود لفترة احتلال تنظيم "داعش" المنطقة، حيث كان يزرع الألغام لغرض إعاقة تقدّم القوات العراقية للمناطق التي يتواجد بها.
وقال وزير البيئة العراقي، جاسم الفلاحي، إنّ بلاده باشرت بوضع خطة للتخلّص من مشكلة الألغام، بمساعدة منظمات دولية، تنتهي بحلول عام 2028.
وأضاف الفلاحي، أنه "عقب دخول عصابات داعش الإرهابية وفرض سطوتها الآثمة على عدد من مناطق البلاد، وما أقدمت عليه من تلويث مساحات واسعة بالألغام، فقد رفع السقف الزمني لموعد إعلان العراق خالياً من الألغام بمقدار عشرة أعوام، إذ كانت المنظمات العالمية قد حدّدت قبل أعوام طويلة، العام 2018 كموعد لذلك".
وأشار إلى "وجود جهود كبيرة تبذل من أجل تطهير مساحات كبيرة ملوّثة بالألغام من خلال التنسيق مع المنظمات العالمية المختصة، مثل منظمة (MAG) البريطانية، فضلاً عن مديرية الدفاع المدني في وزارة الداخلية، لاسيما في المناطق التي شهدت عودة النازحين إليها". وكشف عن "تطهير نحو 387 مليون متر مربع من الألغام والمقذوفات الحربية منذ بدء برنامج التطهير".
وأضاف الفلاحي أنّ "ملف الألغام يحتاج إلى إمكانيات مادية وملاكات مختصّة كثيرة، إذ يحتاج تطهير الكيلومتر الواحد إلى مئات المختصّين بهذا المجال". وتابع بأنّ إمكانيات وزارة البيئة لا تغطي الاحتياجات المطلوبة منها، لاسيما في المناطق الحدودية بمحافظات البلاد الجنوبية والمحرّرة منها، ما يجعلها تعتمد على مساعدة الدول والمنظمات.
ونهاية أغسطس/آب الماضي، قالت منظمة "يونيسف" في بيان لها، إنّ الألغام والمقذوفات غير المتفجرة تسبّبت بمقتل 35 طفلاً وتشويه 41 آخرين في العراق منذ مطلع العام الحالي 2021.
وأضاف البيان: "تعرب يونيسف عن انزعاجها إزاء زيادة وفيات وإصابات الأطفال بسبب الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في العراق في الأشهر الأخيرة".
وحثّت "يونيسف" حكومة العراق ومجتمع المانحين، على دعم توسيع نطاق أنشطة التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة وتوفيرها، بحيث يتلقى الأطفال وأفراد المجتمع الآخرون التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة في المدارس والمجتمعات المحلية في جميع المناطق المتأثرة سابقاً بالنزاعات في العراق.
ودعت الوكالة الأممية إلى الحفاظ على سلامة الأطفال كاعتبار أساسي في جميع السياقات. وأشارت إلى أنّ الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب غالباً ما تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين – لكن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر.
وأضاف البيان: "نظراً لأنّ الأطفال أصغر من البالغين، من المرجح أن يتعرّضوا للتأثير الكامل للانفجار وبالتالي فهم أكثر عرضة للموت أو للإصابات الخطيرة".