العراق يحقق باختفاء أجهزة تكييف مستشفى في بغداد: عشرات المرضى يفترشون الأرض

01 اغسطس 2023
أكد عراقيون أن مستشفيات البلاد تعيش واقعاً مزرياً وتحتاج إلى إعادة تقييم (فرانس برس)
+ الخط -

تتفاعل منذ يوم أمس الاثنين في العراق قضية اختفاء عشرات من أجهزة التكييف من داخل أحد المستشفيات في العاصمة بغداد، في مؤشر آخر إلى الفساد في البلاد، وهو ما دفع وزارة الصحة إلى سحب يد مدير المستشفى وفتح تحقيق، بعد تداول مدونين مقاطع فيديو كشفت اضطرار المرضى إلى النوم بالممرات والحدائق هرباً من حرارة الجو.

وكشفت وثيقة مُسرّبة صادرة عن وزارة الصحة العراقية، أمس، اتخاذ الوزارة قرارا بسحب يد مدير مستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعقلية في بغداد، وأكدت في كتاب رسمي أنه "استنادا إلى تقرير الزيارة التدقيقية التي قام بها فريق تدقيقي من دائرتنا والتي أثبتت اختفاء أكثر من 160 جهاز مكيف هواء في مستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعقلية، تقرر سحب يد مدير المستشفى وتخويل مدير القسم الفني كافة صلاحيات مدير المستشفى، مع الإيعاز إلى قسم التفتيش للإسراع بإجراء التحقيق بالموضوع".

وأكد عضو لجنة الصحة البرلمانية النائب ماجد شنكالي أن "المستشفى لا يصلح لسكن أي كائن بشري"، موضحاً في تصريح متلفز مساء أمس، أنّ لجنته قامت "بزيارتين إلى مستشفى الرشاد قبل أيام قليلة، وتم تشخيص أكثر الحالات والمشاكل التي يعانيها، وقد رفعنا تقريراً إلى رئيس الوزراء أبلغناه بأنه لا يوجد أي تكييف في المستشفى، وأن المرضى يفترشون الأرض والحدائق وأنه لا توجد أي خدمات فيه، وأن إدارته ضعيفة جداً".

وأضاف أن "الوزارة أرسلت عقب ذلك لجنة خاصة إلى المستشفى وكشفت اختفاء 160 مكيف هواء في ظروف غامضة، وهو ما يؤكد وجود فساد داخل المرفق الصحي"، مشددا على أن "المستشفى يحتاج إلى إعادة تقييم حكومي، فهو لا يصلح لسكن أي كائن بشري فيه".

وأشار إلى أن "الكثير من مستشفيات البلاد تعيش واقعاً مزرياً وتحتاج إلى إعادة تقييم، ولا يمكن أن تكون أماكن لعلاج المرضى في ظل الظروف التي تعانيها من نقص الخدمات والإهمال والتلوث وغير ذلك".

ولم يصدر عن وزارة الصحة أي تعليق رسمي أو تصريح أو بيان بشأن ذلك، كما امتنع المسؤولون فيها عن الإدلاء بأي معلومات أو تصريحات.   

بدوره، أبدى الباحث في الشأن العراقي علي البيدر استغرابه من الواقع المؤلم للفساد في البلاد، وقال في تغريدة له: "الصحة تعلن اختفاء 160 جهاز تكييف من مستشفى الرشاد للأمراض النفسية"، داعياً إلى "محاكمة السراق في هذه القضية على الهواء، حتى يكونوا عبرة لغيرهم".

إلى ذلك، أكدت المدونة هيام الرفيعي أن واقع مستشفى الرشاد يعكس حال جميع مستشفيات البلاد، وغردّت قائلة: "الواقع المزري لوزارة الصحة، الإهمال والتردي الواضح في الرعاية الصحية في مستشفى الرشاد للأمراض العقلية، وهكذا جميع مستشفيات العراق .. وزير الصحة صالح الحسناوي تابع للمالكي وحزب الدعوة ولا أحد يستطيع أن يحاسبه نهائياً".

ويُعدّ الفساد واحدا من أخطر الملفات التي تعاني منها مؤسسات الدولة العراقية ومنها المستشفيات، إذ إنه مستعص في الغالب على سلطة الدولة والقانون، ولا سيما أنه مرتبط بأحزاب مهيمنة على المشهد السياسي في البلاد ولها أذرع مسلحة تُهدد حتى مؤسسات الدولة.

المساهمون