مع بدء العام الدراسي الجديد في العراق، أثارت وزارة التربية الحاجة إلى استحداث آلاف المدارس الجديدة في عموم المحافظات، للتخلّص من مشكلة الدوام المزدوج والثلاثي وتوفير أجواء دراسية صحيحة، فيما دعت إلى تخصيصات مالية لاستحداث مدارس جديدة.
وكيل الوزارة فلاح القيسي أكّد أنّ "هناك أكثر من مليون و800 ألف طالب، موزّعين على 16 ألف مدرسة، لذلك بالتأكيد هنالك زخم وتراكم في أعداد الطلاب داخل القاعة الدراسية الواحدة"، وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع) أنّ "50 بالمائة من المدارس الحالية تحتاج إلى إعادة بناء وتأهيل".
وأشار إلى أنّ "لجنة الإعمار في مجلس الوزراء باشرت بالتنسيق مع المحافظين لإكمال مشروع بناء 1000 مدرسة، وبدأ العمل في المراحل الأولى، من خلال فحص التربة للبدء في المشروع"، مستدركاً بأنّ "المشروع لن يفي بالغرض، حيث أنّ الوزارة تحتاج إلى أكثر من 8000 مدرسة".
وأكّد أنّ "هناك تفاوتاً بين محافظة وأخرى في الحاجة إلى المدارس وفي مشاريع الأبنية الجديدة فيها، حيث إنّ الأمانة العامة ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تمكّنا من حلّ جميع الملفات المتعلقة بالأبنية المدرسية التي كانت متوقّفة منذ عام 2012 فما فوق، وتمّ إطلاق تخصيصات مالية للمشاريع التي أنجزت بنسبة أكثر من أربعين بالمائة، وبدأ العمل فيها فعلياً".
وأضاف أنّه "تمّ سحب العمل من الجهات المسؤولة المتلكئة في المدارس التي لم تصل إلى نسبة إنجاز محدّدة، وتمّت إحالتها إلى شركات أخرى لاستئناف العمل وإنجاز المشاريع المتوقّفة منذ أكثر من عشر سنوات".
وعبّر عن أمله أن "تعمل الحكومة المقبلة على تخصيص مبالغ لإعادة تأهيل كافة المدارس، لا سيما أننا مقبلون على موسم الشتاء والأمطار"، مشيراً إلى أنّ "المحافظين هم الجهة التي تضع التخصيصات المالية للمدارس".
من جهته، ناشد مدير عام تربية البصرة عبد الحسين سلمان الجهات المسؤولة مراعاة هذا الملف، مؤكداً في تصريح متلفز: "نحتاج إلى بناء مدارس جديدة في البصرة، التي تحتاج إلى استحداث أكثر من 600 مدرسة على الأقل للقضاء على الدوام المزدوج والثلاثي والأعداد الكبيرة للطلاب في القاعة الدراسية الواحدة".
وشدّد على أنّ "المدارس مكتظة جداً، ويجب وضع حدّ لهذه المعاناة والتدخل لوضع الخطط المناسبة لها".
عضو لجنة التربية في البرلمان السابق عباس الزاملي أكّد "الحاجة إلى وضع حلول مناسبة للتخلّص من الدوام المزدوج والثلاثي في المدارس (دوام فترات الصباح والظهيرة والمساء)، من خلال الاهتمام بهذا الملف". وقال لـ"العربي الجديد" إنه "مع زيادة أعداد الطلاب وتهالك المدارس، تبرز الحاجة واضحة لاستحداث أبنية مدارس جديدة في عموم المحافظات".
وأشار إلى أنّ "الملف بحاجة إلى تخصيصات مالية واهتمام حكومي، ووضع خطة بحسب الحاجة لكلّ محافظة"، مشدداً على أنّ "الاهتمام بالتعليم وتوفير الأجواء الصحية له هما أهم الخطوات لبناء البلد".
ويعاني القطاع التعليمي في العراق إهمالاً كبيراً من قبل الحكومات المتعاقبة، حيث لا استحداث لمدارس جديدة، ولا حتى ترميم القديمة منها، ما أثّر سلباً على المسيرة التعليمية في البلاد.