العثور على جثث 4 مهاجرين أفارقة غربي تونس

03 مارس 2022
يدفعون أرواحهم ثمناً للوصول إلى أوروبا (Getty)
+ الخط -

عُثر أمس، الأربعاء، في تونس على جثث 4 مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في منطقة القرقارة بجبال القصرين، وسط غرب البلاد، وكان من بينهم قاصر عاجي الجنسية عمره 15 سنة.

واكتشف راعي أغنام بمعتمدية حيدرة من ولاية القصرين 3 جثث، وتولّى إبلاغ السلطات المحلية التي سارعت بالحضور إلى المكان ومعاينة الجثث، كما تم العثور في مستودع مهجور بالقصرين على جثة مهاجر آخر من إحدى دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وقال معتمد مدينة حيدرة سامي الضوافلي، في تصريح صحافي، إنّ الوحدات الأمنية انتقلت إلى عين المكان وعاينت الجثث التي تم نقلها إلى المستشفى الجهوي لعرضها على الطبيب الشرعي، مُرجّحاً أن تكون أسباب الوفاة شدّة البرد والجوع والعطش.

وأوضح رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "المهاجر الذي عُثر على جثته في مستودع بالقصرين يبلغ من العمر 25 عاماً ولا تُعرف أسباب وفاته بدقة إلى حد الآن، إن كان موته طبيعياً أو من البرد أو أنها جريمة"، مضيفاً أنّ "النيابة العمومية فتحت تحقيقاً في الغرض"، مؤكداً "العثور على 3 جثث أخرى بجبال القصرين والأرجح وفاة أصحابها برداً وجوعاً".

وبيّن المتحدث أنّ "الهجرة إلى تونس من دول جنوب الصحراء عرفت تزايداً كبيراً في السنوات الأخيرة، وهذا راجع إلى التغيّرات التي تعرفها المنطقة وعدم الاستقرار في الدول الفقيرة، وغلاء المعيشة والمجاعات والصراعات التي تعرفها عدة دول أفريقية، وهو ما يدفع بعدد من المهاجرين الأفارقة إلى المغامرة والهجرة السرية". 

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وأفاد بأنّ "عدداً هاماً من هؤلاء المهاجرين يأتون إلى تونس من الصحراء مروراً بليبيا ثم عبر الحدود الجزائرية، وقد تضاعف عدد الوافدين بنحو 3 أضعاف سواء بالنسبة للمهاجرين الأفارقة أو السوريين، وبرغم أنّ المسافات التي يقطعونها طويلة ومحفوفة بالمخاطر إلا أنهم يجازفون بالعبور سواء عبر المسالك الصحراوية أو الجبلية، ما يفترض مزيداً من  التعاون بين تونس والجزائر للتنسيق والعمل على سد هذه الثغرات".

وذكر أنّ "بعض الحوادث تحدث سواء عبر البحر أو البر وتظل الهجرة السرية محفوفة بالمخاطر"، مؤكداً أنه "رغم غياب قوانين تُعنى بمسألة المهاجرين، إلا أن تونس تحرص على تبني القوانين الدولية والوطنية، وفيها عدة منظمات وجمعيات تقدّم خدمات عدة للمهاجرين، وهي من البلدان التي تُولي الجانب الإنساني أهمية بالغة، ومهما كانت جنسية المهاجر هناك تحقيقات وتتبع لأسباب الوفاة والمحاسبة إن لزم الأمر، خاصة إن كانت هناك شبهة اعتداء على مهاجر".

المساهمون