الصين تتخطى سياسة "صفر كوفيد" ببطء مع خلو الشوارع وحذر الشركات

09 ديسمبر 2022
عودة الحياة إلى طبيعتها ما زالت أمراً بعيد المنال (كيفن فراير/Getty)
+ الخط -

مع خلو الشوارع في وسط العاصمة الصينية بكين، اليوم الجمعة، والتزام المطاعم في أنحاء المدينة بقيود مكافحة فيروس كورونا، من المرجّح أن تعرقل المخاوف التي نتجت عن سياسة "صفر كوفيد" استعادة الاقتصاد قوته بسرعة.

وعلى الرغم من أنّ الحكومة خفّفت يوم الأربعاء عناصر مهمة من القيود الصارمة التي استخدمت على نطاق واسع لمكافحة الجائحة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، فإنّ الكثير من الناس والشركات بدوا عازفين عن التحرر من تلك القيود على وجه السرعة.

ومن التدابير الرئيسية التي أعلنت وقف اختبارات "بي سي آر" المنهجية والواسعة النطاق، وإمكانية العزلة الذاتية للإصابات الخفيفة وغير المصحوبة بأعراض، والاستخدام المحدود أكثر للحجر.

وفي مدينة ووهان بوسط البلاد، التي بدأت منها الجائحة في نهاية 2019، كانت هناك المزيد من المؤشرات إلى الحركة مع ازدحام بعض المناطق بركاب المترو اليوم الجمعة. لكن السكان قالوا إنّ عودة الحياة إلى طبيعتها ما زالت أمراً بعيد المنال.

لكن الصين ظلت بعيدة عن الهدوء طوال الأسابيع القليلة الماضية، إذ اندلعت احتجاجات على القيود الصارمة لمكافحة كوفيد-19 في العديد من المدن بأنحاء البلاد كانت أكبر تعبير عن السخط الشعبي منذ تولي شي جين بينغ السلطة قبل عشرة أعوام.

وفي بكين خلت العديد من الشوارع التي كانت تزدحم عادة بركاب المترو في وقت الذروة صباح الجمعة، على الرغم من أنّ المدينة تخلت هذا الأسبوع عن شرط تقديم نتيجة فحص سالبة لركوب القطارات أو دخول مقرات العمل.

كما ساد الحذر بين شركات الصناعات التحويلية والمطاعم، إذ أبقت على قيود مكافحة الجائحة لحين الحصول على صورة أكثر وضوحاً بشأن كيفية تأثر أماكن العمل بتخفيف القيود الصارمة.

وأبلغت الشركات "رويترز" بأنها تتوقع أن تواجه صعوبات مع فترات الغياب المطولة للموظفين المرضى، وهو ما قد يؤثر سلباً على العمليات ربما لشهور.

ويتوقع خبراء تعافي الاقتصاد الصيني في نهاية العام المقبل مع سيره على درب بقية العالم في الانفتاح والتعايش مع المرض. غير أن زيادة الإصابات من المرجح أن تعرقل النمو في الشهور القليلة المقبلة.

وأشادت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، الجمعة، بتخفيف سياسة "صفر كوفيد" في الصين معتبرة ذلك خطوة "حاسمة" إلى الأمام.

وقالت غورغييفا، بعد مؤتمر برئاسة رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ في هوانغشان بشرق البلاد: "نرحب بالإجراءات الحاسمة التي اتخذتها السلطات الصينية (...) لإعادة ضبط سياسة كوفيد".

وأضافت غورغييفا أنّ دفع الصين باتجاه زيادة معدلات التطعيم أمر جيد "للشعب الصيني ومهم أيضا لآسيا وبقية العالم"، وأشارت إلى أنّ "أداء الصين مهم (ليس فقط) للصين ولكن أيضًا للاقتصاد العالمي" الذي يعاني من تداعيات الحرب في أوكرانيا وأزمة غلاء المعيشة في عدد من البلدان بعد تعافيه المتعثر من آثار جائحة كوفيد-19.

وأكدت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا، خلال المؤتمر نفسه، أنّ التخلي التدريجي عن استراتيجية صفر كوفيد "سيساعد على إزالة سلسلة من الشكوك". من جهته، رأى الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماتياس كورمان أن هذه التعديلات "ستدعم قوة الانتعاش (الاقتصادي) في كل من الصين والعالم".

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون