استمع إلى الملخص
- التقت رئيسة اللجنة ميريانا سبولياريتش بمسؤولين في دمشق، وأشارت إلى متابعة 35 ألف حالة مفقود، مع إضافة 8 آلاف طلب جديد منذ ديسمبر الماضي.
- دعت هيومن رايتس ووتش السلطات إلى تأمين الأدلة والتعاون مع اللجنة، وأكدت سبولياريتش على أهمية بناء القدرات لجمع البيانات بسرعة.
رأت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أنّ معرفة مصير المفقودين في سورية يُعَدّ "تحدياً هائلاً" بعد أكثر من 13 عاماً من حرب مدمّرة، مضيفة أنّ الأمر قد يتطلّب سنوات. ويمثّل مصير عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين في سورية، وكذلك المقابر الجماعية التي يُعتقد أنّ النظام السوري دفن فيها معتقلين قضوا تحت التعذيب، من أبرز وجوه المأساة السورية بعد نزاع تسبّب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص.
وقالت سبولياريتش، في دمشق التي تزورها لمدّة ثلاثة أيام، إنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل في الوقت الراهن "مع السلطات، والمؤسسات الوطنية المختلفة، والمنظمات غير الحكومية، وخصوصاً مع جمعية الهلال الأحمر الوطني (السوري)، لبناء الآليات التي ستسمح لنا بالحصول على صورة أوضح"، بشأن مصير المفقودين في سورية بعد سقوط النظام. لكنّها أشارت إلى أنّ "تحديد هوية المفقودين وإبلاغ عائلاتهم بمصيرهم يمثّل تحدياً كبيراً، والأمر سوف يستغرق وقتاً لاستيعاب حجم المهمة التي أمامنا". وأردفت: "ما يمكنني قوله الآن هو أنّ المهمّة ضخمة". وأوضحت أنّ الأمر "سوف يستغرق سنوات لتحقيق الوضوح وإبلاغ جميع المعنيين"، علماً أنّ "ثمّة حالات قد لا نتمكّن من تحديدها أبداً". أضافت أنّ "جمع البيانات وحمايتها وإدارتها وتحليلها جزء من التحدّي الذي نواجهه في ما يتعلّق بالمفقودين".
Today, @ICRC President Spoljaric met with PM Mohamad al-Basheer in #Damascus to address Syria's humanitarian challenges, including the missing, weapon contamination, and humanitarian access.
— ICRC Syria (@ICRC_sy) January 4, 2025
She reaffirmed ICRC’s commitment with @SYRedCrescent.
📍Stay tuned for field updates. pic.twitter.com/d9oEcPe2h1
والتقت سبولياريتش، خلال زيارتها، رئيس الوزراء المكلف للمرحلة الانتقالية محمد البشير وممثّلين عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا الذي يمثّل رمزاً لقمع السلطات في فترة حكم بشار الأسد. وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنّ منظمتها كانت تتابع حتى "وقت قريب 35 ألف حالة"، غير أنّه "منذ إنشائنا خطاً ساخناً جديداً في ديسمبر/ كانون الأول (المنصرم)، أُضيف ثمانية آلاف طلب آخر" للبحث عن مفقودين. وتابعت أنّ هذا "يمثّل فقط جزءاً محتملاً من الأرقام المتوفّرة والتي يمكننا مواصلة العمل عليها".
تفيد بيانات المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ أكثر من 100 ألف شخص لقوا حتفهم في السجون ومراكز الاعتقال السورية منذ بدء النزاع في عام 2011. وقد حُرّر الآلاف من السجون بعدما أطاحت "هيئة تحرير الشام" وفصائل متحالفة معها حكم الأسد في الثامن من ديسمبر المنصرم، لكنّ سوريين كثيرين ما زالوا يبحثون عن إجابات بشأن مصير أبنائهم. ومنذ ذلك الحين، يعمد السكان في سورية إلى التبليغ عن مواقع محتملة لمقابر جماعية، في ظلّ ضعف الخبرات المحلية في التعاطي مع ملفات مماثلة.
في سياق متصل، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير أصدرته في ديسمبر المنصرم، السلطات الانتقالية إلى "تأمين الأدلة وجمعها وحفظها، بما فيها تلك المتوفّرة في مواقع المقابر الجماعية والسجلات الحكومية"، وكذلك إلى التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر "التي في إمكانها تقديم الخبرة والدعم الأساسيَّين لحماية هذه السجلات". ودعت المنظمة إلى ضرورة "حماية" مقبرة جماعية في حيّ التضامن في دمشق، إذ عاين فريقها الأسبوع الماضي "أعداداً كبيرة من الرفات البشري في موقع مجزرة وقعت في إبريل/ نيسان من عام 2013".
وأكدت سبولياريتش أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر قدّمت "عرض خدمات للحكومة المؤقتة، ونسعى إلى العمل بصورة وثيقة مع الوزارات المختلفة والسلطات المختلفة لبناء القدرات اللازمة لجمع البيانات بأسرع وقت ممكن"، وذلك بهدف الإسراع في العمل على معرفة مصير المفقودين في سورية قدر الإمكان. لكنّها لفتت إلى أنّه على الرغم من ذلك "لا يمكننا استبعاد احتمال فقدان بعض المعلومات في الوقت الراهن، غير أنّه لا بدّ لنا من أن نعمل بسرعة لحماية أكبر قدر ممكن وجمع ما يمكننا جمعه وتحليل البيانات في أسرع وقت ممكن".
(فرانس برس)