شدّدت مسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر على ضرورة ألا "يحوّل العالم انتباهه" عن محنة أولئك الذين يعيشون في ظلّ الحرب المستمرة منذ سنوات في اليمن، وحثّت على مواصلة تقديم المساعدة إلى أفقر دولة في الشرق الأوسط، في حين تجتذب حرب أوكرانيا انتباه العالم.
ولفتت رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن كاتارينا ريتز إلى أنّ المناقشات مستمرّة حول تبادل الأسرى المحتمل في المستقبل بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية، والذي يقاتل نيابة عن حكومة المنفى اليمنية في البلاد. يُذكر أنّ أيّ تبادل كبير لم يحصل منذ سنوات، إذ اشتدّت الحرب حول جبهات عدّة، بما في ذلك مدينة مأرب الغنية بالطاقة.
وقالت ريتز لوكالة "أسوشييتد برس"، وفق ما أوردت اليوم الجمعة: "أعتقد أنّ واجبنا هو الاستجابة بشكل متساوٍ للاحتياجات وبذل قصارى جهدنا. علينا أن نضيف أوكرانيا إلى كلّ الأزمات، لكنّه لا ينبغي لنا أن نتحوّل" عن الأزمات الأخرى.
Last year alone, fighting in Yemen's west coast forced 157,500 people from their homes.
— ICRC (@ICRC) March 10, 2022
Thousands remain unable to flee the violence.
They need food, water, access to basic health care.
Above all, they need safety.
New footage for media: https://t.co/YRNAMbpWTf pic.twitter.com/d1x5RMEO9r
ومنذ مارس/ آذار 2015، راح اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وقد قُتل أكثر من 150 ألف شخص في الحرب القائمة منذ سبع سنوات، وفقاً لبيانات الأحداث ومكان النزاع المسلح. وقتلت غارات جوية للتحالف السعودي الإماراتي مئات المدنيين واستهدفت البنية التحتية للبلاد، فيما استخدم الحوثيون الأطفال جنوداً وزرعوا الألغام الأرضية بشكل عشوائي في جميع أنحاء البلاد.
في غضون ذلك، واجهت الدولة المنقسمة أزمة كورونا، وما زالت من جهة أخرى تستقبل مهاجرين أفارقة يأملون في عبور اليمن والوصول إلى السعودية المجاورة.
والبلاد، التي تُعَد على شفا المجاعة منذ سنوات، قد تتفاقم أزمتها هذه على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا، فاليمن يستورد نحو 40 في المائة من قمحه من الدولتَين المتنازعتَين.
وأوضحت ريتز في هذا الإطار: "من الواضح الآن أنّه سوف يكون لإمدادات القمح تأثيرها على الإمدادات الغذائية لليمن. آلية التكيّف في البلاد محدودة جداً، وأظنّ أنّ ذلك سوف يُحدث صراعاً كبيراً".
من جهة أخرى، أفادت ريتز بأنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحاول الوصول إلى السجناء المحتجزين لدى المليشيات والحكومة التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء، وكذلك لدى الحكومة اليمنية في عدن.
وفي عام 2020، أعدّت الأطراف المتصارعة عملية تبادل جماعي للأسرى، وكانت تلك العملية الأخيرة بذلك الحجم، علماً أنّ اتفاق عام 2018 في استوكهولم أدّى إلى مبادلة أكثر من 15 ألف سجين. وأكدت ريتز أنّ "الحوار بين الطرفَين مستمرّ، فالمفاوضات لم تتوقّف قط. وأظنّ أنّه من المهم كذلك الحفاظ على مشاركة الأطراف على الطاولة".
تجدر الإشارة إلى أنّ الحوثيين احتجزوا نحو عشرة موظفين يمنيين سابقين في السفارة الأميركية بصنعاء، وردّاً على سؤال حول قضيتهم، قالت ريتز إنّ عائلات المعتقلين في حاجة إلى التقدّم إلى الصليب الأحمر لمساعدتهم، غير أنّها رفضت الإفصاح عمّا إذا كانت العائلات قد فعلت ذلك أم لا.
وشدّدت ريتز على أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملت مع التحالف الذي تقوده السعودية وكذلك مع الحوثيين ومليشيات أخرى في الحرب للتأكيد على أهمية حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية في البلاد.
الأطفال في اليمن لا يتضورون جوعا بسبب نقص الغذاء، ولكن لأن أسرهم لا تستطيع تحمل تكاليف الطعام. لا يمكن التقليل من شأن تأثير الانهيار الاقتصادي على الأزمة الإنسانية في اليمن. وبدون إتخاذ إجراء عاجل، يمكن أن يهوي الملايين في المجاعة.#اليمن_لايحتمل_الإنتظار pic.twitter.com/ZQpLzkdvMD
— UNICEF Yemen (@UNICEF_Yemen) March 11, 2022
في سياق متّصل، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الجمعة، من انزلاق ملايين اليمنيين إلى المجاعة، في حال عدم اتّخاذ إجراءات عاجلة في هذا البلد المأزوم.
وأكّدت المنظمة الأممية في تغريدة على موقع "تويتر" أنّ "الأطفال في اليمن لا يتضوّرون جوعاً بسبب نقص الغذاء، ولكن لأنّ أسرهم لا تستطيع تحمّل تكاليف الطعام".
أضافت "يونيسف" أنّه "دون اتّخاذ إجراء عاجل، يمكن أن يهوي الملايين في المجاعة. اليمن لا يحتمل الانتظار"، مشدّدة على أنّه "لا يمكن التقليل من شأن تأثير الانهيار الاقتصادي على الأزمة الإنسانية في اليمن".
يُذكر أنّه منذ أشهر، تشكو الأمم المتحدة من نقص حاد في تمويل العمليات الإنسانية في اليمن، ما أدّى إلى تخفيض حجم المساعدات التي يستفيد منها ملايين السكان، وسط تحذيرات من ازدياد الجوع.
(أسوشييتد برس، الأناضول)