الصحة العالمية: الجدري المنتشر في العالم اليوم لا علاقة له بالقرود

09 اغسطس 2022
منظمة الصحة العالمية تستنكر استهداف قرود في البرازيل بسبب الجدري (ماورو بيمنتل/ فرانس برس)
+ الخط -

 

شدّدت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، على أنّ مرض جدري القرود الذي يتسبّب فيه فيروس يحمل الاسم نفسه والمنتشر في كلّ أنحاء العالم اليوم لا علاقة له بالقرود. وأتى ذلك بعد الإبلاغ عن تعرّض هذه الحيوانات للاعتداء في البرازيل.

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، في مؤتمر صحافي دوري في جنيف رداً على سؤال بشأن تقارير أوردها موقع "جي-1" الإخباري عن تعرّض عشرات القرود للتسمّم وإصابة بعضها بجروح خلال أقلّ من أسبوع في محميّة "رو دي بريتو" في ولاية ريو دي جانيرو، إنّ "الناس يحتاجون إلى معرفة أنّ انتقال الفيروس الحالي يحدث بين البشر".

وكانت قرود أخرى قد رُجمت ولوحقت وسُمّمت في مدن برازيلية مختلفة، وفق الموقع نفسه، الذي نقل معلوماته عن جمعية "رينكتاس" لمكافحة الاتّجار غير المشروع بالحياة البرية.

وقد سجّلت البرازيل أكثر من 1700 إصابة ووفاة واحدة بجدري القرود، وفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية. وعلى الصعيد العالمي، سُجّلت أكثر من 28.100 إصابة و12 وفاة في خارج دول أفريقيا حيث المرض متوطّن.

تجدر الإشارة إلى أنّ مصطلح "جدري القرود" استُخدم للمرّة الأولى عندما اكتُشف هذا الفيروس في عام 1958 لدى قرود في مختبر بالدنمارك، غير أنّه اكتُشف أيضاً لدى أنواع أخرى من الحيوانات، خصوصاً القوارض. أمّا الإصابة البشرية الأولى به فقد رُصدت في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأوضحت هاريس أنّ هذا الفيروس يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، لكنّ الانتشار الحالي للوباء في العالم يُعزى إلى العلاقات الوثيقة بين البشر، وتابعت أنّه "يتوجّب على الناس ألا يهاجموا الحيوانات"، مشيرة إلى أنّ أفضل طريقة للحدّ من انتشار الفيروس هي التعرّف إلى أعراضه والحصول على مساعدة طبية واتّخاذ "الاحتياطات اللازمة لمنع انتقاله".

في سياق متصل، أشار المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، في 27 يوليو/ تموز الماضي، إلى أنّ ثمّة عملية تجرى لإعادة تسمية جدري القرود، بهدف تجنّب استخدام الاسم "كسلاح" أو بطريقة عنصرية. أتى ذلك بعد أيام قليلة من إعلان المنظمة جدري القرود "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً".

يُذكر أنّه في يونيو/ حزيران الماضي، أفادت المنظمة بأنّها تنسّق مع خبراء من أجل التوصّل إلى اسم جديد لـ"جدري القرود" الذي راح يُرصَد أخيراً في أكثر من بقعة حول العالم، في خارج مناطق توطّنه. وقد أتى ذلك بعدما شدّد أكثر من 30 عالماً على موقع "فيرولوجيكال" الإلكتروني على أنّ ثمّة حاجة طارئة لتغيير اسم الفيروس والمرض الذي يتسبّب به إلى ما هو "غير تمييزي" و"غير وصمي". ولفت هؤلاء العلماء إلى أنّ المنظمة الأممية توصي، في العادة، بتجنّب أسماء المناطق والحيوانات عند تسمية الفيروسات والأمراض.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون