الشمال السوري: تضرر 20 مخيماً بسبب العاصفة

20 مارس 2023
مأساة الشتاء تتكرر في مخيمات سورية (أسامة الخلف)
+ الخط -

أعلنت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) أن العاصفة المطرية التي ضربت شمال غرب سورية، يوم السبت الماضي، والتي استمرت حتى اليوم الإثنين، أدت إلى تشكل سيول جارفة خلفت أضراراً في أكثر من 45 مخيماً للمهجرين ومراكز الإيواء المؤقتة للمنكوبين من الزلزال، تضررت فيها بشكل مباشر أكثر من 938 خيمة، كما أصيب طفل بجروح طفيفة، وانهارت محلات تجارية، عدا عن انقطاع عدد من الطرقات في المدن والبلدات.

ومن المتوقع أن تستمر حالة عدم الاستقرار الجوي خلال الأيام المقبلة بحسب توقعات الأرصاد الجوية. وتُضاعف هذه العاصفة مأساة المدنيين وتزيد من فجوة الاحتياجات الإنسانية.

وقال نائب مدير "الدفاع المدني السوري" منير المصطفى، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "339 خيمة للناجين من الزلزال تضررت في 20 مخيماً للإيواء، وأنشئت حديثاً وبشكل عاجل بمعظمها، وفي ظروف طارئة من دون توفر بنية تحتية مناسبة تقي قاطنيها من عواصف الشتاء والتقلبات الجوية التي تضرب المنطقة".

ولفت المصطفى إلى أن "النسبة الأعلى من الأضرار كانت في مخيمات المهجرين، واستجابت فرقنا لـ25 مخيماً تضررت فيها 599 خيمة للمهجرين، كانت تعاني بالأساس من هشاشة الوضع الإنساني الكارثي في مخيمات التهجير وضعف الواقع الخدماتي، وتدني الخدمات الصحية مع انتشار مرض الكوليرا وغياب شبكات الصرف الصحي في الكثير منها. وشهدت تلك المخيمات سنوات قاسية في ظل العواصف والحر الشديد، عدا عن قصف النظام واستهداف المدنيين في ملاذهم الأخير".

ويوضح المصطفى أن "الأضرار تركزت في مخيمات ريف إدلب الغربي، وقد أنشئت غالبيتها حديثاً لإيواء الناجين من الزلزال. كما انقطعت طرقات عدة في ريف إدلب من جراء السيول، وهي معرة مصرين ـ أرمناز، وإدلب ـ عرب سعيد، وسهل الروج ـ عدوان. كما غمرت مياه الأمطار منازل عدة في حفسرجة وبشمارون غربي محافظة إدلب، وتسببت السيول بانهيار عدة محال تجارية في قرية عدوان غربي إدلب، بالإضافة إلى قطع عدد من الطرقات. كما تضررت مخيمات في ريفي حلب الغربي والشمالي الشرقي".

يتابع المتحدث ذاته أنه "مع اللحظات الأولى للعاصفة المطرية، استجابت فرقنا لنداءات المخيمات المتضررة، وفتحت قنوات لتصريف مياه الأمطار، ورفعت سواتر تمنع وصول مياه السيول إلى المخيمات. كما أعادت فتح الطرقات التي أغلقتها السيول، وساعدت في تصريف المياه من عدد من المنازل التي دخلت إليها الأمطار. وتُواصل فرقنا الاستجابة للمخيمات المتضررة، مع استمرار رفع الجهوزية في ظل توقعات بتجدد سقوط الأمطار".

ويقول المصطفى إن "أبرز الصعوبات هي تكرر الأضرار مع كل هطول للأمطار واقتصار الاستجابة على إجراءات إسعافية"، مبيناً أن "المأساة التي يعيشها النازحون لا يمكن حلها عبر تقديم الخدمات للمخيمات، ويكمن الحل الجذري والوحيد في توفير الأمان للمدنيين للعودة إلى مساكنهم، وعندها تتضاءل الحاجة للدعم الإنساني والإغاثي".

ويشدد على أن "المجتمع الدولي مطالب بالضغط على النظام وروسيا، وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير من دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين والنازحين، وإيجاد حل سياسي وفق القرار 2254 يضمن العيش بسلام والعودة الآمنة لجميع المدنيين وينهي الآلام التي يعانيها السوريون في مخيمات القهر".

المساهمون