الشارع الأردني... نصرة غزة أولوية وواجب وطني وإنساني

10 نوفمبر 2023
المشاركة في فعّاليات التضامن مع غزة أقل ما يمكن أن يقدمه الأردنيون (خليل مزرعاوي/ فرانس بر
+ الخط -

يعتبر أردنيون أن مشاركتهم في فعاليات تضامنية مع أهل غزة واجب وطني وإنساني، وأولوية تتقدم على أية التزامات أخرى. وهم يظهرون مشاعر الفخر والاعتزاز بالمقاومة الفلسطينية، وأيضاً الغضب الحزن والألم من مجازر آلة الحرب الصهيونية العنصرية التي تستهدف المدارس والمستشفيات والعمارات.
إلى ذلك، تستمر مؤسسات المجتمع المدني في الأردن، وبينها النقابات المهنية والجمعيات والمنظمات الإنسانية، في حملاتها لتقديم تبرعات ومساعدات لغزة، في إطار حملات تشكل احتياجات رئيسية لمواجهة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

تقول صبا عودة التي تعمل في إحدى المنظمات الدولية، لـ"العربي الجديد": "المشاركة في الفعاليات التضامنية مع أهل غزة أقل واجب. وأنا أفعل ذلك رغم أنني أدرك جيداً أنه يحتمل أن أتعرض لمضايقات في عملي بعدما طالبت الإدارة الموظفين بعدم المشاركة في الفعاليات".
تضيف: "المشاركة اليومية في الفعاليات التضامنية مع غزة أولوية بالنسبة لي على إي التزامات أخرى. يجب أن تتوقف الحياة، وألا تسير بشكلها وتفاصيلها المعتادة في وقت يُقتل الأخوة الفلسطينيون في غزة على مدار الساعة. نريد أن يشعر أهلنا في فلسطين وغزة أننا معهم، وأن نزيد الضغط ونُسمع صوتنا للعالم في شأن المجازر البشعة التي ترتكب ضد الأهل في فلسطين. ما يحدث في غزة مأساة إنسانية، والتعاطف مع أهلها لا يجب أن يُربط بالعرق واللون والدين".
وترى صبا أن "الوجود اليومي في الفعاليات التضامنية مع غزة رسالة للعالم، ودعوة للاستيقاظ، لإنهاء المجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال، وإيقاف إطلاق النار وفتح المعابر لدخول الأغذية والأدوية وكل ما يحتاجه السكان".
وتستهجن عدم تحرك العالم تجاه مشاهد القتل في غزة، خاصة تلك الخاصة بالأطفال وأشلائهم المتناثرة، وتسأل: متى يتحرك العالم في وقت يقصف العدو غزة ويدمر مبانيها في حرب إبادة لم يشهدها التاريخ؟".

الاحتجاجات وسيلة لتنبيه العالم إلى العدوان الغاشم (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
الاحتجاجات وسيلة لتنبيه العالم إلى العدوان الغاشم (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)

بدورها، تقول الكاتبة الصحافية والناشطة شروق طومار لـ"العربي الجديد": "أشارك باستمرار بفعاليات التضامن مع غزة لأنني أؤمن بأهميتها، كونها من بين أهم أشكال التعبير عن رأي الشارع ومطالبه، وكونها أداة فاعلة في التأثير على القرارات السياسية".
تتابع: "مشاركتي في هذه الفعاليات بالتزامن مع كوني أم وامرأة عاملة ليست سهلة، لكنني أحاول اختيار توقيت المشاركة خارج وقت العمل حتى لو حصل ذلك على حساب وجودي المعتاد لفترات محددة في المنزل خلال الظروف العادية. وأنا أنظر الى المشاركة باعتبارها واجباً وطنياً وإنسانياً يحظى بأولوية، وهي حقيقة أضعف الإيمان وأبسط الأعمال التي أستطيع أن أفعلها حتى لا أبقى صامتة أمام العدوان الصهيوني الغاشم على أهلنا في قطاع غزة، وكي لا أقف متفرجة أمام المجازر الوحشية والهمجية التي يرتكبها الاحتلال على مرأى العالم ومسمعه من دون أن يحرك ساكناً".
وتشدد على "الأهمية المعنوية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة بطش العدو الوحشي، وتأكيد حقه في العيش بسلام على أرضه. والمساندة الشعبية تشعر فلسطينيي غزة على الأقل بأن آخرين يعرفون أنهم مظلومون ويرفضون هذا الأمر، كما تشكل وسيلة تأييد لمحاولات المقاومة استعادة أرض فلسطين المغتصبة، وحقوق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام".
وتشير إلى أن "المشاركة في الفعاليات التضامنية تساهم في الضغط على الجهات الرسمية، والحكومة تحديداً، لاتخاذ مواقف أكثر إيجابية وحزماً وفعالية لمواجهة الإبادة التي يمارسها العدو ضد أهلنا في غزة، ومنها إدانة ممارساته باعتبارها إرهاباً منظماً ضد شعب أعزل، وأيضاً لقطع كل أشكال التطبيع السياسية والاقتصادية والثقافية، وإلغاء الاتفاقات القائمة مع الاحتلال لتأكيد الموقف الرسمي الذي يجرّم ممارساته الهمجية".

تستدعي مشاهد القتل في غزة تحرك الحشود (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
تستدعي مشاهد القتل في غزة تحرك الحشود (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)

من جهتها، تقول الطالبة الجامعية تالا محمد لـ"العربي الجديد": "أشارك مع زميلات وزملاء يومياً في الفعاليات التضامنية مع الأهل في غزة، سواء في الجامعات أو قرب السفارة الإسرائيلية في الرابية غربي العاصمة عمان، للتذكير باُن المطلوب كثير لدعم الأهل في فلسطين، والمشاركة في هذه الفعاليات لها أولوية منذ بدء العدوان على غزة".
تضيف: "مطالبنا واضحة، وهي إلغاء كل معاهدات واتفاقات التطبيع مع العدو الصهيوني، وإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمّان، وإلغاء معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة التي تعتبر شريكة أساسية في المجازر التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني في غزة، وذلك انطلاقاً من مبدأ أن فلسطين هي القضية المركزية لكل أطياف الشعب الأردني". وتؤكد "تمسك الجيل الجديد بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، ورحيل الاحتلال الإسرائيلي، وبأن فلسطين قضية كل العرب".
أما فيصل محمود الذي يعمل في القطاع الخاص، فيقول لـ"العربي الجديد": "أشارك بشكل شبه مستمر في الوقفات التضامنية ومسيرات نصرة أهل غزة كي أتجاوز شعوري بالعجز عندما أرى المجازر التي ترتكب في قطاع غزة وسط حرب الإبادة العنصرية التي يمارسها الاحتلال".
يضيف: "مشاركة الأردنيين في هذه الوقفات محاولة لتوجيه رسائل متعددة، فهي وسيلة لتنبيه العالم إلى العدوان الغاشم على غزة، والتضامن مع أهل فلسطين بكل ما نستطيع، ومطالبة الحكومة الأردنية باستخدام كل الأوراق التي تملكها للضغط على إسرائيل وحلفائها مثل الولايات المتحدة لإيقاف المجازر التي ترتكب يومياً".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويلفت الى أن "الحرب على غزة جعلت جميع الأردنيين على قلب واحد، فالكل يتضامن مع غزة، ويفتخر بوقوف المقاومة في وجه القوة الإسرائيلية الغاشمة". ويرى أن "المشاركة في الفعاليات التضامنية أقل ما يمكن أن يقدمه الأردنيون للأهل في غزة، ويجب أن يبذل الجميع ما يستطيعون من جهد لنصرة الشعب الفلسطيني، وبينها مقاطعة بضائع شركات تؤيد الاحتلال، والتبرع بما تجود به النفس لإمداد أهل غزة بالغذاء والدواء".

المساهمون