أعلنت الحكومة الجزائرية عن سلسلة تدابير عاجلة للتكفل وتعويض ضحايا الفيضانات الأخيرة التي مست عددا من المدن والبلدات الجزائرية، خاصة في ولاية تيبازة، قرب العاصمة الجزائرية، وتبسة وقالمة، شرقي البلاد، بما فيها إعادة إسكان العائلات المنكوبة خلال 48 ساعة.
وخصصت الحكومة ما قيمته 60 مليون يورو، من صندوق الكوارث، لتعويض ضحايا مخلفات التقلبات الجوية الأخيرة، على أن تنتهي التعويضات في نهاية الأسبوع الجاري، وكلف الرئيس عبد المجيد تبون خلال اجتماع لمجلس الوزراء، مساء الأحد، بمتابعة مخلفات التقلبات الجوية الأخيرة، حيث تقرر "إسكان كل من فقد بيته بالكامل، في مدة لا تتجاوز 48 ساعة، مع ترميم السكنات المتضررة جزئيا، وتعويض العائلات المتضررة، جراء فقدانها للأجهزة والأثاث الضروري للبيت".
وكانت فيضانات طوفانية قد اجتاحت، الخميس الماضي، مناطق في العاصمة الجزائرية وعدة مدن في وسط وشرقي البلاد. وكانت مدينة فوكة (60 كيلومترا غربي العاصمة الجزائرية)، أكثر المدن تضررا، حيث توفي طفل وتم تعطيل الدراسة في المدارس وتضررت كامل البنية التحتية في المدينة كالطرق وانهارت بعض المباني، واجتاحت المياه المنازل والمحال التجارية. وأقامت السلطات في ولاية تيبازة مخيما داخل قاعات رياضة، كإقامة مؤقتة للعائلات المنكوبة، إلى حين إعادة إسكانها في منازل جديدة أو ترميم منازلها.
وقالت الحاجة خديجة، وهي إحدى ضحايا الفيضانات الأخيرة، والتي تقيم في حي على أطراف مدينة فوكة، لـ"العربي الجديد": "لم تبق لنا الفيضانات شيئا، فقدنا كل شيء، الأثاث والتجهيزات وحتى الوثائق، ونحن بانتظار أن تتكفل السلطات بنا وتنقلنا إلى شقق سكنية جديدة، أو تقوم بمساعدتنا على ترميم شققنا السكنية".
فيما قالت سيدة أخرى تقطن في الحي الشعبي نفسه: "قبل الفيضانات كنا قد طالبنا السلطات بترحيلنا من هذه السكنات الهشة وغير اللائقة إلى أن داهمتنا الأمطار. لدي أمل في أن ينظر إلينا الرئيس تبون بعين الرحمة".
وتقررت في السياق ذاته إعادة ترميم الطرقات والمنشآت فورا، وتخصيص حافلات نقل للمتمدرسين بالمناطق التي يتعذر حاليا السير فيها نحو المدارس، على أن تعود الحياة لمجراها الطبيعي في كل المناطق المتضررة خلال أسبوع على أقصى تقدير، حيث كانت الطرق الرئيسة والفرعية في مدينة فوكة، قرب العاصمة الجزائرية، قد تضررت بشكل كبير ولم تعد صالحة لسير المركبات.
وتعد منطقة فوكة التي مستها الفياضات، منطقة منحدرة باتجاه البحر، لذا صبت الفيضانات الطوفانية في البحر وفي الميناء الصغير، ما تسبب في تحطيم وإفلات عدد من قوارب الصيد الصغيرة التي كانت راسية في الميناء، واتخذ الرئيس تبون قرارا "بالتعويض الفوري للصيادين الذين فقدوا قوارب وسفن الصيد، التي تعد مصدر رزقهم اليومي الوحيد، وذلك على عاتق الدولة"، إضافة إلى "تخصيص منحة، فورا للصيادين المتضررين تكون ما بين 20 و30 ألف دينار، إلى غاية إعادة تهيئة موانئ الصيد المتضررة".