مع ساعات الفجر الأولى، تستيقظ عوائل الأسرى والأسيرات قبل السحور، ليبدأوا رحلة طويلة لزيارة أحبابهم في السجون الإسرائيلية بحافلة الصليب الأحمر.
إنه يوم الأربعاء، يوم الزيارة الشهرية للأسيرات والأسرى في سجن الدامون، حيث لم تستطع أمهات الأسيرات النوم بسبب الشوق لرؤية بناتهن والتأكد من تحضير لوازم الزيارة والسفر الطويل.
خرجت الطفلة آية، 5 سنوات، من غرفة الانتظار في سجن الدامون بعد رؤية والدتها الأسيرة شروق البدن، 27 عاماً، والمحكومة إدارياً من بلدة تقوع قضاء بيت لحم، والابتسامة تملأ وجهها قائلة: "شفت ماما"، ولكن الاحتلال وسلطة السجون منعوا آية من تقديم أزهار حنون لوالدتها، قطفتها من جبل الكرمل بجانب السجن.
تدخل عوائل الأسرى في مجموعات صغيرة لزيارة أسراهم. تنتظر جميع الأسر بجانب السجن إلى حين انتهاء جميع الزيارة لتعود معاً إلى الضفة الغربية.
وقالت والدة الأسيرة شروق البدن المعتقلة بسبب منشور على فيسبوك: "شروق والحمد الله تمام هي وأخواتها الأسيرات، الحمد الله شقيقات الرجال ولا تهتم بحاجة، معنوياتها عالية ومحكومة إدارياً لثالث مرة، السفر والعناء هذا جهاد والحمد الله نحن جيدات والصليب يؤمن لنا باصات جيدة، يكفي نحن نخرج سوية مع بناتنا واخوتنا الشباب، نحن لا نعرف شيء عن مقاطعة المحاكم الادارية، ما أعرفه أنها تنهي مدة 7 شهور بتاريخ 7 ابريل متوقعين من رحمة الله أن تخرج، أنا اليوم جئت لأني خائفة من أن يتم تجديد الحكم الإداري لها".
وفي حديث مع زوج الأسيرة شذى عودة، البروفيسور عبد المحسن أبو فانونة، وكانت تعمل مديرة لمؤسسة لجان العمل الصحي ومنسقة حركة الصحة الشعوب لشرق الأوسط وأفريقيا، وتتهمها إسرائيل بأنها كانت مديرة لمؤسسة خارجة عن القانون: "شذى معنوياتها عالية وصحتها جيدة جداً تأخذ أدويتها بشكل منتظم وفقدت من وزنها، وهي أم البنات الأسيرات في السجن ( عمرها 61 عاماً) وهي تعتبر الأسيرات الصغيرات كبناتها وهن يعتبرنها أمهم وينادوها خالتي، هذا أمر ممتاز يرفع معنوياتها ويرفع معنوياتنا أيضاً".
وأضاف أبو فانونة: "تتهم إسرائيل إدارة المؤسسة بالخروج عن القانون، هم يدعون أن المؤسسة خرجت عن القانون عام 2000، ولكن لم يضعوا أي إعلان بذلك وبالتالي استمرت زوجتي في إدارة المؤسسة من 2000 حتى 2001 عندما اقتحموا المؤسسة مرة أخرى ووضعوا إعلان أن المؤسسة أخرجت عن القانون، ويعتبر الاحتلال عمل زوجتي بادارة المؤسسة تحدي للسلطات ومخالفة للقانون".
وقال حواتم صوالحة، والد لأسير قاصر من بيت فجار: "ابني 13 عاماً ونصف من قرية بيت فجار، تهمته ضرب مولوتوف وضرب حجارة على مستوطنة عتصيون، الزيارة والسفر متعب على الجميع جئت مع سيدات كبيرات في السن وصغيرات. الله يكون في عونهن، تركوا منازلهن ونحن في شهر رمضان، من المفروض أن يحضرن الفطور في الدار. سافرنا لمدة 4 ساعات في الباص، نحن جالسون الآن ولكن مرهقون جداً ولا نستطيع الجلوس من كثر التعب. وهناك طريق العودة بنفس المشقة والتعب".