الرئيس الإيراني: "العدو" يسعى إلى تحويل الحجاب إلى "قضية أمنية"

15 ابريل 2023
بدأت الشرطة الإيرانية خطة جديدة للتصدي لخلع الحجاب بالشوارع (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -

اتّهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، السبت، من وصفه بـ"العدو" بأنه يسعى إلى تحويل الحجاب إلى "قضية أمنية"، يأتي ذلك بالتزامن مع بدء الشرطة الإيرانية خطة جديدة للتصدي لمظاهر خلع الحجاب في الشوارع الإيرانية.

وقال رئيسي، اليوم، في لقاء مع جمعيات طلابية إيرانية، في معرض الردّ على سؤال بشأن الخطة الجديدة للحجاب والعفّة، إنّ الحكومة في موضوع الحجاب والعفة بصدد الوصول إلى حلّ انطلاقا من رؤية ثقافية "لأن العدو يقصد بشكل مخطط تحويله إلى موضوع أمني". 

وأضاف الرئيس الإيراني أن حكومته "من خلال التخطيط لن تسمح أبدا للأعداء بتحقيق ما يريدونه بشأن الحجاب".  

وكان القائد العام لقوات الأمن الداخلي الإيرانية، أحمد رضا رادان، قد أكد، أمس الجمعة، أنّ الشرطة ستبدأ اعتبارا من اليوم السبت تنفيذ خطتها الجديدة لمراقبة وضع الحجاب في الشوارع الإيرانية عبر كاميرات المراقبة

وبعدما عاد الحجاب إلى واجهة السياسة الداخلية الإيرانية مع تصاعد انتقادات المحافظين، بدأت الحكومة تتخذ أساليب جديدة للحد من ظاهرة خلع الحجاب في المجتمع، والتي انطلقت مع الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها لدى شرطة الآداب في طهران على خلفية الحجاب. 

وتهدف الخطة الجديدة للشرطة الإيرانية إلى التصدّي لمظاهر خلع الحجاب وفرض رقابة إلكترونية على ذلك للحد من الظاهرة. وعلى ما يبدو، فإنّ الخطة تأتي بدلاً من تسيير دوريات لشرطة الآداب والإرشاد في الشوارع، والتي أثارت جدلاً واسعاً على مدى أكثر من عقد.    

وبحسب الخطة الجديدة، فإنّه بعد التعرف إلى الإيرانيات المخالفات لقانون الحجاب، ترسل لهن رسالة نصية للمرة الأولى، ثم في المرة الثانية تجرى إحالتهن إلى المحاكم.  

وقال قائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان، للتلفزيون الإيراني، إنه اعتباراً من السبت 15 إبريل/ نيسان، "كل من تقوم بخلع الحجاب في الأماكن العامة والمحال التجارية تجرى إحالتها إلى المحاكم بوثائق وصور".  

وأثارت هذه الخطة انتقادات واسعة في وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وبين نخبة إيرانية في إيران، لكن وسائل إعلام رسمية ومحافظة تدعم الخطة، عازية إياها إلى "مطالب مجتمعية" للتصدي لظاهرة خلع الحجاب.  

ويرى المنتقدون أنّ هذه الخطة، كسابقتها المتمثلة في تسيير دوريات شرطة الإرشاد في الشوارع، لن تجدي نفعاً وستأتي بنتائج عكسية.  

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اتهم المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، من وصفهم بأنهم "الأعداء" بالوقوف وراء تسويق ظاهرة خلع الحجاب في إيران، قائلا إن "العدو يعمل وفق مخطط وعلينا أن نواجه ذلك بشكل محسوب ومبرمج"، مؤكدا أن "خلع الحجاب حرام شرعيا وسياسيا". 

ودعا خامنئي، في كلمته التي بثها التلفزيون الإيراني، إلى عدم ممارسة نشاطات "عشوائية غير منطقية" في مواجهة ظاهرة خلع الحجاب، قائلا إن "الحجاب محدودية شرعية وقانونية وليست محدودية حكومية". 

 

المساهمون