أعاد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية إعمار 80 منزلاً مُدمّرا في بلدة سنجار (115 كيلومترا غربي محافظة نينوى)، شمالي العراق، ضمن خطة له للإسهام في عودة العوائل الإيزيدية النازحة عن البلدة. فيما أكد مسؤولون في حكومة الإقليم أن العوائل النازحة من البلدة لم يعد منها سوى 20 بالمائة فقط، بسبب نفوذ مسلحي حزب العمال الكردستاني وفصائل أخرى توجد في البلدة.
وتقع المدينة ضمن مثلث جغرافي يربط العراق بسورية، وتقابلها مدينة الحسكة، وتتبعها بلدات صغيرة أخرى، وتخضع مساحات واسعة منها لنفوذ مسلحي حزب "العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة، الذي شكّل أجنحة وأذرعاً مسلحة محلية، إلى جانب تكثيف مقراته وتشييد أنفاق تحت المناطق الجبلية لتأمين الحماية من الغارات الجوية التي تنفذها تركيا لاستهداف قادة وأعضاء الحزب البارزين، فضلا عن وجود فصائل مسلحة أخرى فيها.
ووفقاً لما نقلته صحيفة الصباح الرسمية، اليوم السبت، عن مسؤول في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، فإن "البرنامج أعاد إعمار نحو 80 منزلا مدمرا في بلدة القحطانية التابعة لبلدة سنجار في محافظه نينوى، وإن المنازل سبق تدميرها على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على البلدة صيف عام 2014"، مبينا أن "المنازل مدرجة ضمن الدفعة الثانية التي ينفذها برنامج الأمم المتحدة، بعد أن تم إكمال 70 منزلا مدمرا ضمن المرحلة الأولى من المشروع نفسه".
وأشار إلى أن "إعمار المناطق المذكورة أسهم بشكل فاعل في عودة أعداد من العوائل الإيزيدية إلى مناطقها الأصلية".
من جهته، أكد مسؤول مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين، التابع لحكومة إقليم كردستان، حسين قائدي، أنه "نتيجة الأوضاع الأمنية التي تسود سنجار وغياب الخدمات، لم يعد إلى البلدة سوى 20% من العوائل الإيزيدية النازحة، من أصل 360 ألف إيزيدي نزحوا عن ديارهم جراء هجوم داعش، قُتل منهم 5000 في حينها"، مبينا في تصريح لمحطة روداو القريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، أنه "لا يزال 135860 من الإيزيديين يقيمون في مخيمات النزوح بدهوك، و189337 منهم خارج المخيمات في مختلف مناطق الإقليم، بينما هاجر 120 ألفا منهم إلى الخارج".
وشدد على أن "سبب عزوف الإيزيديين عن العودة إلى ديارهم، يرتبط بتواجد عدة فصائل مسلحة غير رسمية في سنجار، منها (حزب العمال الكردستاني)، الأمر الذي أوجد مخاوف عند الإيزيديين تمنعهم من العودة، كما أن وجود متفجرات لم تجر إزالتها حتى الآن، والمقابر الجماعية لم تفتح، وليست هناك أي خدمات تقدم في سنجار، هذه الأسباب كلها أثرت على إمكانية العودة".
من جهته، انتقد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، حسن آزادي، الإهمال الحكومي لملف إعمار المناطق المدمرة في نينوى، ومنها سنجار، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن "ملف الإعمار خطوة مهمة يجب على الحكومة أن تتبناه لأجل إنهاء ملف النزوج"، موضحا أن "سنجار يكاد يكون وضعها مختلفاً عن البلدات المدمرة الأخرى، فهي تحتاج إلى قرار سياسي أولا بإخراج حزب العمال الكردستاني والفصائل الأخرى والتوجه نحو تطبيع الأوضاع فيها، لتسهيل عودة النازحين".
وشدد على أن "الملف يحتاج إلى خطوات عملية حقيقية، وأن الحديث عن إعمار منازل عدة خطوة من خطوات خجولة لا تحسم هذا الملف".
ورفض الآلاف من أبناء سنجار من الإيزيديين والأكراد والعرب العودة إلى مناطقهم طيلة السنوات الماضية، بسبب سيطرة الفصائل المسلحة على مناطق القضاء عامي 2015 و2016 بعد طرد مسلحي "داعش" الإرهابي الذي هاجم القضاء في أغسطس/آب 2014.