أعلنت السلطات الصحية في الجزائر، تجهيز ما يقارب ثمانية آلاف نقطة مخصّصة للتلقيح ضدّ فيروس كورونا. ومن المقرّر البدء بعملية التلقيح خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري، فور استلام الجزائر أول شحنة من اللقاحات الثلاثة التي تم التعاقد عليها.
وقال المدير العام للمصالح الاستشفائية في وزارة الصحة، إلياس رحال، في ندوة نقاش نظّمها مركز صحيفة "الشعب" للدراسات، إنّ السلطات ستستخدم كافة المراكز الصحية الجوارية والجامعية كمراكز للتلقيح، بينها 1447 بين مركز ومستشفى عمومي، وأكثر من ستة آلاف قاعة علاج، هي نفسها التي تستخدم في تنفيذ البرنامج الوطني للتلقيح منذ سنوات.
وأكّد رحال أنّه "لم يتمّ تحديد تاريخ محدّد لوصول اللقاح المضاد لكورونا إلى الجزائر، بسبب حجم الضغط الكبير على اقتناء اللقاحات عالمياً، لكن من المتوقّع وصول اللقاح نهاية الشهر الجاري".
وستتسلّم الحكومة الجزائرية أولى شحنات اللقاحات من الصين وروسيا، فيما ستتسلّم شحنة من لقاح "أسترازينيكا"، في بداية شهر فبراير/شباط المقبل.
وخصّصت الجزائر 100 مليون يورو كمرحلة أولى، لتغطية وتمويل عملية توريد اللقاحات، وأكثر من 400 مليون دولار لتمويل عملية اقتناء اللقاح كاملة، وسيتولى "معهد باستور" المرجعي، تخزين اللقاحات بعد وصولها إلى الجزائر، ثمّ توزيعها في الولايات الـ48.
من جهته أكّد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا، رياض مهياوي، أنّ عملية التلقيح ستشمل في المرحلة الأولى، فئات المسنّين والأطقم الطبية من العاملين في المستشفيات، كما أسلاك الأمن، قبل أن تتوسّع لتشمل في المرحلة التالية ما مجموعه 17 مليون مواطن. وأضاف مهياوي: "نحن نهدف لتلقيح كل الجزائريين"، وأبقت السلطات الجزائرية التلقيح طوعياً واختيارياً بالنسبة للمواطنين.
وذكر مهياوي أنّ السلطات الصحية أجرت دراسة شاملة وعلمية على مجموع اللقاحات المطروحة للاستغلال، وخلصت إلى اختيار اللقاحات المناسبة، وقال: "درسنا كلّ اللقاحات على مستوى اللجنة العلمية وتمّ الاتفاق على اختيار اللقاح الأنسب للجزائريين، وتمّ تصنيفهم.
كما تمّ اختيار اللقاح الروسي في المرتبة الأولى والصيني في المرتبة الثانية، ثم اللقاح السويدي الإنكليزي "أوكسفورد أسترازينيكا" في المرتبة الثالثة". وشدّد على أنّه "لا آثار جانبية للقاحات التي تقرّر استيرادها، سوى بشكل طفيف" .
وذكر مهياوي أنّ الجزائر نجحت في الإفلات من الموجة الثانية، كما نجحت في محاصرة الفيروس، "إذ هي تسجّل معدلات منخفضة في عدد الإصابات اليومية".
وأعلنت اللجنة العلمية المكلّفة برصد ومتابعة تفشي وباء كورونا في البلاد، أمس الجمعة، تسجيل 272 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، وإحصاء ثلاث حالات وفاة، مقابل تسجيل 209 حالة تعافٍ.