الجزائر تتحضر لموجة كورونا الرابعة

19 ديسمبر 2021
نسبة المطعمين حالياً أقل من 25 في المائة (العربي الجديد)
+ الخط -

باشرت السلطات الجزائرية تطبيق إجراءات خطة استباقية لمواجهة موجة رابعة محتملة من وباء كورونا، بعدما ارتفع عدد الإصابات بين السكان، ورصدت، الإثنين الماضي، أول إصابة بمتحوّر "أوميكرون" السريع الانتشار مقارنة بالمتحوّرات السابقة، وسط تراخي المواطنين في تطبيق التدابير الصحية والوقائية الخاصة بمكافحة الفيروس واحتواء مخاطره، ما يزيد احتمال تفشي "أوميكرون" تحديداً.
وتضع الخطة الاستباقية مستشفيات بالكامل في خدمة المصابين بكوفيد- 19، والتي جرى تحديدها استناداً إلى التعداد السكاني والحالات المسجلة في كل ولاية، كما تخصص مصالح وأقسام خاصة أنشأتها لاستقبال مرضى كورونا في الولايات التي تضم مستشفى جامعي واحد. وقد جهزت المنشآت الصحية المستحدثة بكل المعدات اللازمة للمرضى، خصوصاً أجهزة الأوكسجين والأدوية الضرورية.

وطالبت السلطات مدراء المراكز الصحية وحكام الولايات بالقيام بجردة مفصلة لمخزون الأوكسجين المتوفر في المؤسسات الصحية، ومعاينة وضع كل الأجهزة الطبية وصيانتها ومراقبتها، وإجراء تفتيش واستطلاع ميداني لتحديد قدرة المؤسسات الصحية على التعامل مع الإصابات المتزايدة في الولايات.
ومنحت السلطات مدراء الصحة صلاحيات تقدير الوضع الصحي والوبائي في مناطقهم، واتخاذ القرارات التي تكفل مواجهة موجة رابعة من الفيروس، مع تقديم تقرير مفصّل حول المخزون الخاص بالأدوية الخاصة بمرضى فيروس كورونا، وعلى رأسها مضادات التخثر، وقائمة باحتياجات الأدوية، وإبلاغ السلطات بشأن أي نقص في الكميات، تمهيداً لتولي الصيدلية المركزية توفيرها في الوقت المناسب.
ولا تمسّ خطة السلطات الصحية في الجزائر الأقسام الصحية المخصصة لمعالجة أمراض حساسة، على غرار أمراض السرطان والنساء والأطفال وتلك الخاصة بالتوليد والإنعاش والجراحة العامة والطوارئ، والتي يجب أن تحافظ على ديمومة عملها وتقديم خدماتها للمرضى.

"الاستراتيجية الاستباقية" تستخلص الدروس السابقة (العربي الجديد)
"الاستراتيجية الاستباقية" تستخلص الدروس السابقة (العربي الجديد)

وعرض وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد آليات "الاستراتيجية الاستباقية" خلال اجتماع طارئ، عقده الأربعاء الماضي، مع مسؤولي الصحة في الولايات، الذين بحث معهم الوضع الوبائي السائد في البلاد، وحثهم على تكثيف عمليات التلقيح التي شدد على أنها "تبقى الحل الوحيد لمواجهة الفيروس"، ودعا الى الاستعانة بالمجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية والأئمة من أجل دفع المواطنين إلى الإقبال على التلقيح، خصوصاً أن الجزائر تملك مخزوناً جيداً من اللقاحات يبلغ 20 مليون جرعة تستهدف تطعيم نسبة 75 في المائة من البالغين، لكن نسبة المطعمين حالياً أقل من 25 في المائة.
ويقول الناشط في المجال التوعية الصحية بن ناصر عبد الحميد، لـ"العربي الجديد"، إن "الأزمة السابقة التي شهدتها البلاد في مطلع الصيف الماضي كانت مخيفة، بعدما شهدت المستشفيات ضغطاً كبيراً بسبب استقبالها عدداً كبيراً من المرضى، وأيضاً أزمة نقص حاد في مادة الأوكسجين. وأعتقد بأن الصعوبات التي عرفها القطاع الصحي خلال مواجهته الموجة السابقة للفيروس دفعت السلطات إلى الاستعداد مبكراً لمواجهة موجة رابعة محتملة، لكن ذلك يظل غير كافٍ في ظل الضعف الكبير الملاحظ في التحاق المواطنين بحملة التلقيح، وآخرها بين 12 و16 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري".

ومطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أوصت اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الأزمة الصحية بتوسيع إقرار إجبارية الجواز الصحي للتلقيح الذي يجري فرضه أثناء الولوج إلى التظاهرات الرياضية والثقافية، كشرط لدخول التراب الوطني ومغادرته، عبر كل المنافذ، ولمّحت إلى إمكانية أن تتخذ السلطات قرارا بالغلق التام للحدود ووقف الرحلات الجوية والبحرية في أي وقت، في حال حدثت تطورات تستدعي اتخاذ هذا القرار لحماية الصحة والسلامة العامة.

المساهمون