ارتفع عدد المتهمين في قضية قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل والتنكيل بجثته، شرقي الجزائر، الذين تقرّر إيداعهم السجن إلى 44 متهماً، من مجموع 92 موقوفاً يجري القضاء عملية استجوابهم، منذ يوم الاثنين الماضي.
وقرّر قاضي التحقيق بمحكمة سيدي محمد، وسط العاصمة الجزائرية، وضع 44 شخصاً في السجن المؤقت، حيث تمّ توزيعهم بين سجون الحراش في الضاحية الغربية والقليعة في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، فيما يتمّ استجواب باقي المتهمين البالغ عددهم 92 شخصاً.
وكانت أجهزة الأمن قد اعتقلتهم منذ 11 أغسطس/آب الجاري، وبين المتهمين 11 امرأة، بعضهنّ كنّ حاضرات لحظة وقوع الجريمة، وحرّضن على قتل الشاب جمال وحرقه، بينهن ممرضة تعمل في مستشفى.
ووجّه القضاء الجزائري للمشتبه فيهم تهم "حرق والتنكيل بجثة" جمال، و"المساس بأمن الدولة" و"الاعتداء على عناصر الأمن"، كما "بثّ الرعب في أوساط السكان" و"الانتماء إلى منظمات إرهابية"، في إشارة الى حركة "ماك" الانفصالية في منطقة القبائل، حيث أقرّ عدد من المتورّطين بصلتهم بالحركة وانتمائهم إليها.
وكانت مجموعة من الشباب الغاضبين، في منطقة الأربعاء ناث إيراثن، قد أقدمت في 11 أغسطس/آب الجاري، على إخراج الشاب الضحية من داخل سيارة شرطة، بعد توقيفه بشبهة التورط في حرائق الغابات، وقامت المجموعة بقتله بطريقة وحشية، وإحراق جثته في الشارع، ما أثار استياءً عارماً بسبب التصرف الهمجي، ومطالبات بتطبيق القصاص.
واعتقلت مصالح الأمن الجزائرية عقب الحادثة 61 شخصاً تمّ اتهامهم بالتورط في قتل الشاب جمال بدرجات متفاوتة، بعدما استعانت بتسجيلات فيديو كانت قد بثّت على مواقع التواصل الاجتماعي. بعض المتهمين حاول الفرار إلى الخارج عبر البحر أو الحدود البرية، فيما تمكّنت لاحقاً مصالح الأمن الجزائرية من توقيف 30 شخصاً آخرين كانوا في محيط الجريمة وشاركوا بالتحريض عليها، إضافة إلى توقيف المشتبه فيه بذبح الضحية بعد حرقه.
وفي السياق ذاته، زار، اليوم الأربعاء، وفد من أعيان وحكماء مدينة الأربعاء ناث إيراثن، مدينة مليانة، للقاء عائلة الشاب جمال، وتقديم الدية باسم المدينة وأهاليها، وسلّم الأعيان ما قيمته 120 ألف يورو إلى والد الشاب الذي قُتل بشكل بشع. وقاد الوفد الشيخ سعيد بويزي، والذي ثمّن موقف والد القتيل، واعتبره موقفاً حكيماً عندما دعا إلى الوحدة الوطنية ودرء الفتنة.
وكانت المديرية العامة للأمن العام قد أعلنت، في بيان رسمي، أنّ "التحقيقات توصّلت إلى اكتشاف وقوف شبكة مختصّة في الإجرام، مصنّفة منظمة إرهابية باعترافات عناصرها الموقوفين، وراء هذا المخطط الشنيع". وأكّدت أنّ "المصالح المختصّة تمكّنت من استرجاع الهاتف النقال الخاص بالضحية، والذي أسفرت عملية استغلاله عن اكتشاف حقائق مذهلة حول الأسباب الحقيقية لقتل الشاب جمال بن إسماعيل، والتي ستفصح عنها العدالة لاحقاً".
وفي 18 مايو/أيار الماضي، كان مجلس الأمن القومي في الجزائر قد قرّر تصنيف حركة "ماك" التي تطالب بانفصال منطقة القبائل، والتي يقودها المغني والمعارض السياسي فرحات مهني، كتنظيم إرهابي بسبب دعوته إلى المساس بالوحدة الوطنية وانفصال منطقة القبائل. وتتمركز قيادة الحركة الانفصالية في باريس، حيث تحظى بدعم من فرنسا والمغرب وإسرائيل، إذ زار رئيس الحركة تل أبيب أكثر من مرة.