التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة يتواصل جنوباً وسط تهديدات الاحتلال

06 سبتمبر 2024
تطعيم ضد شلل الأطفال في خانيونس، جنوب قطاع غزة، 5 سبتمبر 2024 (بشار طالب/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة**: تتواصل الحملة لليوم الثاني، حيث تلقى أكثر من 160 ألف طفل لقاحاتهم في اليوم الأول.
- **تنفيذ الحملة وتعاون الجهات المعنية**: انطلقت الحملة في الأول من سبتمبر 2024 بالتعاون بين وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمات دولية، وتستهدف تزويد أكثر من 640 ألف طفل بجرعتين من اللقاح.
- **تحديات وظروف الحرب**: نشرت أونروا مقالاً يسلط الضوء على الظروف الصعبة في غزة بسبب الحرب، مما ساهم في ظهور شلل الأطفال من جديد، وتعتبر مكافحة المرض أولوية للوكالات الدولية.

تتواصل حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في جنوب غزة لليوم الثاني على التوالي، وسط مخاوف من "مفاجآت" الاحتلال الإسرائيلي الذي يمضي في عدوانه على الفلسطينيين بالقطاع المحاصر منذ نحو 11 شهراً، هذا العدوان الذي وصفه مسؤولون أمميّون في أكثر من مناسبة بأنّه "حرب على الأطفال".

وصباح اليوم الجمعة، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنّ أكثر من 160 ألف طفل تلقّوا لقاحاتهم المضادة لشلل الأطفال في اليوم الأول من حملة التطعيم في المناطق الجنوبية من قطاع غزة أمس الخميس.

وأوضحت وكالة أونروا، في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية في موقع إكس صباح اليوم، أنّ عشرات آلاف الأسر توجّهت إلى المرافق الصحية لتزويد أولادها باللقاحات التي توفّرها الفرق الطبية التابعة للوكالة. وشدّدت الوكالة: "سوف نواصل اليوم تطعيم أكبر عدد ممكن من الأطفال".

يأتي ذلك في إطار الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال التي انطلقت في قطاع غزة في الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري. وهذه الحملة التي تنفّذ بالتعاون ما بين وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والشركاء تهدف إلى تزويد الأطفال الفلسطينيين المستهدَفين بها بجرعتَين من اللقاح. ويُقدَّر عدد هؤلاء الصغار بأكثر من 640 ألفاً، وهم من الأطفال التي تتراوح أعمارهم ما بين صفر وعشرة أعوام، سواءً أكانوا تلقّوا جرعة سابقة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال قبل السابع من أكتوبر 2023 أم لا.

والحملة التي انطلقت من وسط قطاع غزة تتواصل في الجنوب قبل أن تُختتَم في شمال القطاع الذي عزلته قوات الاحتلال عن بقيّة المناطق، وسط الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وكان وزارة الصحة قد أعلنت، أوّل من أمس الأربعاء، انتهاء المرحلة الأولى من الجولة الأولى من عملية التطعيم الطارئة في قطاع غزة، وذلك بعد تلقّي 189 ألفاً و551 طفلاً فلسطينياً جرعتهم الأولى من اللقاح المضاد لشلل الأطفال في الوسط.

لكنّ الإشارة تجدر إلى أنّ التزوّد باللقاح المطلوب لمكافحة شلل الأطفال في وسط قطاع غزة ما زال ممكناً، بحسب ما أوضحت وزارة الصحة، وذلك في أربعة مراكز فقط طوال مدّة حملة التطعيم المستمرّة في القطاع.

في سياق متصل، نشرت وكالة أونروا، في تدوينة على موقع إكس اليوم الجمعة، مقالاً صادراً في صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأميركية، وسلّطت الضوء على ما نقلته الصحيفة عن مديرة التواصل والإعلام في أقاليم وكالة أونروا جولييت توما. وقد شدّدت توما على أنّ الحرب القائمة في قطاع غزة خلقت الظروف الملائمة لظهور شلل الأطفال من جديد، وشرحت أنّ تهجير الفلسطينيين في القطاع أجبر هؤلاء على العيش في خيام ضيّقة، في وقت يعجزون فيه عن الوصول إلى المياه النظيفة. وأكدت توما أنّ الظروف التي تحدّث عنها غير ملائمة أو غير صالحة للبشر.

ومنذ 18 يوليو/ تموز الماضي، تاريخ إعلان رصد فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في عيّنات من مياه الصرف الصحي في جنوب قطاع غزة ووسطه، بدأت منظمات عديدة، لا سيّما الأمم المتحدة، مطالبة إسرائيل بالسماح بإدخال اللقاحات اللازمة لتنفيذ حملة تطعيم في القطاع المحاصر والمستهدف، ثمّ بوقف لإطلاق النار أو هدنة إنسانية على أقلّ تقدير للتمكّن من إنجاز ذلك.

وبعد مماطلة طالت من قبل سلطات الاحتلال، أعلن ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في 29 أغسطس/ آب الماضي، أنّ موعد انطلاق الجولة الأولى من حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة حُدّد في الأوّل من سبتمبر 2024. وأوضح: "لدينا التزام أوّلي" بهدن إنسانية محدّدة في مناطق بحدّ ذاتها. يُذكر أنّ الأمم المتحدة، بإدارتها العامة وبمختلف وكالاتها المعنيّة، كانت تطالب بهدنة لمدّة أسبوع كامل.

ويمثّل تطويق شلل الأطفال في قطاع غزة أولوية اليوم بالنسبة إلى عدد من الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وذلك بعد إثبات إصابة بالمرض في دير البلح وسط القطاع، هي الأولى منذ نحو 25 عاماً. وقد عبّرت الوكالات والمنظمات عن قلق عميق إزاء ظهور الإصابة الأولى بمرض شلل أطفال في وسط قطاع غزة بعد ربع قرن على اجتثاثه. ولأنّ الأمر يُعَدّ حالة طوارئ، وفّرت منظمة يونيسف نحو 1.26 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال وأدخلتها إلى قطاع غزة، وجرى التعاون مع الجهات المعنيّة الأخرى من أجل تحصين مئات آلاف الأطفال الذين يهدّدهم هذا المرض.