البريطانيون مدعوون إلى شرب مياه الصرف الصحي المعالجة لمواجهة آثار الجفاف

29 اغسطس 2022
دعوة إلى ريّ النباتات في حدائق البيوت بالأباريق وليس بخراطيم المياه (رتشارد بايكر/ Getty)
+ الخط -

أثار الرئيس التنفيذي لوكالة البيئة في بريطانيا جيمس بيفان جدالاً بعد نشره مقالاً في صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، أمس الأحد، يدعو فيه البريطانيين إلى عدم الاشمئزاز من فكرة مياه الصرف الصحي لمواجهة آثار الجفاف في البلاد.

وإن كانت الصحف الرئيسية في بريطانيا مثل "ذا غارديان" اختارت عنواناً صارخاً "على البريطانيين ألا يشمئزّوا من شرب مياه المجارير"، فإنّ بيفان دعا في رسالته إلى التصالح مع فكرة شرب مياه الصرف الصحي المعالَجة بشكل آمن للاستهلاك البشري.

وأرفق بيفان رسالته بتوصيات متعلّقة بترشيد استخدام المياه، كالامتناع عن استخدام غسالتَي الملابس والأطباق إلا عند الضرورة والتريّث حتى تمتلئا بالكامل، وإبقاء صنبور المياه مغلقاً في أثناء غسل الأسنان، أو استخدام الأباريق لريّ النباتات في حدائق البيوت وليس خراطيم المياه.

يُذكر أنّ أكبر مزوّد للمياه في بريطانيا حظر استخدام الخراطيم بعد موجتَي الحرّ الأخيرتَين بسبب انخفاض إمدادات المياه في الخزانات والأنهار، في حين أعلنت السلطات المختصة عن حالة جفاف أجهزت على مناطق كثيرة من بريطانيا المعروفة بخضرتها.

وحذّر بيفان من الكسل الذي يؤدي بالمواطنين لاتّباع سلوك مبذّر في استخدام المياه، مشيراً إلى أن الماء لم يعد سلعة مجانية، بل "مورداً ثميناً" لا يجوز استخدامه اليوم لتنظيف السيارات أو ري العشب، وختم رسالته بالقول إن استخدام الماء بحكمة ليس شعاراً، بل وسيلة للبقاء على قيد الحياة. 

ولم تغيّر الأمطار الغزيرة التي شهدتها بريطانيا قبل أيام من قتامة المشهد ولم تحيي اللون الأخضر في الحدائق اليابسة، وسط تحذيرات من شتاء جاف سوف يزيد من أعباء الموارد المائية في العام المقبل.

وتُظهر بيانات مركز المملكة المتحدة للبيئة والهيدرولوجيا (علم المياه) أنّ معظم جنوبي إنكلترا وشرقيها يعاني من مستويات غير مسبوقة من الجفاف تحت الأرض بسبب موجات الحرّ وقلّة هطول الأمطار. كذلك حذّر المزارعون من أنّ التربة الجافة قد تؤثّر على المحاصيل الرئيسية مثل البطاطس وسط توقّعات بارتفاع أسعار الرقائق المصنّعة منها في العام المقبل.

وتُعَدّ رقائق البطاطس طبقاً أساسياً بالنسبة إلى زبائن المطاعم والحانات في بريطانيا، خصوصاً تلك التي يتضمنّها "الطبق الوطني" الشهير "فيش إند شيبس" (سمك ورقائق بطاطس مقلية). وهذا الطبق الشعبي مغذّ وغير مكلف نسبياً، يعتمد عليه ملايين البريطانيين في وجباتهم السريعة، لا سيّما في خلال أمسيات نهاية الأسبوع.

تجدر الإشارة إلى أنّ هيئة صناعة الأسماك حذّرت، في سياق منفصل، قبل أيام من أنّ هذا الطبق الشهير يواجه خطر "الاندثار" وسط أزمة غلاء المعيشة. فأسعار الأسماك المعتمدة لإعداد هذا الطبق شهدت ارتفاعاً خيالياً، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الأخرى والقيود التي فرضها الغزو الروسي لأوكرانيا كزيت عبّاد الشمس وأسعار الطاقة، يُضاف إلى ذلك الجفاف وتأثيره على المحاصيل الأساسية كالبطاطس.

المساهمون