ربما لم تقرأ عن الاقتصاد "السماوي"، بيد أنه يمكن إيجاده، مثلما وُجدت ألوان سبعة قبلاً، لعل أحدثها هو الاقتصاد الأبيض، والذي يُطلق عليه "ذو البعدين"، ويشير إلى استخدام تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصال التي تتقاطع مع كل القطاعات، الأمر الذي يمكّن من النهوض من الكبوات، مثلما حدث في لندن بعد انفجار الفقاعة المالية في 2008.
يشير الاقتصاد الأحمر إلى سيطرة الحكومات على وسائل الإنتاج والتوزيع، كما هو الأمر في الاقتصادات المركزية ذات الصبغة الشيوعية، بينما ممارسة الاقتصاد الأسود تتم في الخفاء، حيث إنتاج وتوزيع السلع التي يحظرها القانون كتجارة المخدرات، والدعارة، وتجارة البشر، وغيرها من الأنشطة غير الشرعية. ويعتمد الاقتصاد البُنّي على الوقود الأحفوري الذي يُعد من أكبر مسببات التغيُّر المناخي، وزيادة تلوّث المياه والهواء. وعلى العكس منه نجد الاقتصاد الأخضر الذي يسعى إلى تقليل انبعاثات الغازات الضارة، وبالتالي من المخاطر البيئية، ومن النُدرة الإيكولوجية للموارد.
وخارج أُطُر قوانين العمل تتم ممارسة أنشطة غير رسمية تتخذ مسمى الاقتصاد الرّمادي، في حين يعني الاقتصاد الأزرق الإدارة الجيدة للموارد المائية وحماية البحار والمحيطات، الأمر الذي يخدم الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة (الحياة تحت الماء)، والمفهوم أطلقه البلجيكي غونتر باولي في عام 2012. ويشمل توليد الكهرباء من الطاقة المائية، وأنشطة التعدين في البحار والمحيطات، والسياحة البحرية، والصيد المستدام للأسماك والكائنات البحرية، واستخراج المواد الخام من أعماق البحار. بيد أن هناك من يقول إن الاقتصاد الأزرق يشير إلى ضرورة الاستفادة من مخلفات الإنتاج والاستهلاك.
ويذكر خبير الإدارة المتكاملة للنفايات، البروفيسور عبد الحكيم بنود، أن "الإنسان القديم لم يهتم كثيراً بالتخلص من النفايات لأنه كان دائم الترحال، وبعد أن عرف الاستقرار في التجمعات الكبيرة، أصبح لزاماً عليه أن يبتكر طرق فعّالة لإدارة نفاياته، وتطور الأمر حتى أصبحت إدارة النفايات علماً، وظهرت الإدارة المتكاملة للنفايات التي تشير إلى النهج الاستراتيجي للإدارة المستدامة للنفايات الصلبة، وتركَّز على خطوات إنتاج النفايات، والفصل والفرز، والنقل، والمعالجة والاستعادة، وإعادة الاستخدام والتدوير، مع التركيز على تعظيم كفاءة استخدام الموارد".
وهكذا يمكننا خلط اللونين الأزرق والأبيض لنحصل على "السماوي" برمزيته العالية، فنحن في أمس الحاجة لتوظيف تكنولوجيا المعلومات في التخلص من نفاياتنا.
(متخصص في شؤون البيئة)