انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي التابعة لإدارة السجون، اليوم الإثنين، من أمام غرفة الأسير الفلسطيني المريض حسين المسالمة (38 عاماً) من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، والذي يرقد في مشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع جنوبي فلسطين المحتلة، عقب إصابته بسرطان الدم، وتدهور حالته الصحية.
وقالت مسؤولة قسم الإعلام في "نادي الأسير" الفلسطيني أماني السراحنة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأسير حسين المسالمة يعاني من وضعٍ صحيٍ حرج، ونحن بانتظار تقرير الأطباء الذي سوف يُسلَم إلى محاميه، وبناءً عليه يتقرر بقاء المسالمة في مشفى سوروكا أو نقله إلى أحد مشافي الضفة الغربية، وهذا الأمر يحتاج لساعات".
وتابعت: "للأسف أصيب المسالمة أخيراً بالإضافة إلى سرطان الدم، بتلوث بالدم خلال وجوده في المشفى، على أثر مضاعفات صحية، رغم بدء استجابته للعلاج من السرطان، لكن التلوث الذي أصابه، أدى إلى انتكاسته من جديد وتفاقم وضعه الصحي".
ولفتت السراحنة إلى سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى، وقالت إن "الاحتلال عمد إلى تصفية الأسير المسالمة جسدياً، وقد عانى من أوجاع حادة قبل نقله للمشفى، ما يدفعنا للقول إن الإفراج عن الأسير حسين المسالمة ليس إنجازاً، ولولا وصوله إلى حالة حرجة جداً، لما قررت سلطات الاحتلال الإفراج عنه".
وقد طالبت عائلة الأسير المسالمة الذي قضى في سجون الاحتلال قرابة ثمانية عشر عاماً من أصل حكم بالسجن لعشرين عاماً، بالإفراج عن ابنها ليموت على الأقل في كنفها، تقول أماني السراحنة متألمة: "للأسف أصبحت عائلات الأسرى المرضى تطالب بالإفراج عن أبنائها لتكون وفاتهم بين أفرادها، علينا أن نتذكر أن هناك الكثير من الأسرى المرضى، ومنهم قرابة 300 أسير مريض يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون رعاية صحية حثيثة والبقاء بجانب عائلاتهم".
ووفق "نادي الأسير"، فإنه ووفقًا لتقييم الأطباء سيتقرر اليوم نقل مسالمة أو بقاؤه في المشفى، حيث يمكث منذ أن ثبتت إصابته بالسرطان، في مشفى "سوروكا" الإسرائيلي، بوضع صحي حرج.
يُشار إلى أن المسالمة واجه منذ نهاية العام الماضي، تدهورًا بوضعه الصحي، وعانى من أوجاع استمرت لأكثر من شهرين خلالها ماطلت إدارة سجون الاحتلال في نقله إلى المستشفى، ونفذت بحقه سياسة الإهمال الطبي الممنهجة (القتل البطيء)، من خلال عدم توفير العلاج اللازم له، حيث كان يقبع في حينه في سجن "النقب الصحراوي"، إلى أن وصل إلى مرحلة صحية صعبة، ونُقل إلى المستشفى ليتبين لاحقًا أنه مصاب بسرطان الدم (اللوكيميا)، وأن المرض في مرحلة متقدمة.
يُذكر أن الأسير المسالمة اعتُقل عام 2002، وصدر بحقه حُكم بالسّجن لمدة 20 عامًا.
على صعيد آخر، ، قالت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، اليوم الإثنين، في بيان، إنّ "إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية في معتقل نفحة، تواصل عزل الأسير المريض موسى سعيد صوفان (47 عاماً) من طولكرم، منذ نحو أسبوعين بظروف خطيرة وسيئة وصعبة للغاية".
ولفتت الهيئة، إلى أن الأسير صوفان والذي يعتبر من ضحايا سياسة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، قد عانى قبل ثلاث سنوات من انفجار في الرئة اليمنى، بالإضافة إلى معاناته من الديسك وجرثومة البحر الأبيض المتوسط، ومن وجود ورم في الرئة، ولا يتلقى العلاجات الطبية اللازمة وتماطل إدارة سجون الاحتلال في إجراء المعاينة والتصوير الطبي اللازمَين له منذ سنوات.
وبينت أن إدارة السجون تعزل الأسير صوفان في زنازين سجن نفحة بظروف قاسية، إذ يعاني من البرد الشديد وعدم توفر الملابس الشتوية والاحتياجات الشخصية، وعزله عن العالم الخارجي بشكل تام، كما تواصل إدارة السجون رفض طلبه بإخراجه من العزل، وجمعه بشقيقيه الأسيرين محمد صوفان المحكوم بالسجن 18 عاماً، وعدنان صوفان المحكوم بالسجن 33 عاماً.
وأشارت الهيئة، إلى أن الأسير المريض موسى صوفان معتقل منذ 26 مايو/ أيار عام 2003، ويقضي حكمًا بالسجن 25 عامًا.
من جهة أخرى، حذرت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، في بيان، الإثنين، من تأثير المنخفض الجوي الذي تحذر دوائر الأرصاد الجوية من عمقه وشدته خلال اليومين المقبلين وتبعاته على الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية، لا سيما السجون القديمة والمعتقلات الواقعة في المناطق الصحراوية الجنوبية، ومراكز التوقيف عديمة الصيانة والتحسين منذ سنوات طويلة.
وقالت الهيئة: "إن غالبية المعتقلات هي مبانٍ قديمة مليئة بالرطوبة، وبعض مراكز التوقيف كعصيون وحوارة تتسرب المياه إلى داخلها في كل شتاء، وتفتقر إلى أدنى مستويات الحماية الصحية، إلى جانب أن الأسرى يعانون من نقص حاد في الملابس والاحتياجات الشتوية، نتيجة رفض سلطات الاحتلال تزويدهم بها وإدخالها لهم عبر زيارات الأهل المتوقفة منذ أشهر عديدة، بحجة فيروس كورونا".
وأضافت الهيئة: "هناك قلق وتخوفات متزايدة في أوساط أهالي الأسرى والمؤسسات المدافعة عن حقوقهم بسبب انعدام وسائل التدفئة في العديد من المعتقلات، وكذلك افتقار بعضها لوسائل حمايتهم من الأجواء العاصفة والمنخفضات الجوية القاسية خاصة أقسام الخيام في سجن النقب المهددة بالاقتلاع بسبب الرياح الشديدة".
وطالبت الهيئة في بيانها، مؤسسات حقوق الإنسان وفي مقدمتها منظمة الصليب الأحمر الدولي بالتحرك الفوري من أجل الضغط على سلطات الاحتلال لإدخال ما يكفي من مستلزمات الشتاء إلى السجون والمعتقلات الإسرائيلية، والعمل بكل الوسائل من أجل تفادي وقوع أي خطر أو مكروه للأسرى مع تعمق دخول المنخفض خلال الأيام المقبلة.
كذلك قرّر الأسرى في سجن "عوفر" الإسرائيلي ومن كافة الفصائل الفلسطينية الاستمرار في خطواتهم الاحتجاجية التي شرعوا بها اليوم، بعد فشل جلسة الحوار مع إدارة السجن، وتتمثل خطواتهم بشكلٍ أساس في إرجاع وجبات الطعام.
وأوضح نادي الأسير في بيان اليوم الإثنين، أن إدارة السجن وفي خطوة تصعيدية، وبدلًا من الاستجابة لمطالب الأسرى، وعلى رأسها وقف الاقتحامات والتفتيشات المتكررة، أقدمت على إغلاق "الكانتينا" (بقالة السجن).
وكان أسرى سجن "عوفر" أعلنوا يوم أمس، الشروع في خطوات احتجاجية، رفضًا للسياسات التنكيلية التي تُنفذها إدارة السجن بحقّهم، وعلى رأسها عمليات الاقتحام والتفتيش المتكررة، والتي تصاعدت بشكلٍ ملحوظ، وكذلك للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاعتقالية، وتوفير بعض الاحتياجات، منها الملابس والاحتياجات الأساسية للمعتقلين حديثًا، خاصّة مع تصاعد عمليات الاعتقال أخيرًا.
يُذكر أنه ومنذ مطلع العام الجاري، تعرض الأسرى في سجن "عوفر" لعمليات اقتحام وتفتيشات واسعة ومتكررة، أعنفها جرت في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي.
يُشار إلى أن إدارة سجون الاحتلال صعّدت من عمليات القمع والتفتيش المتكررة والممنهجة للتنكيل بالأسرى، وفرْض مزيد من السيطرة والرقابة عليهم، وضرب أي حالة "استقرار" داخل الأقسام، فمنذ بداية عام 2019، ومقارنة بالسنوات التي سبقتها، نفذت قوات القمع اقتحامات كانت الأعنف منذ ما يزيد عن عشر سنوات، وكان من بين السجون التي تعرض فيها الأسرى لأعنف عمليات القمع سجن "عوفر"، خلالها أُصيب العشرات من الأسرى بإصابات مختلفة.