أجّلت محكمة الاحتلال الإسرائيلي المركزية في بئر السبع، الأربعاء، البت في أمر تمديد عزل الأسير المقدسي أحمد مناصرة، إلى 15 يونيو/حزيران المقبل.
وقال محامي الأسير مناصرة، خالد زبارقة: "تم تأجيل البت في أمر تمديد عزل الأسير مناصرة لحين إحضار تقرير طبيّ مفصل عن وضعه الصحي والنفسي. إدارة سجون الاحتلال طلبت عقد هذه الجلسة لتمديد أمر عزله الانفرادي لمدة 6 شهور جديدة".
بدوره، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، في بيان صحافي، إنّ "استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسير أحمد مناصرة، من دون أدنى اعتبار للحالة الصحيّة والنفسيّة التي وصل إليها من جرّاء عمليات التّعذيب المُمنهجة التي مورست بحقّه على مدار سنوات، ومنها عزله الانفراديّ، أمر ليس مستغرباً"، معتبراً أنّ "نية الاحتلال تمديد عزل مناصرة الانفرادي يؤكّد أنه ماضٍ في قهره، وحرمانه من عائلته، وعلى الرغم من أننا ندرك أنّ المحكمة ليست مخولة بالإفراج عنه، إلا أن المنظومة كلها تعمل من أجل تحقيق أقسى أنواع القهر والتّنكيل بحقّه".
وأضاف فارس، أنّه "حتّى في المسارات القانونية التي يتيحها القانون الإسرائيليّ، عمل الاحتلال على التسويف والمماطلة في التعامل مع القضية، والتضييق على أيّ مسار يمكن أن يساهم في إنقاذه، وهذا يؤكّد أنّ الجريمة التي تنفّذ بحقّ أحمد مناصرة تُشارك فيها كافة أجهزة الاحتلال، فأحمد يواجه وحيدًا دولة متطرفة على مستويات متعددة".
ويواجه أحمد مناصرة الاعتقال والتعذيب منذ أنّ كان في الـ13 من عمره، وهو واحد من بين عشرات الأطفال الذين يتعرضون لعمليات الاعتقال والتّعذيب في سجون الاحتلال سنوياً، إضافة إلى سياسة الإهمال الطبيّ المتعمد.
ولد الأسير مناصرة، في 22 يناير/كانون الثاني 2002، وقبل اعتقاله في عام 2015، كان طالباً في مدرسة "الجيل الجديد" بالقدس المحتلة، ولم تبدأ معاناته بعد اعتقاله فقط، فهو كالمئات من أطفال القدس الذين يواجهون عنف الاحتلال اليوميّ، إذ تشهد المدينة أعلى نسبة من عمليات الاعتقال بين صفوف الأطفال والقاصرين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، تعرض أحمد وابن عمه حسن، الذي استشهد في ذلك اليوم بعد إطلاق النار عليه، لعملية تنكيل وحشية من قبل المستوطنين، وأظهرت مقاطع فيديو مشاهد قاسية له ملقى على الأرض، وكان يصرخ وهو مصاب، بينما يواصل جنود الاحتلال التنكيل به، لتتحول قضيته إلى قضية رأي عالمي.
وشكّل هذا اليوم نقطة تحول في حياة أحمد، إذ تم اعتقاله، وتعرض لتعذيب جسديّ ونفسي، وأصيب بكسر في الجمجمة، وأعراض صحية خطيرة. ولاحقاً أصدرت محكمة الاحتلال بحقه حُكمًا بالسّجن الفعلي لمدة 12 عاماً، ثم جرى تخفيض الحكم لمدة تسع سنوات ونصف في عام 2017.
وحالياً، يواجه ظروفاً صحية ونفسية خطيرة في العزل الانفراديّ في سجن "إيشل بئر السبع"، وعقدت له جلسة في 13 إبريل/نيسان الماضي، وفيها أتاحت المحكمة لمحاميه النظر في ملفه.