قال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سورية، دان ستوينيسكو، في وقت مبكر اليوم الأحد، إنه ليس من الإنصاف اتهام التكتل بعدم تقديم ما يكفي من المساعدات للسوريين، في أعقاب الزلزال الذي دمر مناطق واسعة في سورية وتركيا الأسبوع الماضي.
وأضاف ستوينيسكو لـ"رويترز"، أن التكتل والدول الأعضاء فيه جمعوا أكثر من 50 مليون يورو لتقديم المساعدة ودعم مهام الإنقاذ والإسعافات الأولية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري والمعارضة، على حد سواء.
وأفاد في تصريحات مكتوبة: "من غير الإنصاف تماما اتهامنا بعدم تقديم المساعدة، في حين أننا في حقيقة الأمر نفعل ذلك باستمرار منذ أكثر من عشر سنوات، بل ونفعل ما هو أكثر خلال أزمة الزلزال".
وأودى الزلزال بحياة ما يربو على 3500 شخص في سورية، التي خلفت الحرب المستمرة فيها منذ 12 عاما مئات الآلاف من القتلى بالفعل وشردت الملايين داخل البلاد وخارجها.
وحوّلت الحرب سورية إلى مناطق سيطرة متناحرة، مما جعل توزيع المساعدات صعباً حتى قبل الزلزال الذي وقع الاثنين الماضي وبلغت قوته 7.8 درجات.
وناشد النظام السوري الخاضع لعقوبات غربية الحصول على مساعدات من الأمم المتحدة، ويقول في الوقت نفسه إن جميع المساعدات ينبغي أن تكون بالتنسيق معه ويجري توصيلها من داخل سورية لا عبر الحدود التركية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.
ويتهم بعض المراقبين دمشق بتوجيه المساعدات صوب المناطق الموالية لها. ولم تردّ السلطات السورية على طلب من "رويترز" للتعليق على الأمر اليوم الأحد.
ووصلت شحنة تزن 30 طنا من المساعدات الإنسانية المقدمة من الحكومة الإيطالية وتشمل أربع سيارات إسعاف و13 صندوقا من المعدات الطبية في بيروت، أمس السبت، في طريقها إلى دمشق، وتمثل أول مواد إغاثة أوروبية لسورية بعد الزلزال.
وقال ستوينيسكو، إن الاتحاد الأوروبي يحث الدول الأعضاء على تقديم المساعدة، وإن العقوبات "لا تعيق توصيل المساعدات الإنسانية".
لكنه ذكر أن الاتحاد الأوروبي يتوقع أن الشركاء ربما يطلبون إعفاءات "لأغراض إنسانية، وهو مستعد لتوضيح هذه الاحتمالات بشكل أكبر".
وأضاف "كلما زاد الحديث عن العقوبات شعر اللاعبون الصادقون الراغبون في المساعدة بالقلق من المشاركة في الجهود الإنسانية الدولية".
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى "ضمانات كافية" للتأكد من وصول المساعدات إلى المحتاجين، مضيفا أن النظام السوري له سجل في تحويل المساعدات".
وتابع "ندعو السلطات في دمشق إلى عدم تسييس توصيل المساعدات الإنسانية والتواصل بحسن نية مع جميع الشركاء في مجال العمل الإنساني ووكالات الأمم المتحدة لمساعدة الناس".
(رويترز)