الإعصار "إيدا" يضرب لويزيانا ويغرق نيو أورليانز في الظلام

30 اغسطس 2021
شوارع نيو أورليانز خلال الإعصار "إيدا" (باتريك فالون/فرانس برس)
+ الخط -

ضرب الإعصار "إيدا" ولاية لويزيانا الأميركية فأغرق نيو أورليانز في الظلام، الأحد، وتسبب بمقتل شخص، بعد أن وصل إلى ساحلها كعاصفة من الفئة الرابعة، لكنه تراجع إلى الفئة الأولى بحلول صباح الإثنين، وذلك بعد 16 عاما من تدمير الإعصار "كاترينا" مدينة نيو أورليانز.

وتسببت العاصفة بانقطاع الطاقة عن نيو أورليانز بأكملها وعن أكثر من مليون شخص في أنحاء لويزيانا، بحسب الموقع المتخصص "باور آوتاج.يو إس". وقالت رئيسة بلدية نيو أورليانز، لاتويا كانتريل: "لم تعد لدينا طاقة على مستوى المدينة. عليكم التزام الأماكن الآمنة. هذا ليس الوقت المناسب للخروج".

وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات من العواصف والفيضانات في عدة مناطق، بما فيها بلدة جان لافيت، جنوب نيو أورليانز، حيث قال رئيس البلدية إن ارتفاع منسوب المياه أدى إلى حدوث خرق في السدود، وأضاف: "لدينا 75 إلى 200 شخص عالقين في باراتاريا"، بعدما انهار جسر معلّق يربط الجزيرة باليابسة، وتابع "لا تزال الرياح قوية للغاية، لا يمكننا إنزال قوارب إلى المياه للوصول إليهم. إنه وضع خطر للغاية. لم يسبق قط أن رأيت هذا الكم من المياه في حياتي".

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وصف إيدا بـ"العاصفة التي تشكّل تهديدا لحياة" السكان، بأن لويزيانا تعيش "كارثة كبرى"، وهو أمر يتيح لها الحصول على المساعدات الفدرالية.

وقتل شخص جرّاء سقوط شجرة في بريريفيل الواقعة في شمال غرب نيو أورلينز، وفق ما أفاد مكتب شرطة مقاطعة أسينشن. واجتاحت الأمطار والرياح العاتية شوارع نيو أورليانز المهجورة خلال الصباح، إذ هزّت نوافذ المتاجر التي تم تحصينها، والمنازل التي وضعت حولها أكياس الرمل.

ورجّح حاكم لويزيانا، جون بل إدواردز، أن تكون "إيدا أقوى عاصفة تضرب الولاية منذ عام 1850"، وقال في إيجاز، الأحد: "لا شك في أن الأيام والأسابيع المقبلة ستكون صعبة للغاية"، مضيفا أنه قد يتعيّن على البعض البقاء في مكان آمن لمدة تصل إلى 72 ساعة.

واستجاب معظم السكان للتحذيرات من أضرار كارثية، ولأوامر السلطات بالهرب. واكتظت الطرق المؤدية إلى مخارج نيو أورليانز بالسيارات في الأيام التي سبقت وصول "إيدا". وقال تشارلز فيلدز الذي كان ينقل أثاث حديقته إلى الداخل: "لست متأكدا إن كنت مستعدا. لكن كل ما علينا القيام به هو الصمود في وجه الإعصار".

وتعد لويزيانا، حيث معدلات التطعيم منخفضة، من بين الولايات الأكثر تضررا من جرّاء وباء كورونا، وهو أمر يشكّل ضغطا كبيرا على المستشفيات، وبلغ عدد الحالات التي استدعت النقل إلى المستشفيات، السبت، 2700 إصابة، وهو رقم قريب من العدد المسجّل في ذروة الوباء.

ولا تزال ذكرى كاترينا، الذي ضرب اليابسة في 29 أغسطس/آب 2005، ماثلة في أذهان سكان لويزيانا، حيث أسفر الإعصار حينذاك عن مقتل نحو 1800 شخص، وخلف أضرارا قدّرت كلفتها بمليارات الدولارات.

وأعلن البيت الأبيض، الأحد، أن الوكالات الفدرالية نشرت أكثر من ألفي عنصر طوارئ في المنطقة، من بينهم 13 فريقا متخصصا في البحث والإنقاذ في المدن، إلى جانب إمدادات من الغذاء والمياه ومولّدات كهرباء، وأضاف أن السلطات المحلية والصليب الأحمر ومنظمات أخرى أعدّت عشرات مراكز الإيواء التي تتسع لـ16 ألف شخص على الأقل.

وحذّر علماء من ازدياد نشاط الأعاصير مع ارتفاع حرارة سطح المحيطات جرّاء تغيّر المناخ، ما يمثّل بدوره تهديدا متزايدا لسكان المناطق الساحلية حول العالم.

(فرانس برس)

المساهمون