الأمم المتحدة: نحتاج إلى 445 مليون دولار لدعم 860 ألف شخص قد يفرّون من السودان

04 مايو 2023
يتكرّر هذا المشهد الذي يصوّر هاربين من قتال السودان إلى بلدان مجاورة (فرانس برس)
+ الخط -

أفادت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، بأنّها بحاجة إلى 445 مليون دولار أميركي لمساعدة 860 ألف شخص قد يفرّون من القتال الدامي في السودان ما بين الجيش و"قوات الدعم السريع" بحلول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة بهدف إدارة موجة الهجرة المتزايدة من السودان إلى البلدان المجاورة، متوقّعة أنّ تلجأ الأعداد الكبرى من الفارّين إلى مصر وجنوب السودان.

وهذا النداء الذي يأتي بعد نحو عشرين يوماً من اندلاع الاشتباكات ما بين الطرفَين المتنازعَين على السلطة في البلاد، كشف عنه المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، في تغريدة نشرها على حسابه الخاص على موقع تويتر، اليوم الخميس.

وإذ أكّد غراندي استمرار الجهود لزيادة أنشطة الإغاثة الإنسانية في السودان وسط الاشتباكات المتواصلة، أشار إلى ضرورة الاستجابة للتدفق المتزايد للاجئين إلى البلدان المجاورة انطلاقاً من السودان.

وأوضح غراندي أنّ المفوضية دعت إلى توفير دعم بقيمة 445 مليون دولار لتلبية المساعدات الحيوية على مدى ستّة أشهر، بالتعاون مع حكومات البلدان المجاورة وبقيّة الشركاء.

وبحسب ما جاء في بيان للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الخميس، فإنّ الأشهر المقبلة قد تشهد مغادرة 860 ألف شخص السودان، من بينهم سودانيون ومواطنون من جنوب السودان يريدون العودة إلى بلادهم. وهذا العدد ما هو إلا توقّع مبدئي. وتتألّف هذه المجموعة من 580 ألف مواطن سوداني و235 ألف لاجئ كان السودان قد استضافهم وقرّروا أخيراً العودة إلى بلدانهم الأم، و45 ألف مواطن من دول أخرى.

يُذكر أنّ المفوضية كانت قد أشارت قبل أيام إلى أنّ أكثر من 800 ألف شخص سوف يخرجون من السودان، على خلفية الاشتباكات القائمة، إنّما من دون أن تورد أيّ تفاصيل إضافية أو جدول زمني.

وسوف تغطّي الخطّة التي قدّمتها المفوضية للدول المانحة، اليوم الخميس، حاجات هؤلاء الأشخاص في تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وقال مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رؤوف مازو، في البيان، إنّ "الوضع الإنساني في داخل السودان وحوله مأساوي. ثمّة نقص في الغذاء والمياه والوقود، وثمّة محدودية في الوصول إلى وسائل النقل والاتصالات والكهرباء، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية". وتابع أنّ "لدى المفوضية وشركائها فرق طوارئ على الأرض، وهي تساعد السلطات من خلال دعم تقني وتسجيل الوافدين وتعزيز الاستقبال لضمان تلبية الاحتياجات العاجلة". لكنّه لفت إلى أنّ "هذه مجرد بداية. وثمّة حاجة ماسة إلى مزيد من المساعدة".

وفي حين أطلقت المفوضية، اليوم الخميس، بوابة بيانات لتحديث عدد الفارين من القتال في السودان يومياً، أفادت بياناتها الأخيرة بأنّ المعارك أجبرت أكثر من 335 ألف شخص على النزوح ودفعت 115 ألفاً آخرين إلى اللجوء إلى دول مجاورة. لكنّها تخوّفت من أن يؤدّي استمرار القتال وعمليات النهب وارتفاع الأسعار والافتقار إلى وسائل النقل إلى جعل مغادرة المناطق الخطرة أكثر صعوبة. ومن المتوقّع أن تطلق المفوضية، الأسبوع المقبل، خطة استجابة إقليمية أكثر تفصيلاً.

تجدر الإشارة إلى أنّ عدداً من ولايات السودان يشهد، منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات واسعة النطاق ما بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات المتعلقة بمسؤولية اندلاعها. وأوّل من أمس الثلاثاء، أعلنت حكومة جنوب السودان أنّ قائدَي الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتّفقا، من حيث المبدأ، على هدنة جديدة مدّتها سبعة أيام تبدأ اليوم الخميس، إلى جانب تسمية ممثلين عنهما لمتابعة مفاوضات سلام.

(فرانس برس، الأناضول)

المساهمون