الأمم المتحدة: مليار من سكان العالم مهددون بالكوليرا

19 مايو 2023
ثمّة حاجة إلى 640 مليون دولار لمكافحة عدوى الكوليرا (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، من أنّ مليار إنسان في 43 بلداً مهدّدون بالإصابة بالكوليرا، بحسب ما جاء على لسان المسؤول عن الاستجابة العالمية للكوليرا في منظمة الصحة العالمية هنري غراي. ولفتت إلى أنّه على الرغم من إمكانية وقف العدوى، فإنّ ثمّة نقصاً شديداً في الموارد الضرورية لذلك.

وأفادت الوكالة التابعة للأمم المتحدة بأنّ التوقعات قاتمة، وسط مساعيها للحصول على 640 مليون دولار أميركي لمكافحة العدوى، مؤكدة أنّه كلّما تأخّر الوقت تفاقم الوضع أكثر. وأشارت إلى أنّ حملات التحصين باللقاحات المضادة للكوليرا تعطّلت إلى حدّ كبير.

وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فقد سُجّلت إصابات بالكوليرا في 24 بلداً منذ مطلع عام 2023 الجاري، مقارنة بـ 15 بلداً في الفترة نفسها (عند منتصف مايو/ أيار) من عام 2022 الماضي. وتسجّل دول لا تتأثر عادة بالكوليرا إصابات، في حين أنّ نسبة الوفيات صارت تفوق المعدّلات الطبيعية، وهي وفاة واحدة لكلّ 100 إصابة.

وأعاد غراي زيادة الإصابات إلى الفقر والنزاعات والتغيّر المناخي وما يسبّبه كلّ ذلك من نزوح للسكان. وقال إنّه "مع زيادة عدد الدول التي طالتها الكوليرا، فإنّ المصادر التي كانت متاحة للوقاية والاستجابة باتت غير متوفّرة للجميع". واللقاح الفموي المضاد للكوليرا مثال على ذلك، إذ طُلبت أكثر من 18 مليون جرعة هذا العام، لم يتوفّر منها إلا ثمانية ملايين حتى الآن، الأمر الذي أوقف حملات التحصين. وبحسب ما شرح غراي، فإنّه بدلاً من إعطاء جرعتَين كاملتَين من اللقاح، يحصل الفرد على جرعة واحدة، "سعياً إلى جعلها (اللقاحات) تدوم لفترة أطول".

ورأى غراي أنّ "الأفق كئيب". فمنظمة الصحة العالمية في حاجة إلى 160 مليون دولار لتغطية أكثر من 40 بلداً في الأشهر الاثني عشر المقبلة. وهي تعمل بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) التي تطلب 480 مليون دولار من جهتها.

وكان مسؤول وحدة طوارئ الصحة العامة في "يونيسف" جيروم بفافمان زامبروني قد أشار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 إلى أنّ المنظمة طلبت 150 مليون دولار للاستجابة للكوليرا، وقد صار هذا الرقم ضئيلاً مع تدهور الوضع. وقال في مؤتمر صحافي عُقد في جنيف: "إنّها صرخة إنذار". وأضاف أنّ "ثمّة وباءً يقتل الفقراء أمامنا وندرك تماماً كيف نوقفه، لكنّنا في حاجة إلى مزيد من الدعم وإلى تعطيل أقلّ من قبل المجتمع الدولي، لأنّنا إذا لم نتصرّف الآن، فإنّ الوضع سوف يصير أكثر سوءاً".

تجدر الإشارة إلى أنّ الكوليرا، هذه العدوى الحادة التي تسبّب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة الملوّثة أو شرب المياه الملوّثة، ما زالت تمثّل تهديداً عالمياً للصحة العامة، ومؤشراً إلى انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية، بحسب ما يبيّن موقع منظمة الصحة العالمية.

(فرانس برس)

المساهمون