الأمم المتحدة تقدّم صورة قاتمة للأوضاع في تيغراي: قتل واغتصاب جماعي

16 ابريل 2021
عناصر من المليشيا الأمهرية في تيغراي (Getty)
+ الخط -

صورة مروعة للأوضاع الإنسانية والعنف، بما فيها القتل والاغتصابات الجماعية، تلك التي رسمها مارك لوكوك، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، حول الأوضاع في إقليم تيغراي بإثيوبيا، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، بحسب تصريحات خاصة لـمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك أدلت بها مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في مجلس الأمن، حضرت الاجتماع المغلق الذي دعت إليه الولايات المتحدة، وفضلت عدم الكشف عن اسمها. 

وبحسب المصادر الموثوقة، فإن لوكوك أكد أنه لا توجد مساعدات إنسانية كافية تصل إلى المحتاجين إليها هناك بسبب القتال مما يزيد من عدد أولئك الذين يعانون من الجوع والمرض. وأكد أن القتال، وعلى عكس ما تعلنه الأطراف، لم ينته وتوقع أن تزداد الاحتياجات الإنسانية وأن يتدهور الوضع الإنساني. وبحسب المصادر فإن لوكوك تحدث عن "استمرار معاناة المدنيين من القصف العشوائي للمدن والعنف المستهدف والقتل الجماعي والإعدامات والعنف الجنسي المنهجي الذي يستخدم كسلاح حرب".

وأشار إلى أن بعض المنظمات الإنسانية كانت تأمل أن يؤدي إعلان "رئيس الوزراء آبي أحمد في أواخر مارس/ آذار إلى مغادرة جنود قوات الدفاع الإريترية تيغراي، وأن يساهم ذلك بشكل إيجابي للحد من المعاناة الإنسانية وإنهاء الصراع، في ضوء التقارير الواسعة الانتشار والموثقة عن تورط إريتريين في المذابح والقتل، بما في ذلك ارتكاب بعضها بالكنائس".

وأكد أن الأمم المتحدة، كما المنظمات الإنسانية التي تعمل معها، لم تتمكن من رؤية أي دليل على انسحاب القوات الإريترية من تيغراي. وتحدث عن تقارير مفادها أن جنوداً تابعين لقوات الدفاع الإريترية يرتدون زي قوات الدفاع الإثيوبية. وأكد في الوقت ذاته أن عاملين في المنظمات الإنسانية يبلغون عن فظائع جديدة ترتكب من قبل قوات الدفاع الإريترية.

وتحدث عن وجود تقارير حول مهاجمة ميليشيات أمهارية لمدنيين في غرب تيغراي، وتقييد السلطات الأمهارية وصول المنظمات الإنسانية إلى تلك المناطق. وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد أفادت قبل قرابة الثلاث أسابيع بأن جنوداً يرتدون الزي العسكري الإثيوبي أوقفوا حافلة عامة على إحدى الطرق الرئيسة وأعدموا أربعة مدنيين أمام طاقم المنظمة الدولية.

وتوقف لوكوك خلال إحاطته لمجلس الأمن في جلسته المغلقة مطولاً عند التقارير التي تتحدث عن وجود "عمليات اغتصاب وعنف جنسي ممنهجة ومنتشرة بشكل مخيف. ذكرت إحدى الوكالات أن 30 بالمئة من حوادث العنف المسجلة تضمنت نوعًا من العنف الجنسي. وترتكب أغلبية حالات الاغتصاب من قبل رجال يرتدون الزي العسكري. وشملت الحالات المبلغ عنها قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، وقوات الدفاع الإريترية، وقوات أمهرة الخاصة، وغيرها من الجماعات المسلحة غير النظامية أو ميلشيات متحالفة".

العنف الجنسي يستخدم حالياً كسلاح حرب في تيغراي ووسيلة لترهيب وإذلال وصدمة شعب كامل ولأجيال قادمة

وبحسب المصادر، فإن لوكوك أشار إلى أن ربع حالات الاغتصاب التي وصلت إحدى المنظمات استخدم فيها الاغتصاب الجماعي ضد الضحايا، بل إن بعض النساء اغتصب على مدار أيام، وكان عمر بعض المغتصبات ثمانية أعوام. وتحدث لوكوك عن وجود حالات تغتصب فيها النساء أمام أفراد عائلتهن بمن فيهم أطفالهن. وخلص لوكوك إلى أن "العنف الجنسي يستخدم حاليا كسلاح حرب في تيغراي ووسيلة لترهيب وإذلال وصدمة شعب كامل ولأجيال قادمة".

ويحسب تقارير الأمم المتحدة الرسمية، يحتاج قرابة 4.5 مليون شخص، من أصل 6 ملايين، في تيغراي إلى مساعدات إنسانية وغذائية. كما تفاقم مستوى انعدام الأمن الغذائي، وخاصة بعد اندلاع الصراع قبل ستة أشهر، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. كما دُمرت البنية التحتية والإنتاجية الزراعية في القتال الذي جاء خلال موسم الحصاد وبعد شهور من غزو الجراد لعدد من المناطق، مما أدى إلى انخفاض مخزونات المواد الغذائية. وتشير التقارير كذلك إلى أنه وفي ظل عدم دفع الرواتب ومحدودية خدمات المصارف فإن المال غير متوفر حتى لشراء المواد الغذائية المتاحة كما لم تحصل العديد من المناطق على مساعدات غذائية بعد بسب تعذر الوصول إليها. وتشير تقارير منظمات إنسانية موت عشرات الأشخاص جوعا. ويقدر وجود قرابة 1.7 مليون شخص في الإقليم نزحوا داخليا. وتشير الأمم المتحدة إلى أنها، وعلى الرغم من كل التحديات، تمكنت، مع شركائها، من الوصول إلى أكثر من 1.7 مليون شخص وتقديم نوع من أنواع المساعدات الإنسانية.

ومن غير المتوقع أن يصدر عن مجلس الأمن أي قرار أو حتى بيان حول الوضع في المنطقة. وكانت الاشتباكات في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا قد اندلعت قبل ستة أشهر تقريبا ضد "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي كانت تحكم الإقليم قبل سيطرة القوات الإثيوبية عليه.

المساهمون