مثل ما انطلقت أعمال المنتدى العالمي للاجئين الذي يأتي تحت مظلة الأمم المتحدة بإشارة خاصة إلى قطاع غزة، أوّل من أمس الأربعاء، كذلك اختُتمت اليوم الجمعة. وشدّد المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي على وجوب منع حدوث أزمة لاجئين جديدة من قطاع غزة، في إشارة إلى احتمال فرار مئات آلاف الفلسطينيين إلى مصر بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
أضاف غراندي، في كلمته التي ألقاها في ختام المنتدى الأكبر الذي يُعنى بشؤون اللاجئين، أنّ "عدداً كبيراً (من الأشخاص) نزح إلى زاوية فقيرة بالفعل في قطعة صغيرة من الأرض". وتابع: "يجب أن يتوقّف هذا العنف".
وأكمل المسؤول في الأمم المتحدة قائلاً: "أريد أن أكون واضحاً"، وشرح أنّ "ما يُعَدّ بالفعل أزمة نزوح واسعة النطاق في داخل قطاع غزة لا يجب أن يتحوّل إلى أزمة أخرى للاجئين".
The #GlobalRefugeeForum ended tonight with 1600 pledges by states, cities, organizations, businesses and civil society to support refugees and their hosts — worldwide.
— Filippo Grandi (@FilippoGrandi) December 15, 2023
In these dark times this shines a light for millions who otherwise will be left behind. pic.twitter.com/WrVrTRYjog
الأمم المتحدة: اللاجئون الفلسطينيون يتحمّلون آلاماً غير مسبوقة
وفي الجلسة الختامية للمنتدى العالمي للاجئين، شدّد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على ضرورة ألا تكون حماية ومساعدة اللاجئين بمثابة "بطاقة حظ" أو "عبئاً غير متناسب" يقع على عاتق عدد قليل من البلدان والمجتمعات بسبب موقعها الجغرافي وإنّما "واجباً مشتركاً للبشرية جمعاء".
جاء ذلك في كلمة ألقاها المسؤول الأعلى في الأمم المتحدة عبر اتصال بالصوت والصورة، أكّد خلاله أنّه شهد استضافة بلدان عديدة اللاجئين برحابة صدر. وقال: "رأيت حكومات تتمسّك بشجاعة بمعايير الحماية الدولية وتمنح حقّ اللجوء (للاجئين)، على الرغم من الضغوط الداخلية التي تدفع إلى عكس ذلك في أحيان كثيرة". أضاف أنّ "اللاجئين انسجموا مع البلدان التي احتضنتهم ودعموها".
ولفت غوتيريس إلى أنّ عام 2023 سجّل "عدداً قياسياً من الفارين من منازلهم هرباً من العنف وانعدام الأمن والخطر". وذكر أنّه "بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي شهده قطاع غزة، سُجّلت عمليات نزوح من منطقة الساحل (الأفريقي) وأفغانستان وسورية واليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار والصومال".
وأكّد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنّ "اللاجئين الفلسطينيين يتحمّلون، في الحقيقة، آلاماً على مستوى غير مسبوق".
وبيّن غوتيريس أنّ عدد النازحين واللاجئين وصل بسبب "الكوابيس الإنسانية" حول العالم إلى 114 مليوناً، من بينهم 36 مليون لاجئ. ودعا إلى مساعدة اللاجئين من أجل تمكينهم من إعادة بناء حياتهم بأمان وكرامة في عام 2024 وما بعده.
الأمم المتحدة: تعهدات بقيمة 2.2 مليار دولار في منتدى اللاجئين
في سياق متصل، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنّ مشاركين في المنتدى العالمي للاجئين تعهّدوا بتقديم أكثر من 2.2 مليار دولار أميركي من أجل التصدي لأزمة لاجئين عالمية، في تحرّك رأى غوتيريس أنّه سوف يسهم في "الحدّ من تيّار البؤس".
وقال غوتيريس إنّ هذه التعهّدات "تمنحني أملاً بأن نتمكّن من تحقيق توافق عالمي للتصدّي بشكل نهائي للتحديات الضخمة في عصرنا التي تؤجّج أزمة اللاجئين".
وذكرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أنّ ثمّة دولاً تعهّدت كذلك باستقبال مليون لاجئ من دول العالم الثالث بحلول عام 2030.
من جهته، قال غراندي، في بيان، إنّ "المشاركين أظهروا القيادة والرؤية والإبداع في البحث عن حلول للمشكلات شديدة التعقيد". وهو كان قد تحدّث لوكالة رويترز، قبل انطلاق أعمال المنتدى، عن أمله بأن يساعد المنتدى في مكافحة خطاب غربي متزايد يرى في اللاجئين تهديداً.
After 3 days, the #RefugeeForum ended with over $2.2bn pledged to improve the lives of refugees and their host communities.
— UNHCR, the UN Refugee Agency (@Refugees) December 15, 2023
4,200+ participants from every part of society came together to find solutions for and #WithRefugees and their hosts.
Learn more: https://t.co/IRhVWVwAhR pic.twitter.com/oaspSb7DNx
وكان آلاف الأشخاص من منظمات إغاثة ومجتمع مدني وشركات قد حضروا المنتدى الذي استمرّ ثلاثة أيام في مركز "باليكسبو" الواقع بمدينة جنيف السويسرية، مع تجاوز عدد النازحين واللاجئين الرقم القياسي 114 مليوناً على خلفية الصراعات والفقر وتغيّر المناخ.
وقد ترافق المنتدى العالمي للاجئين الذي تهدف أعماله إلى البتّ في تنفيذ "الميثاق العالمي بشأن اللاجئين" على أرض الواقع، لا سيّما لجهة إعلان تعهّدات أصحاب المصلحة المتعدّدين وكذلك تقاسم الأعباء والمسؤوليات، مع فعاليات ذات صلة بدأت في 11 ديسمبر الجاري، علماً أنّها تُنظَّم في مواقع مختلفة من مدينة جنيف.
يُذكر أنّ المنتدى، الذي يُعقَد مرّة كلّ أربعة أعوام، يهدف إلى دعم التنفيذ العملي للأهداف الأربعة المنصوص عليها في الميثاق العالمي بشأن اللاجئين، وهي: تخفيف الضغوط على البلدان المضيفة، وتعزيز اعتماد اللاجئين على أنفسهم، وتوسيع نطاق الوصول إلى حلول البلدان الثالثة، ودعم الظروف في بلدان الأصل من أجل العودة بأمان وكرامة.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)