أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أنّ أكثر من 423 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي عنيف، منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" يوم السبت الماضي، فيما أطلقت نداءً لجمع نحو 300 مليون دولار أميركي.
يأتي ذلك في حين أمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوباً، في قرار بيّنت الأمم المتحدة أنّه يطاول 1.1 مليون شخص. وقد حذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بأنّ المنظمة طلبت من الدولة العبرية "إلغاء" هذا القرار لأنّ عملية إجلاء بهذا الحجم "مستحيلة من دون التسبّب في عواقب إنسانية مدمّرة".
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، في بيان، بأنّ "النزوح الجماعي مستمرّ" في القطاع المكتظ الذي يُقدَّر عدد سكانه بنحو 2.3 مليون نسمة. وأوضح المكتب أنّ عدد النازحين ارتفع، بحلول مساء أمس الخميس، "بمقدار 84.444 شخصاً إضافياً ليصل إلى 423.378 نازحاً"، مؤكداً أنّ العدد الإجمالي للنازحين داخلياً ارتفع بنسبة 25 في المائة في الساعات الـ24 الأخيرة، علماً أنّ أكثر من ثلثَيهم يعيشون في مدارس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".
في سياق متصل، أطلق المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية نداءً لجمع 294 مليون دولار أميركي لمساعدة نحو 1.3 مليون شخص في قطاع غزة والضفة الغربية، شارحاً أنّ نصف المبلغ تقريباً يُخصَّص للمساعدات الغذائية في ظلّ نفاد الإمدادات.
وأوضح المكتب الأممي أنّ "محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة نفد وقودها وتوقّفت عن العمل، الأمر الذي أدّى إلى قطع مصدر الكهرباء الوحيد في القطاع". أضاف أنّ "سكّان قطاع غزة بغالبيتهم لم يعد في إمكانهم الوصول إلى مياه الشرب".
كذلك طاول القصف الجوي الإسرائيلي خزّاناً للمياه ومحطة لتحلية المياه، وفقاً للمكتب الأممي الذي أفاد بأنّ "منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أشارت إلى أنّ ثمّة أشخاصاً بدأوا بشرب مياه البحر، وهي شديدة الملوحة وملوّثة بـ120 ألف متر مكعّب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة يومياً".
تجدر الإشارة إلى أنّ الدعوات تكرّرت من أجل فتح ممرّات انسانية قبل غزو بري محتمل من قبل القوات الإسرائيلية، خصوصاً من خلال معبر رفح الذي يصل القطاع المحاصر بمصر والذي لطالما عُدّ شريان الحياة الوحيد لأهل غزة.
وتتزايد المخاوف على سكان قطاع غزة الذين يعانون من الحرب الإسرائيلية الخامسة عليهم، في خلال 15 عاماً من الحاصر القائم منذ عام 2007، لا سيّما بعدما شدّدت إسرائيل حصارها المطبق وقطعت إمدادات المياه والغذاء والكهرباء والغاز.
وقد تسبّب القصف العنيف الذي تشنّه القوات الإسرائيل في تدمير وتضرّر أكثر من 36 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي أو جزئي، وفقاً لبيانات أخيرة أصدرتها وزارة الأشغال الفلسطينية. وقد أدّى ذلك إلى النزوح الكبير الذي قدّرته الأمم المتحدة بأكثر من 423 ألف شخص، علماً أنّ أكثر من 270 ألفاً من هؤلاء لجأوا إلى مدارس تديرها "أونروا" في القطاع، وإلى مدارس تديرها السلطة الفلسطينية، فيما وجد آخرون ملجأً لهم لدى أقرابهم.
من جهة أخرى، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سوف تنقل مقرّ عملياتها وموظفيها الأجانب إلى جنوبي قطاع غزّة، بعدما إصدار سلطات الاحتلال أمر الإخلاء. وبالفعل، أفادت "أونروا" على منصة "إكس" بأنّها "نقلت مقرّ عملياتها المركزية وموظفيها الدوليين إلى الجنوب لمواصلة عملياتها الإنسانية ودعمها لطواقمها واللاجئين الفلسطينيين في غزة".
قامت الأونروا بنقل مركز عملياتها المركزية وموظفيها الدوليين إلى موقع في جنوب غزة لمواصلة عملياتها الإنسانية ودعمها للموظفين ولاجئي فلسطين في قطاع غزة.
— UNRWA (@UNRWA) October 13, 2023
إن الأونروا تحث السلطات الإسرائيلية على حماية كافة المدنيين في ملاجئ الأونروا بما في ذلك المدارس. ⬇️⬇️https://t.co/6NOI7cXd32 pic.twitter.com/PBU75PEWZx
وبحسب آخر بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بعد ظهر اليوم الجمعة، فقد قُتل 1799 شخصاً وجُرح 6388 آخرين من جرّاء القصف الإسرائيلي المكثّف المستمرّ منذ يوم السبت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الجاري. وأشارت الوزارة إلى أنّ من بين القتلى 583 طفلاً و351 امرأة، ومن بين الجرحى 1901 طفل و1185 امرأة.
من جهته، بيّن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أنّ 23 من العاملين في مجال الإغاثة قُتلوا منذ مطلع الأسبوع الجاري، من بينهم 11 من العاملين في مجال الصحة و12 من موظفي وكالة أونروا.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)