الأمراض الجلدية تتفشى في 473 مخيماً شمالي سورية

23 يناير 2023
يزيد عدد سكّان المخيمات في الشمال السوري عن مليون و800 ألف نسمة (العربي الجديد)
+ الخط -

تتفشّى الأمراض الجلديّة في 29% من مخيّمات النّازحين شمالي وشمال غربي سورية، لأسباب منها شحّ المياه اللازمة للنّظافة الشخصيّة والاكتظاظ السّكّانيّ وغياب البنى التحتية الخاصّة بالصرف الصحّي، التي تشكّل بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات الناقلة لتلك الأمراض.

ويزيد عدد سكّان المخيمات في الشمال السوري عن مليون و800 ألف نسمة، قسم كبير منها محروم من دعم المياه وتعاني من ضعف الاستجابة الإنسانية، خاصة من ناحية مواد النظافة.

غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 47 بالمائة من مخيمات النازحين 

أخصّائي الأمراض الجلدية الطبيب أحمد دعدوش، أوضح لـ"العربي الجديد"، أن أسباب تفّشي الأمراض الجلديّة في المخيّمات يعود للازدحام السكّانيّ، وسوء الأحوال العامة من حيث طبيعة المسكن، وانتشار القمامة والصرف الصحي السيئ وقلّة النظافة.

وقال دعدوش: "يمكن الوقاية من الأمراض الجلديّة بنشر الوعي الصحّي وتأمين المياه والمنظفات وترحيل القمامة باستمرار، والعلاج المبكر للأمراض الجلدية لقطع سلسلة العدوى، ورشّ المبيدات الحشرية وتأمين ظروف صحيّة مناسبة للحياة. والنظافة الشخصيّة هي أمر أساسي لقطع سلسلة العدوى".

ومن أكثر الأمراض الجلديّة شيوعا مرض "اللشمانيا" الذي تنقله ذبابة الرمل، والتي تتوفر لها بيئة مناسبة للتكاثر في مناطق المخيمات، خاصة التي يكون الصرف الصحي فيها مكشوفا وسكانها يعتمدون الحفر الفنية ويتشاركون المرافق الصحيّة.
 

عبد العزيز اليوسف، النازح من ريف حماة الشمالي، أصيب هو واثنان من أفراد عائلته باللشمانيا، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن رحلة العلاج كانت صعبة بسبب عدم توفر الأدوية على الدوام، مضيفا: "أصيب ابني الكبير وهو بعمر 11 عاما في وجهه، وأنا في يدي اليمنى واليسرى، وابني الأصغر بمرفقه. هنا في مشهد روحين تحتاج المياه المكشوفة لرش المبيدات على الدوام لكن هذا قليل الحدوث".

تعاني أكثر من 84% من المخيمات من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية

ومن الأسباب التي لفت إليها بيان صادر عن "منسقو استجابة سوريا" نشره الأحد على صفحته في "فيسبوك": "غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 47% من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدّمة بالمياه إلى أكثر من 658 مخيماً"، كما "تعاني أكثر من 84% من المخيمات من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية، الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة".

وبيّن فريق "منسقو الاستجابة" أن غياب دور المنظمات الإنسانية هو أيضا من بين أسباب تفشي الأمراض، وسوء الأحوال المادية للنازحين يمنعهم من تأمين العلاج.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وختم الفريق بيانه بالطلب من المنظمات الطبية العاملة في المنطقة العمل على رصد الأمراض الجلدية في كافة المخيمات والعمل على تأمين المستلزمات اللازمة وعزل المرضى وتأمين العلاج اللازم لهم، مردفا: "نطلب من كافة المنظمات العمل على تأمين المياه النظيفة وتقديم مستلزمات النظافة للنازحين والعمل على إصلاح شبكات الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين في الشمال السوري".