الأزهر والإفتاء المصرية يردّان على مزاعم عيسى بشأن المعراج: "تستهدف افتعال الأزمات وإثارة الفتن"

19 فبراير 2022
شيخ الأزهر أحمد الطيب (Getty)
+ الخط -

أصدر الأزهر بياناً، اليوم السبت، ردّاً على مزاعم الإعلامي إبراهيم عيسى بشأن "وهمية قصة المعراج"، أكد فيه أن "الإسراء والمعراج من المعجزات المتواترة للرسول الكريم (ص)، والثابتة بنص القرآن الكريم في سورتي الإسراء والنجم، وأحاديث السنة النبوية المطهرة في الصحيحين والسنن والمسانيد، والتي انعقد على ثبوت أدلتها، ووقوع أحداثها إجماع المسلمين في كل العصور؛ بما لا يدع مجالاً لتشكيك طاعن، أو تحريف مرجف".

وقال الأزهر، إن "محاولات الطعن البائسة في صحابة النبي محمد (ص)، والتشكيك في عدالتهم بعبارات لا تليق بمقام خير جيل من هذه الأمة، هي جرم مُحرّم، وجرأة مستهجنة، ومرفوضة، ودرب من التجاوز البغيض والمستنكر"، مشدداً على أن كل ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة "من المسلمات التي لا يقبل الخوض فيها مطلقاً، وبيان فقهها من غير المتخصصين".

ودان الأزهر تصريحات عيسى بوصفها "صادرة عن أحد مُروجّي الأفكار والتوجهات المتطرفة التي تستهدف افتعال الأزمات، وإثارة الفتن، وتفتقر إلى أبسط معايير العلم والمهنية والمصداقية، وتستثمر الأحداث والمناسبات المختلفة في النيل من المقدسات الدينية، والطعن في الثوابت الإسلامية بصورة متكررة وممنهجة".

بدورها، قالت دار الإفتاء المصرية إن "رحلة الإسراء والمعراج حدثت قطعاً لأن القرآن أخبرنا بذلك، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال"، موضحة أن "جمهور العلماء اتفق على حدوث الإسراء والمعراج بالجسد والروح يقظةً في ليلة واحدة".

وأضافت: "أما إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية؛ فالجواب أن النبي (ص) لم يقل إنه قام بهذه الرحلة بنفسه من دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله"، مبينة أن "تعيين الرحلة بالسابع والعشرين من شهر رجب قد حكاه كثير من الأئمة، واختاره جماعةٌ من المحققين؛ وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديماً وحديثاً".

ودعت دار الإفتاء، إلى ضرورة الابتعاد عن إثارة هذه الشبهات، وإعادة إحيائها عند حلول هذه المناسبة، باعتبار ذلك جدلاً موسمياً برغم استقرار منهج البحث العلمي والشرعي فيه؛ والأولى والأجدر الاهتمام بما هو أنفع من هذا الجدل، وهو استلهام العبر والدروس المستفادة من المناسبة مثل الثقة بنصر الله، وحسن التسليم، والتوكل عليه، وترقب الفرج في كل شدة.

وكان عيسى قد قال في برنامجه "حديث القاهرة" المذاع على قناة "القاهرة والناس": "لا يوجد ما يسمى بالمعراج، أو صعود الرسول (ص) للسماء، ورؤيته لأهل النار، ومصدر هذه القصة هو الكتب والقصص التي تقول إنها حدثت. كل الحكايات الواردة عن المعراج هي دعائية، وغير حقيقية، وعبارة عن قصص وهمية اختلقها الشيوخ".

فيما أعلن "المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام" عن إعداد لجان المجلس تقريراً بشأن ما أثير في برنامج عيسى على لسانه؛ تمهيداً للعرض على المجلس على الفور، واتخاذ الإجراء القانوني المناسب حال وجود مخالفة للأكواد الإعلامية التي صدرت عام 2018.

المساهمون