على الرغم من أنّ 92 في المائة من الأردنيين تأثروا سلباً بجائحة كورونا، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وزيادة نسب البطالة، فإنّ دراسة جديدة أصدرتها اليوم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كشفت أنّ 94 في المائة من الشعب الأردني ينظرون بإيجابية نحو اللاجئين. وعند سؤالهم عن استجابة الحكومة الأردنية تجاه اللاجئين، صنفها أكثر من 90 في المائة على أنّها إيجابية.
وقالت المفوضية في بيان إنّ غالبية الأردنيين متعاطفون مع الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من بلادهم والتحديات التي ما زالوا يواجهونها. لكنّ غالبية الأردنيين، مع ذلك، وهم 87 في المائة، يعتقدون أنّ هناك عدداً كبيراً جداً من اللاجئين في الأردن، فيما يقول 83 في المائة إنّ الأردن أدى ما هو أكثر من واجبه لمساعدة اللاجئين. وكجزء من الاستطلاع، ذكر 73 في المائة من الأردنيين أنّهم على استعداد لمساعدة اللاجئين بشكل فردي، مع 40 في المائة تبرعوا بالفعل بالمال لدعم الفئات الأكثر ضعفاً.
أجريت الدراسة بالتنسيق مع "مركز نماء للبحوث والدراسات"؛ وهو معهد أبحاث أردني، واستطلعت، من خلال المقابلات الهاتفية عينة من الأردنيين الذين يعيشون في محافظات عمّان والمفرق والكرك، من أجل الحصول على تحليل محدّث للتصور العام الأردني تجاه اللاجئين. وقال ممثل المفوضية في الأردن، دومينيك بارتش: "لقد قلنا مراراً، إنّ الشعب الأردني والحكومة يواصلان المضيّ قدماً في إظهار اللطف والكرم تجاه اللاجئين، ولدينا الآن البيانات التي تدعم ذلك". وأضاف بارتش: "من الواضح أنّ الأزمة السورية زادت الضغط على البنية التحتية الوطنية في الأردن. مع ذلك، فإنّ استمرار إدراج اللاجئين في التعليم والخدمات الصحية وسوق العمل هو جزء من الاستجابة التي وضعناها بمشاركة الحكومة الأردنية. وإلى أن يتمكن اللاجئون من العودة بأمان إلى ديارهم، فإنّ الدعم المقدم من المجتمع الدولي أمر بالغ الأهمية في توفير حلول مستدامة للنزاعات التي طال أمدها".
ستتبع هذا الاستطلاع جولتان إضافيتان في عام 2021 لمواصلة مراقبة التصور العام الأردني للاجئين عن كثب. وبناءً على نتائج الاستطلاع وتزامناً مع الذكرى الثلاثين لتأسيس مكتبها في الأردن، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التزامها المستمر بمساعدة الأردن في تحمل عبء استضافة اللاجئين والعمل على تحقيق الحلول التي تسمح لهم بإعادة بناء حياتهم بأمان وكرامة.
ويعيش في الأردن، الذي يعتبر ثاني أعلى دولة في العالم بعدد اللاجئين، مقارنة بعدد السكان (بعد لبنان)، 747.967 لاجئاً (عدا عن الفلسطينيين) من بينهم 657.960 سورياً، و65.845 عراقياً، و14.727 يمنياً، و6080 سودانياً، و746 صومالياً، و1609 من جنسيات أخرى، بحسب آخر تحديث للمفوضية في 9 يوليو/ تموز الماضي. ويعيش 83 في المائة من اللاجئين السوريين في مناطق حضرية خارج المخيمات، فيما يعيش 16.7 في المائة في مخيمات اللجوء، فيما تقول الحكومة الأردنية، من جهتها، إنّ هناك نحو 1.3 مليون لاجئ سوري في المملكة.