الأردنيون يحتفلون بعيد الميلاد بالتكافل الاجتماعي

25 ديسمبر 2021
تزيين شجرة الميلاد من أساسيات العيد (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

 

لن يحرم تفشي فيروس كورونا الجديد الأردنيين من الاحتفال بعيد الميلاد. والأساس هذا العام هو لمساعدة المحتاجين، خصوصاً الذين تضرروا وخسروا أعمالهم من جراء الوباء.

غيّر تفشي فيروس كورونا الجديد من طقوس الاحتفال بعيد الميلاد المعتادة في الأردن. إلا أن الناس ما زالوا يحرصون على نشر الفرح في ما بينهم. وفي هذا العيد، تكثر المبادرات الإنسانية، خصوصاً في المدن والمناطق ذات الغالبية المسيحية، ومنها مدينة الفحيص (تقع ضمن لواء ماحص والفحيص في محافظة البلقاء وتتوسط مدينتي عمّان والسلط).

ويقول راعي كنيسة اللاتين، الأب عماد الطوال، لـ "العربي الجديد"، إن عدد فاعلي الخير ازداد مع تفشي كورونا بالتوازي مع ارتفاع أعداد المحتاجين، خصوصاً الذين تأثرت أعمالهم من جراء الإغلاق العام، منهم عمال المياومة وسائقو سيارات الأجرة والعاملون في القطاع السياحي. وتأثر البعض إلى درجة لم يعد فيها أرباب الأسر قادرين على دفع رسوم المدارس وتوفير الاحتياجات الضرورية لعائلاتهم.

يضيف الطوال: "تضررنا كمؤسسات خلال أزمة كورونا. لكن توجهنا برسالة إلى الناس للمساعدة. والنتيجة كانت تضاعف دخل صندوق المحتاج، ما يعكس روح المحبة والتكافل بين الناس". ويوضح: "قبل عيد الميلاد، توضع شجرة يطلق عليها اسم شجرة الخير، تزيّن بأوراق يكتب عليها الناس احتياجاتهم، وعادة ما تكون مواد تموينية كالأرزّ والسكر والزيت وغيرها. وعمل الكثير من الأشخاص على جلب تلك الاحتياجات ووضعها تحت الشجرة ليصار إلى توزيعها". يتابع: "بعد جمع الهدايا والتبرعات، توزع المواد التموينية والهدايا على الناس المحتاجين، بالتعاون مع مختلف الكنائس، (الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس)، بالإضافة إلى نادي شباب الفحيص هذا العام".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ويشير الطوال إلى أنّه "في السابق، كان الشباب يوزعون هذه المساعدات أو الطرود على الناس في البيوت. لكن هذا العام، سيتم التواصل مع هؤلاء الأشخاص للحضور من أجل استلام الطرود، أو يحصلون على كوبونات يستطيعون من خلالها الحصول على المواد الغذائية من بعض المحال التجارية التي جرى التنسيق معها وفق إجراءات الصحة العامة لمواجهة فيروس كورونا"، لافتاً إلى أن لديهم بيانات حول أوضاع العائلات المحتاجة.

ويكمل الطوال: "بالإضافة إلى المواد الغذائية، نقدم الحلويات والهدايا والملابس لأطفال العائلات المستورة. هذا العام، سيطلب منهم الحضور للحصول على الهدايا"، مشيراً إلى أنّ "المجتمع طيب. يريد الناس زرع الفرح لدى العائلات المحتاجة". وفقدت الفحيص هذا العام نحو 120 شخصاً، نصفهم من جراء إصابتهم بكورونا، وكان لهذا أثر كبير على الناس. ويشير إلى وضع شجرة يوضع عليها أسماء الذين فقدوا خلال العام الحالي تحت عنوان "ميلادك في السماء".

بدورها، أطلقت هبة هلسة مبادرة إنسانية مع عائلتها وأصدقائها، لتوفير بعض ما تحتاجه العائلات الفقيرة خلال الأعياد، خصوصاً الطعام والحلويات. وتقول: "في الأعوام السابقة، كنا نوزع الهدايا على العائلات مباشرة. لكن في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد، حاولنا أن نكون حذرين. الأولوية هي للحفاظ على سلامة وصحة الناس". وتوضح: "تواصلنا أيضاً مع بعض المطاعم وتولينا دفع ثمن وجبات الطعام للعائلات خلال فترة عيد الميلاد، من دون أن ننسى تحضير أنواع مختلفة من الشوكولاتة والحلويات لهم". وتشير إلى أنّ هناك العديد من العائلات والأشخاص الذين يحبون عمل الخير، وقد بادروا إلى توفير مبالغ مالية لمساعدة العائلات غير المقتدرة".

الصورة
تزيين شجرة الميلاد من أساسيات العيد (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
بابا نويل حاضر دائماً لإسعاد الأطفال (عواد عواد/ فرانس برس)

وتقول هلسة إنه بات لديها قائمة بالعائلات المحتاجة، وتحاول والعاملون معها معرفة احتياجات الأطفال وأمنياتهم من بابا نويل، مشيرة إلى محاولة تأمين كل ما يطلبه الأطفال من ثياب وألعاب.

من جهته، يقول أحد أعضاء الهيئة الإدارية في نادي شباب الفحيص عيسى السلمان إن النادي اعتاد أن "يقدم طرود الخير والمحبة لمساعدة بعض العائلات المحتاجة وإسعادهم في هذا الوقت من السنة". ويوضح أن "النادي أعد ما يزيد عن 190 طرداً يحتوي على مواد غذائية ومساعدات لتقديمها خلال موسم الأعياد"، تأكيداً على روح التعاون بين جميع أفراد المجتمع. وتحدّث عن توزيع مدافئ على بعض العائلات، بالإضافة إلى أغطية وبطانيات.

ويشير السلمان إلى أن لدى النادي قائمة بالعائلات التي تحتاج إلى مساعدات، مؤكداً أن التكافل الاجتماعي واجب إنساني وجزء من المسؤولية الاجتماعية التي يحافظ عليها النادي تجاه أبناء المجتمع المحلي. يضيف أن "النشاطات الاجتماعية للنادي لا تقتصر على توزيع المساعدات العينية، بل تم التخطيط بالتعاون مع جهات طبية وصحية لإقامة يوم طبي لأبناء مدينة الفحيص في أوائل الشهر المقبل".

وجرت العادة أن يوزع المسيحيون كعك العيد بألوانه المميزة الخضراء والحمراء وسكاكر بابا نويل على أطفال أحيائهم لإدخال الفرحة إلى قلوبهم، مع الحرص على توثيق صلة الرحم وتبادل التهاني بالعيد. ويتمركز المسيحيون في الأردن في مختلف المحافظات، خصوصاً في مدن مادبا وعجلون والسلط والفحيص والكرك وإربد والزرقاء والعاصمة عمّان.

المساهمون