اعتداء على إيرانية خلال احتجاج مرتبط بـ"قضية تسمم الطالبات" يثير الرأي العام

02 مارس 2023
يأتي حادث الاعتداء في خضم استمرار مسلسل تسمم الطالبات (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -

أثارت فيديوهات الاعتداء على مواطنة إيرانية من قبل أشخاص قيل إنهم قوات الأمن، منذ أمس الأربعاء، ردود فعل غاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة أن المشهد يأتي بعيد احتجاجات واسعة شهدتها إيران خلال الفترة الماضية جراء وفاة الشابة مهسا أميني، بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الأخلاق بتهمة عدم الالتزام بقواعد الحجاب.

واستمرارا لمسلسل التسمم في مدارس البنات الإيرانية، شهدت، أمس الأربعاء، عدة مدارس في طهران وأردبيل حالات تسمم أخرى، ما دفع عائلات الطالبات إلى التجمع للاحتجاج أمام بعض المؤسسات التعليمية في طهران.

وفي مقطع مصور متداول على شبكات التواصل، يظهر عدة رجال يحيطون بامرأة قيل إنها والدة إحدى الطالبات، ويتعاملون معها بعنف، إذ يجر أحدهم شعرها من الخلف، وآخر يضع يده على فمها.

وفي ضوء انتشار المشهد على نطاق واسع، وردود الفعل الغاضبة، والانتقادات التي أثارها بين الإيرانيين، علقت الشرطة الإيرانية على الحادث في بيان، معلنة أن "قوات الشرطة لم يكن لهما أي دور في الحادث، وقائد الشرطة في طهران الكبرى، بعدما علم به، كلّف فورا فريقاً من الضباط المحترفين لمتابعة الموضوع ومعرفة حيثياته".

وأعلنت المنظمة القضائية للقوات المسلحة، في بيان، أنها أصدرت التعليمات اللازمة للبت في "السلوك غير اللائق مع أحد المواطنين مقابل مدرسة في طهران".

إلى ذلك، بعث وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، اليوم الخميس، برسالة إلى القائد العام لقوات الأمن الداخلي (الشرطة)، مكلفا إياه بمتابعة قضية الاعتداء على المواطنة الإيرانية واعتقال المتورطين فيه وتسليمهم إلى السلطة القضائية.

في الأثناء، أفادت وكالة "إيسنا" الإيرانية، نقلا عن مصادر مطلعة، باعتقال عدة أشخاص مشاركين في الاعتداء على المواطنة، وبعد إجراء تحقيقات، تم تسليم ملفهم إلى الجهاز القضائي.

وشهدت إيران منذ 17 سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجات واسعة، بعد وفاة الشابة مهسا أميني عقب أيام من اعتقالها على يد قوات شرطة الأخلاق بسبب عدم الالتزام بقواعد الحجاب، وسط اتهامات للشرطة بتعنيفها وضربها، لكنها نفت ذلك.

واستمرت الاحتجات نحو 3 أشهر، وشكل "امرأة، حياة، حرية" الشعار المعتاد للمتظاهرين. وقتل فيها المئات واعتقل الآلاف، لكن حتى الآن لم تصدر أرقام رسمية عن عدد القتلى والمعتقلين والمصابين، إلا أن مؤسسات حقوقية معارضة خارج إيران تشير إلى مقتل أكثر من 500 شخص واعتقال عشرات الآلاف.

وأصدر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في ذكرى انتصار الثورة، خلال الشهر الماضي، عفوا عاما عن عشرات الآلاف من السجناء الإيرانيين، بمن فيهم معتقلو الاحتجاجات الأخيرة.

المساهمون