استنكار واسع لقرار فصل طبيب فلسطيني بسبب "قطعة حلوى"

30 نوفمبر 2022
الطبيب الفلسطيني أحمد محاجنة (العربي الجديد)
+ الخط -

ما زالت تداعيات قضية تعرّض الطبيب الفلسطيني أحمد محاجنة للفصل من عمله بمستشفى "هداسا عين كارم" في القدس، بتهمة تقديم قطعة حلوى لطفل فلسطيني مصاب برصاص الاحتلال، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن، متواصلة، بالتزامن مع حملة تضامن واسعة معه واستنكار من "نقابة الأطباء".

وقال الطبيب أحمد محاجنة، لـ"العربي الجديد": "لا أشك في أن التحريض من قبل الصحافة اليمينية الإسرائيلية له تأثير على فصلي من وظيفتي، كما أن نقابة الأطباء ضد إقالتي، وقد وجهت رسالة إلى إدارة المستشفى، وننتظر الرد. وفي حال أصروا على الإقالة سأتجه إلى القضاء".

وكانت صحيفة يسرائيل هيوم اليمينية قد كتبت تقريراً تحريضياً ضد محاجنة، وذكرت بأن والده وشقيقه محاميان يدافعان عن الأسرى الفلسطينيين، وهما من بين من دافعا عن الأسرى الفارين من سجن جلبوع قبل عام.

وتابع محاجنة: "الحقيقة أني محبط للغاية وخيبة أملي كبيرة من القرار الذي صدر من إدارة مستشفى هداسا، لكن ما يثلج الصدر هو حجم التضامن المشرّف معي، أشكر الجميع أشخاصاً وهيئات وجمعيات وأطباء بلا حدود وأعضاء الكنيست العرب".

وحكى تفاصيل القصة قائلاً: "في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كان هناك احتفال بقسم جراحة القلب والصدر في المستشفى بمناسبة نجاح أطباء، وتبقت الكثير من الحلوى، فقام الطاقم المساعد (المسؤول على توزيع وجبات الطعام) بتوزيعها على المرضى، وكان في القسم مرضى من اليهود، وأيضاً الفتى محمد أبو قطيش، الذي كنت في غرفته خلال تقديم الطاقم قطعة حلوى له مثله مثل باقي المرضى".

وأضاف محاجنة: "كانت الشرطة تحرس الفتى، ودخلت في نقاش معي حول إعطائه قطعة الحلوى، ومن ثم بدأ التحقيق معي في الموضوع، وتم توقيفي عن العمل منذ ذلك الحين بعد أن تم تقديمي للجنة الطاعة".

وأبلغت إدارة مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس الطبيب محاجنة بقرار فصله بشكل نهائي، يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

حملة تضامن واسعة

بالتزامن، انطلقت حملة تضامن واسعة مع الطبيب أحمد محاجنة على وسائل التواصل الاجتماعي، تحت وسم "كلنا الدكتور أحمد محاجنة"، كما تلقى دعوة للعمل في المستشفى الاستشاري في رام الله.

وغرّدت الناشطة آلاء سلايمة قائلة: "الدكتور الفلسطيني أحمد محاجنة جراح قلب ورئتين بمستشفى هداسا، بمجرد سماحه بتقديم قطعة حلوى لطفل متهم بعملية تم فصله من المستشفى.. مستشفى بلا إنسانية وعنصري.. أنهى مسيرة الدكتور لأنه إنسان".

فيما اعتبر الباحث ساهر غزاوي أن "قرار فصل الطبيب أحمد محاجنة من عمله في مستشفى هداسا بادّعاء إعطائه قطعة حلوى لطفل فلسطيني يعالج في المستشفى!! قرار يأتي في إطار السعي الإسرائيلي المحموم لمحاولة عزلنا كفلسطينيين، جغرافياً وشعورياً، وحتى إنسانياً، عن الشعب الفلسطيني الواحد لإحداث شرخ كبير بين أبناء الشعب الفلسطيني".

من جهته كتب المحامي خالد محاجنة، شقيق الطبيب أحمد، على صفحته بفيسبوك: "بالرغم من البعد الشخصي القاسي في قضية فصل الدكتور أحمد رسلان محاجنة؛ طبيب جراح متميز، حاصل على درجات امتياز وعلى شفا إنهاء تخصصه في جراحة القلب والرئة، والذي وقع ضحية الموجة العنصرية التي اجتاحت الشارع الإسرائيلي منذ انتفاضة مايو/ أيار، والتي تجلت في نتائج الانتخابات الأخيرة، إن القضية لها أبعادها السياسية والوطنية في مواجهة رياح العنصرية التي تعصف وستعصف بقوة أكبر مجتمعنا عامة، وشبابنا وشاباتنا خاصة".

وتابع: "بناء عليه، واجبنا كشعب ألا نقف مكتوفي الأيدي وكسر شوكتهم من بدايتها، والقيام بخطوات على المدى القصير والفوري وعلى المدى الطويل، ومنها السير بجميع المسارات، الشعبية، السياسية والقضائية لإرجاع محاجنة إلى عمله مرفوع الرأس وبمؤازرة عائلته، وتنظيم طواقم ولجان عمال في كل المجالات، وخاصة في الطب والصحة، وبدء سلسلة احتجاجات وإضرابات لساعات، وتحويل اللجان إلى لجان دائمة وتطوير عملها، على أن تكون جاهزة لأي تحد جديد".

يذكر أن الطبيب أحمد محاجنة (33 عاماً)، من مدينة أم الفحم، درس الطب في جامعة تل أبيب، وأنهى تعليمه عام 2015. ويعمل في مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس منذ عام 2019، وقبلها عمل مرشداً لطلاب سنة ثالثة طب في الجامعة العبرية بالقدس. تخصص محاجنة في جراحة القلب والصدر منذ عام 2019، وبقي له عام ونصف لإنهاء التخصص.

المساهمون