كشفت دراسة حديثة أهمية تناول زيت الزيتون في الأنظمة الغذائية للأفراد، وقدرته على تقليل نسب الوفيات الناتجة عن أمراض السرطان، وكذا تخفيف أعراض الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف، وأمراض أخرى.
وأظهرت الدراسة التي نشرتها شبكة "سي أن أن" الأمركية، الإثنين، نقلاً عن مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب، أن استخدام زيت الزيتون بدلاً من الزبدة أو السمنة، قد يكون له آثار واضحة على الصحة العامة.
Using olive oil instead of margarine, butter or other saturated fats may protect you from dying from cancer, cardiovascular and respiratory disease, dementia, and other conditions, according to a study released Monday. https://t.co/CQAzBqZQOZ
— WISH-TV (@WISH_TV) January 11, 2022
وحللت الدراسة التي استمرت أكثر من 30 عاماً، النظم الغذائية لأشخاص مُسجلين في دراستين ممولتين من الحكومة، الأولى تابعة لمؤسسة "Nurses' Health Study" المتخصصة بنشر الدراسات الخاصة بعالم الطب والتمريض التابعة لجامعة هارفرد الأميركية، وأخرى تابعة لمجلة "المهنيين الصحيين الأميركيين". ثم قارن الباحثون نتائج النظام الغذائي بسجلات الأمراض والوفيات لهؤلاء الأشخاص بمرور الوقت.
ووفق الدراسة، فإنّ الأشخاص الذين استبدلوا المواد الدهنية المشبعة، سواء السمن النباتي أو الزبدة، بكميات موازية من زيت الزيتون، انخفضت لديهم الوفيات بنسبة 34 في المائة، مقارنة مع الأشخاص الذين لا يتناولون زيت الزيتون وفقاً لمؤلفة الدراسة مارتا فيريه، وهي عالمة أبحاث بارزة في جامعة هارفرد "أتش تي" للصحة العامة، التابعة لجامعة هارفرد.
وبحسب النتائج، تبين أن الأشخاص الذين تناولوا أعلى مستويات من زيت الزيتون كانت نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب أقل بنسبة 19 في المائة، كما كانت نسبة الوفاة بأمراض السرطان أقل بنسبة 17 في المائة مقارنة مع الأشخاص الذين لا يستخدمون زيت الزيتون، كما بينت الدراسة، أن نسبة الوفيات بسبب الأمراض العصبية كانت أقل بنحو 29 في المائة.
إن تغيير نمط النظام الغذائي قد يكون ذات أهمية وتأثير على الصحة العامة
وعلّق الدكتور هوارد لواين، رئيس التحرير الطبي في مجلة هارفرد الطبية، وهي جزء من كلية الطب بجامعة هارفارد على الدراسة، بالقول "إن تغيير نمط النظام الغذائي قد يكون ذا أهمية وتأثير على الصحة العامة، إذ من خلال استبدال كميات صغيرة من الدهون المشبعة، بدهون أحادية، يمكن أن يلمس الأشخاص فرقاً كبيراً في صحتهم".
استهدفت الدراسة التي أجريت على أكثر من 90 ألف مشارك، لمدة 30 عاماً، سكان الولايات المتحدة، حيث راقبت سجلاتهم الصحية، وحلل الأمراض التي تعرضوا لها خلال الأعوام الثلاثين، إضافة إلى تحليل أسباب الوفاة.
وسبق أن أظهرت دراسات أخرى، أجريت على السكان الأوروبيين، وآخرين من دول البحر المتوسط، إذ يزيد استهلاكهم لزيت الزيتون، ذات النتائج تقريباً بحسب ما أكدته مارتا فيريه. ولذا وجدت أن دراستها الأخيرة، تؤكد أهمية التوصيات السابقة الخاصة باستبدال الدهون الحيوانية بالزيوت النباتية.
من جهتها، كتبت سوزانا لارسون، أستاذة مساعدة في علم الأوبئة في معهد كارولينسكا في السويد، في مقال افتتاحي مصاحب للدراسة، أن العلاقة بين زيت الزيتون وانخفاض الوفيات الناجمة عن أمراض الدماغ تعد أمراً جديداً في عالم الطب.
وقالت :"بالنظر إلى عدم وجود استراتيجيات وقائية لمرض الزهايمر وارتفاع معدلات المرض والوفيات المرتبطة بهذا المرض، فإن هذه النتيجة، وإن تم تأكيدها، لها أهمية كبيرة على الصحة العامة.
ويعتبر زيت الزيتون عنصراً أساسياً في حمية البحر الأبيض المتوسط الحائزة على عدة جوائز في الآونة الماضية، إذ أظهرت العديد من الدراسات قدرتها على تقليل من مخاطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع الكوليسترول، والخرف.
وتعتبر حمية البحر المتوسط، أسلوباً مبتكراً في عالم الغذاء بحسب ما أظهرته الدراسات، إذ ينصب التركيز عند إعداد الطعام، على الطهي البسيط القائم على النباتات، والخضروات والفواكه الطازجة، إضافة إلى الحبوب الكاملة، والمكسرات.
أسلوب حياة
صحيح أن حمية البحر المتوسط تقوم على أساس الغذاء المتوازن، لكنها تأخذ بالاعتبار العديد من الأنشطة الرياضية، والاجتماعية، والتي لها أثر على الصحة العامة، ومن هنا وجدت مارتا فيريه مؤلفة الدراسة، أن التركيز على السلوكيات الصحية، بين الرجال والنساء الذين تناولوا معظم زيت الزيتون في الدراسة، كان مهما جداً في تحديد نتائج الدراسة. إذ تبين بأن الاشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الفاكهة والخضر ويمارسون الرياضية، أكثر صحة.
واعتبرت أنه من الصعب فصل التأثير بين استخدام الزيت والسلوكيات الصحية الأخرى، مضيفة أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات حول الأميركيين من جميع الخلفيات لمعرفة ما إذا كانت النتائج متشابهة.
ومع ذلك، فإن الدراسة تكيّفت مع عدد من العوامل المحتملة، بحسب ما تم ذكره، حيث أخذت بالاعتبار العوامل الغذائية، نمط الحياة، تاريخ الأمراض وكذلك عوامل الحالة الاجتماعية والاقتصادية.