سجّلت الإصابات بفيروس كورونا أرقاماً قياسية في عموم المناطق السورية خلال الساعات الـ24 الماضية، وسط تحذيرات من خروج الوباء عن السيطرة في ظلّ ضعف المنظومة الصحية في مجمل المناطق بعد 10 سنوات من الحرب ومن الاستهداف المتعمد للمراكز الصحية. وحذّر، بحسب فرانس برس، مدير الصحة في إدلب، سالم عبدان من أنّ "القطاع الصحي مهدّد بالانهيار".
وأعلنت شبكة الإنذار المبكر التابعة لوحدة تنسيق الدعم، عن إصابة أكثر من 900 شخص بفيروس كورونا، في مناطق شمال غربي سورية. وقالت الشبكة، اليوم الجمعة إنها سجلت 837 إصابة جديدة في المناطق الواقع تحت سيطرة المعارضة السورية شمال غرب سورية، توزّعت على 685 إصابة على محافظة إدلب وريفها، و152 على ريف حلب الغربي، ليرتفع عدد الإصابات الكلي منذ بداية الجائحة حتى الآن إلى 72552.
وأجرت الشبكة بحسب تقريرها اليومي 1520 تحليلاً جديداً، ليرتفع عدد التحاليل الكلي إلى 270932 تحليلاً، فيما سجّلت 583 حالة تعافٍ جديدة من المرض، ليرتفع عدد حالات التعافي الكلي إلى 37640.
وتوفي بحسب تقرير الشبكة، ثلاثة أشخاص خلال الـ24 ساعة الماضية جميعهم غير ملقحين، ليرتفع عدد الوفيات الكلي منذ بداية الجائحة إلى 1198 حالة.
كما سجّلت الشبكة 101 إصابة جديدة بالفيروس في منطقة العمليات التركية شمال شرق سورية لترتفع الحصيلة الكلية إلى 7514 إصابة، بينما لم تسجّل أي حالة تعافي من المرض، لتبقى الحصيلة على حالها 1270 حالة، كما أنها لم تسجل حالات وفيات جديدة لتبقى الحصيلة على وضعها السابق 48 وفاة.
ووفق الشبكة، فقد تمّ تسجيل عشرات الإصابات بالمتحور "دلتا" الذي يتميز بقوة أعراضه وسرعة انتشاره وإصابته لجميع الفئات العمرية.
كما أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري تسجيل 272 إصابة جديدة بفيروس كورونا في سورية وتعافي 70 مريضاً ووفاة 9 أشخاص بالفيروس.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أنّ عدد الإصابات المسجّلة في مناطق سيطرة النظام بلغ حتى الآن 34205، شفي منهم 23812 وتوفي 2247.
وفي شرق البلاد، فرضت ما تسمى بـ"الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" حظراً كاملاً للتجوّل، بعموم مناطق سيطرتها، ضمن إجراءات للحدّ من انتشار فيروس كورونا وذلك بعد انتهاء حظر استمرّ لمدة أسبوع تقريباً، في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، بمحافظات الحسكة ودير الزور والرقة.
ونشرت "الإدارة الذاتية" تعميماً عبر معرفاتها، أمس الخميس، بفرض حظر كلي لمدة أسبوع، يبدأ يوم الأحد 3 أكتوبر/ تشرين الأول، ويستمرّ لغاية 9 من الشهر ذاته. وبموجب القرار، ستُغلق جميع المرافق العامة والمدارس والجامعات والمعاهد والروضات، والمقاهي والعيادات الطبية، والأنشطة الرياضية.
واستثنى التعميم من حظر التجوّل، محلات المواد الغذائية والخضروات، على أن تفتح من الساعة 8 صباحاً حتى الواحدة ظهراً، ويقتصر عمل المطاعم على الطلبات الخارجية.
واستثنى التعميم أيضاً المستشفيات والصيدليات والمنظمات الإغاثية، وصهاريج المياه والمحروقات، وسيارات نقل الخضروات والأدوية، ووسائل الإعلام، والمزارعين أصحاب المشاريع الزراعية.
وينصّ القرار على تعليق الدوام في جميع الدوائر والمؤسسات التابعة للإدارة ما عدا المؤسسات التي يتطلب عملها الاستمرار في العمل، مع بقاء المعابر مفتوحة أمام الحركة التجارية، والحالات الإنسانية فقط.
وسجّلت "الإدارة الذاتية"، أمس الخميس، 279 إصابة جديدة بفيروس كورونا و17 حالة وفاة، بمناطق سيطرتها شرقي وشمال شرقي سورية، ليرتفع عدد الإصابات المسجّلة إلى 27,845 إصابة، في حين وصل عدد الوفيات إلى 932.
وتشهد القطاعات الطبية في عموم المناطق السورية ضعفاً في الإمكانيات المادية وقلة بالمعدات والتجهيزات الطبية، وعدم قدرة الجهات الصحية السيطرة على الوباء بشكل جيد، في ظلّ ازدياد معدل الإصابات بشكل ملحوظ، مع تفشي المتحور "دلتا" سريع الانتشار. كما تعاني المنطقة أيضاً، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن منظمة "سيف ذي تشيلدرن"، من نقص في فحوص الكشف عن الفيروس وأدوات الوقاية، وهي وثّقت ارتفاعاً بالإصابات بنسبة 144 في المائة بين أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول.
وأصدر "المجلس المحلي في مدينة عفرين" تحذيراً، اليوم الجمعة، أشار فيه إلى أنّ منطقة عفرين صنفت خلال شهر سبتمبر/ أيلول كمنطقة ذات خطورة عالية جداً حيث بلغ عدد الإصابات المسجلة يومياً العشرات، وأحياناً المئات مع تزايد عدد الوفيات، ما أدى إلى عجز في استجابة المرافق الصحية المتوفرة للوضع المتفاقم واستقبال الإصابات الجديدة.
ولحظ البيان أنه بالرغم من الوضع المقلق للغاية، فإنّ السلوكيات والمظاهر الدالة على الاستخفاف والاستهتار من قبل طيف واسع من المواطنين يتواصل في هذه المناطق، وحثّ المواطنين على التحلّي بروح المسؤولية واتباع التعليمات الصادرة عن الجهات الصحية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية بشأن الوقاية والحدّ من انتشار الوباء.
وطالب المجالس المحلية والجهات المعنية بتنسيق خطواتها للحدّ من تنقل الأفراد بين المناطق المختلفة، وإلغاء الأسواق الأسبوعية، ومنع نصب خيم وإقامة مجالس العزاء. كما طالب الدولة التركية بصفتها مسؤولة عن إدارة شؤون هذه المناطق بتنفيذ خطة طوارئ وإقامة مشاف ميدانية كاملة التجهيز بما يتجاوب مع خطورة الوضع.
ويأتي التفشي السريع للوباء، بحسب فرانس برس، بعد أكثر من أربعة أشهر على انطلاق حملة التلقيح في تلك المناطق ضمن برنامج كوفاكس الذي يعمل على توزيع عادل للقاحات، لا سيما في الدول التي تشهد نزاعات أو انقسامات. وقد تلقى نحو 60 ألف شخص اللقاح في تلك المنطقة. ودعت "سيف ذي تشيلدرن" المجتمع الدولي إلى تأمين "دعم عاجل وتمويل" للسلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية العاملة في شمال سورية لمواجهة الوباء.
وخلال مؤتمر صحافي الخميس، حذّر الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية جوان مصطفى من أنّ "البنية التحتية الصحيّة للمنطقة لا ترتقي إلى التصدي للجائحة"، مشيراً إلى أنّ مراكز الحجر الصحي الـ15 تعاني من "نقص في الأوكسجين".
وقال إنّ "الوضع سيخرج عن السيطرة إن لم تتلقَ الإدارة الدعم الكافي"، محذراً من "انهيار القطاع الصحيّ". ولم تتلقَ المنطقة، وفق قوله، سوى 55 ألف جرعة لقاح، فيما يفترض أن تحصل على جزء من اللقاحات التي تتلقاها دمشق بموجب برنامج كوفاكس.