ارتفاع سعر الذهب يعوق الزواج في إدلب

16 ابريل 2023
ليس بمقدور كثيرين شراء الذهب (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

 تتنقل الحاجة أم عبدو بين بيوت إدلب باحثة عن عروس لابنها سامر. تقول لـ"العربي الجديد" إنها زارت منذ شهرين أكثر من خمسة منازل من دون أن توفق بالعثور على عروس لابنها، مشيرة إلى أن المهر كان العائق الأكبر. 

سامر هو أحد آلاف الشبان الراغبين في الزواج في إدلب، والذين تقف المهور وأسعار الذهب المرتفعة عائقاً أمام تلبية رغباتهم. وتختلف المهور المفروضة على العريس بين منطقة وأخرى في إدلب، لكن سعر أقلها يبدأ بألف دولار ويرتفع حتى يتجاوز خمسة آلاف، بينما تسجل عائلات أخرى مهورها بالذهب.

وتقول أم عبدو إن البيوت التي زارتها طلبت مهوراً بدأت بخمسين غراماً من الذهب، وهو رقم ليس بالكبير إن كانت الأوضاع الاقتصادية مناسبة. إلا أن راتب ابنها الذي لا يتجاوز مائة وخمسين دولاراً لا يمكنه أن يوفر هذا الرقم، ولا سيما أن سعر غرام الذهب تجاوز 57 دولاراً.

عابد شاب آخر في الثلاثين من عمره يرغب في الزواج، إلا أن رغباته لا تزال متوقفة عند قدرته على تأمين ثمن المهر. ويقول عابد لـ"العربي الجديد" إنه أقدم على الخطوبة منذ شهرين، إلا أنه لا يتوقع أن يتمكن من جمع ثمن خمسين غراماً من الذهب، وهو المهر الذي سيقدمه إلى عروسه قبل أقل من سنة في أحسن الأحوال.

يعمل عابد محاسباً في شركة محلية بدمشق، ويتقاضى راتب مائتين وخمسين دولاراً شهرياً، ما يعني أنه بحاجة لتوفير كامل أجوره لمدة عام كامل حتى يتمكن من جمع المهر، وهذا مستحيل.

قضايا وناس
التحديثات الحية

إلى ذلك، قرر آخرون الدخول في جمعيات للتوفير أو الاستدانة، ليتمكنوا من الزواج. ويقول خالد (27 عاماً) وهو مدرس من إدلب، إنه استدان ثلاثة آلاف دولار من أحد أقاربه، ليتمكن من الزواج بالفتاة التي يحب. ويوضح في حديثه لـ"العربي الجديد" أنه "لم يكن يفكر في الاستدانة، ولا سيما أن ردّ الدَّين سيكون صعباً جداً بعد الزواج الذي سيزيد من نفقاته. إلا أنه أقدم على هذه الخطوة بعدما تقدم شاب آخر لخطبة الفتاة التي يريدها، ووجد أنّ من المهم الإسراع بالخطبة قبل أن تتبعثر أحلامه. ولم يكن أمامه حل سوى الاستدانة، وسيعمل على ردّ الدَّين حين يتمكن من بيع قطعة الأرض التي ورثها عن والده".

من جهة أخرى، انعكس ارتفاع سعر الذهب على عمل محلات الصياغة وتراجع عملها بشكل واضح. ويقول الصائغ شادي بدوي لـ"العربي الجديد" إن أغلب الزبائن الذين يقصدون محله اليوم يرغبون في بيع الذهب بدل شرائه، مستغلين ارتفاع السعر، بينما قلة قليلة من باتت تقصد محلات الصياغة لشراء الذهب. وأغلب الزبائن باتوا يبحثون عن الذهب المستعمل لتوفير أجور الصياغة التي يتقاضاها الصائغ مع القطع الجديدة.

ويذكر أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعاً ملحوظاً منذ بدء العملية الحربية الروسية على أوكرانيا، لكن هذه المرة الأولى التي يقفز فيها سعر غرام الذهب إلى حدود 57.25 دولاراً للغرام الواحد.

المساهمون