ارتفاع درجات الحرارة داخل مخيمات النازحين في إدلب.. "معاناة كل صيف"

إدلب

عبد الرزاق ماضي

عبد الرزاق ماضي
عبد الرزاق ماضي
مصور وناشط مدني وإعلامي في محافظة إدلب السورية.
إدلب

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
12 يوليو 2023
حرارة الصيف
+ الخط -

مع انتصاف ساعات النهار ينشغل النازح السوري سعيد زهران برفع حواف خيمته لتسمح بدخول الهواء، إضافة لرش ظهرها بالمياه أملا في تخفيف درجات الحرارة عن أطفاله.

يقول زهران لـ"العربي الجديد" إنه يقيم في مخيمات كفريحمول شمال إدلب منذ سنتين، وفي كل صيف تتكرر معاناتهم مع ارتفاع درجات الحرارة خاصة داخل الخيمة، الأمر الذي يجبره على البحث عن حلول تخفف معاناة أطفاله خوفاً من تعرضهم لضربة شمس.

الصورة
ارتفاع درجات الحرارة داخل مخيمات النازحين في إدلب (عامر السيد علي)

يضيف زهران: "غياب الكهرباء عن المخيم يجبرنا على الاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية لكن قدرة الألواح ضعيفة ولا يمكن تشغيل مروحة وبراد في وقت واحد، فنتخلى عن المروحة في سبيل الحفاظ على تشغيل البراد الذي يعتبر أكثر أولوية".

خيام دير حسان.. "فرن حقيقي"

أما في مخيمات دير حسان فلم يكن الوضع أفضل حالاً ضمن الخيام الاسمنتية، فضيق الغرف واقتراب المنازل من بعضها يساهمان بشكل كبير بمنع تيارات الهواء من الوصول للمنازل.

يقول مصطفى السيد أحمد لـ"العربي الجديد": "كنت أظن أن انتقالي لخيمة اسمنتية سيغير حياة عائلتي لكن المعاناة ما تزال مستمرة، فالكتل قريبة من بعضها بشكل كبير ولا يمكن لنسمات الهواء من دخول المنزل، ما يعني أن الحرارة ستحتبس داخل المنزل ويتحول لفرن حقيقي".

الصورة
ارتفاع درجات الحرارة داخل مخيمات النازحين في إدلب (عامر السيد علي)

يضيف مصطفى: "الأسقف المنخفضة والمصممة من التوتياء تنقل أشعة الشمس بشكل مباشر لرؤوسنا، الأمر الذي يجبرنا للبحث عن أي ظل في الخارج ممكن أن نستظل به في فترة الظهيرة".

من الخيمة إلى ظل الزيتون

حال مخيم حي الجامعة قرب إدلب لم يكن أفضل حالاً، إذ يمكن لأي عابر في المنطقة مشاهدة الناس منتشرة تحت أشجار الزيتون بحثاً عن الظل وهرباً من درجات الحرارة المرتفعة ضمن الخيام المهترئة.

الصورة
ارتفاع درجات الحرارة داخل مخيمات النازحين في إدلب (عامر السيد علي)

يقول طه البلعاس المقيم في ذات المخيم لـ"العربي الجديد" إن الخيام المهترئة لم تعد قادرة على منع أشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة عن الأهالي المقيمين في المخيم، ما يجبرهم على هجرها في فترة الظهيرة لاسيماً خلال اليومين الماضيين إذ بدأت المنطقة بالتأثر بمرتفع جوي ويحذر خبراء الطقس من ارتفاع درجات الحرارة بشكل أكبر خلال الأيام القادمة.

يضيف طه أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي لنشوب الحرائق في الأعشاب اليابسة المنتشرة حول الخيام الأمر الذي يدفع الأهالي للقلق من احتراق خيامهم نتيجة خطأ من أحد الأطفال، وما باليد حيلة إلا الترقب والحذر وتحمل درجات الحرارة المرتفعة وسط غياب أي حلول.

وتتكرر معاناة سكان المخيمات في كل عام مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يدفع بعض المنظمات لتقديم حلول مؤقته على أمل تخفيف معاناة الأهالي عبر رش الخيام بالمياه إلا أن تلك الحلول لا تشمل كامل المخيمات وتبقى دون الأمل المطلوب.

ذات صلة

الصورة
مقاتلون من فيلق الشام في دمشق، ديسمبر 2024 (عامر السيد علي)

سياسة

لا يفارق مشهد الدمار وآثار الجريمة، العابرين طريق ريف دمشق نحو المحافظات الشمالية والغربية في سورية؛ من القابون، الممسوحة بالكامل، وصولاً إلى إدلب
الصورة
مياه الأمطار دخلت إلى خيمتها في دير البلح، 31 ديسمبر 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

تعرضت مئات خيام النازحين الفلسطينيين، الثلاثاء، للغرق والانجراف جراء سيول ناجمة عن أمطار غزيرة سقطت خلال الساعات الماضية على قطاع غزة.
الصورة
قصة القش.. نازحات سوريات يعشن الحنين، 29 نوفمبر 2024 (عامر السيد علي/العربي الجديد)

مجتمع

ثلاث سوريات نزحن من بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي إلي ريف إدلب الشمالي، حيث عُدن إلى ممارسة مهنة نسج أطباق وسلال القش التي تعلّمنها منذ الصغر
الصورة
من ضربة روسية في إدلب، أكتوبر 2024 (عزالدين قاسم/الأناضول)

سياسة

بدأت "هيئة تحرير الشام" وفصائل المعارضة السورية، معركة واسعة النطاق غربي حلب ضد قوات النظام والمليشيات الإيرانية، وجهّزت لها عسكرياً وإعلامياً.