ارتجاج الدماغ... أسبابه وأعراضه وكيفية علاجه

03 نوفمبر 2022
الأطفال أكثر عرضة لارتجاج الدماغ (Getty)
+ الخط -

يتعرض كثير من الناس إلى إصابات مختلفة في الرأس، بعضها لا يسبب ألماً، أو لا تكون له أيّ تأثيرات، فيما يصاب آخرون بارتجاج الدماغ الذي يخلف مشاكل صحية، خصوصاً إن كانت الإصابة قوية. عادة لا يحتاج المصاب إلى فترة طويلة للتعافي، إلا إذا كانت الإصابة خطيرة، وقد يحتاج ذلك إلى أشهر من العلاج.
وحسب بيانات موقع الطب الرياضي الأميركي UPMC، يصاب الرياضيون أكثر من غيرهم بارتجاج المخ بسبب تعرضهم للإصابات المتكررة، ويحدث ما بين 1.7 إلى 3 ملايين حالة ارتجاج دماغ مرتبطة بالرياضة والترفيه سنوياً، نحو 300 ألف إصابة منها تسببها ممارسة كرة القدم، ويرجح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركي أن 5 إلى 10 في المائة من الرياضيين يعانون من ارتجاج دماغ في كل عام، ويدخل ما يقرب من 200 ألف مصاب بارتجاج الدماغ المستشفيات للعلاج سنوياً، وخلال عام 2020، توفي نحو 64362 من هؤلاء المصابين.

ويوضح مركز السيطرة على الأمراض الأميركي، أن التغيرات الكيميائية الحاصلة في خلايا الدماغ قد يكون لها انعكاسات على عمل الخلايا، أو التواصل بينها، ونظراً لأن الدماغ هو مركز التحكم في الجسم، فإن آثار الارتجاج يمكن أن تكون شديدة الخطورة.
يعرف أخصائي الصحة العامة، محمد الفواز، ارتجاج الدماغ بأنه إحدى الإصابات الرضية التي تسببها ضربة على الرأس، أو التعرض إلى حادث يصيب الرقبة أو الدماغ، ويقول لـ "العربي الجديد": "عندما يتعرض المصاب إلى ارتجاج يتحرك الدماغ ذهاباً وإياباً داخل الجمجمة، وقد تتسبب هذه الحركة في ارتداد الدماغ، أو الالتواء، مما يؤدي إلى حدوث تغيرات كيميائية، وفي بعض الأحيان، قد يؤدي ذلك إلى تلف أجزاء من الدماغ". ويضيف الفواز أن "تشخيص ارتجاج الدماغ يتطلب مراقبة دقيقة للمشتبه بإصابته، إذ إنّ الأعراض تظهر فقط مدى خطورة الإصابة، وعادة لا تظهر عوارض الارتجاج باستخدام الرنين المغناطيسي، كما لا يوجد اختبار موضعي لمعرفة تأثيرات الارتجاج، ولذا يلجأ الأطباء إلى مراقبة القدرات الإدراكية، كالكلام والتفاعل الاجتماعي للتأكد من الإصابة، ثم معرفة مدى خطورتها.
ووثقت جمعية ارتجاج الدماغ الأميركية، مجموعة من الأعراض، وقسمتها إلى أنواع، منها ما ربطته بالحياة الصحية للشخص، وتشمل فقدان الوعي، والتقيؤ، والصداع، ومنها ما يتعلق بالعلامات الإدراكية مثل فقدان الذاكرة، والتأخر في الرد على الأسئلة، ونسيان التعليمات، أو الارتباك، أو البكاء والضحك بشكل هستيري، والنوع الثالث من الأعراض يتعلق بالعلامات النفسية، ومنها القلق، والكأبة، ونوبات الذعر.
وينبغي للمصاب بارتجاج الدماغ الحصول على قسط كبير من الراحة، والابتعاد عن ممارسة أي نشاط حركي لمدة تتراوح بين 24 و72 ساعة، خاصة الرياضيين، كما يتطلب من الأشخاص الذين يمارسون وظائف تتطلب التركيز التوقف عن ممارستها، إضافة إلى تجنب القيادة، والابتعاد عن مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف، لأن الأضواء قد تضر بنشاط الدماغ، وفق أخصائي الصحة العامة، محمد الفواز.

الصورة
مئات الرياضيين يتعرضون لارتجاج الدماغ سنوياً (Getty)
مئات الرياضيين يتعرضون لارتجاج الدماغ سنوياً (Getty)

وحسب الخبراء الصحيين، فإن الابتعاد عن هذه الأنشطة من شأنه أن يساعد خلايا الدماغ على استعادة نشاطها، والقيام بوظيفتها في نقل المعلومات والأوامر من الدماغ إلى باقي أعضاء الجسم، وتختفي معظم أعراض الارتجاج في فترة تراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع، لكن بعضها قد يستمر إلى عدة أشهر، ما يتطلب مراقبة صحية متخصصة.
وتختلف طرق العلاج بحسب الحالة الصحية للمريض، ومدى قوة الحادث، وعادة ما يعاني كبار السن أكثر من غيرهم من أعراض ارتجاج الدماغ، وكذا الأطفال، وهذا يتطلب مراقبتهم، وإجراء فحوص للتأكد من قدرتهم على التواصل، ومن المهم أن لا يتناول المصاب أي دواء من دون وصفة طبية، لأنه قد يكون له انعكاسات سلبية، خاصة إن كان هناك نزيف داخلي.
ويقول الطبيب الفواز: "يمكن استخدام بعض الأدوية المسكنة في حال وجود صداع قوي، أو وخز في الدماغ، بشرط أن لا تحتوي هذه المسكنات على مواد طبية تؤثر على وصول الدم إلى الدماغ، وبالتالي لا بد من تجنب أدوية مثل أيبوبروفين، والأسبرين، والتي قد تسبب سيولة الدم".

ويتعرض الأطفال الصغار للعديد من الحوادث التي قد تصيب أدمغتهم بالارتجاج، خاصة الرضع، ويعود السبب إلى أن وزن أدمغتهم عموماً أثقل من أجسادهم، وتنصح مجلة WebMD الطبية الأميركية، الأهل بضرورة مراقبة الصغار عقب تعرضهم لأي حادث، ومتابعة التغييرات السلوكية، كحصول اضطرابات في النوم، أو فقدان القدرة على التفاعل، أو الانزعاج من الأضواء، وعدم الرغبة في تناول الطعام، وعندها لا بد من مراجعة الطبيب.

المساهمون