رفع الحظر عن اختبار مستحضرات التجميل على الحيوانات في بريطانيا.. ماذا يقول الرافضون؟

06 مايو 2023
نشطاء في لندن يطالبون بإنهاء التجارب على الحيوانات في المختبرات، يونيو 2022 (أرشيف/Getty)
+ الخط -

أيدت المحكمة العليا في المملكة المتحدة، الجمعة، قرار الحكومة القاضي بإعطاء الضوء الأخضر لشركات مستحضرات التجميل، لاختبار بعض المواد المستخدمة في تصنيع المستحضرات مرة أخرى على الحيوانات قبل طرحها في الأسواق لضمان جودتها.

ووصف نشطاء الحكم بأنه "شائن"، وتعهدوا بمحاربة القرار. واللافت في القرار أنه جاء متوافقاً مع لوائح الاتحاد الأوروبي، على الرغم من انفصال المملكة المتحدة رسمياً عن الاتحاد، وهو ما زاد من التكهنات حول خلفية القرار، بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة "ذي أكسبرس" البريطانية.
وكان اختبار مستحضرات التجميل على الحيوانات محظوراً تماماً في المملكة المتحدة منذ عام 1998، مع السماح بإجراء التجارب على الحيوانات فقط إذا كانت الفوائد المكتسبة من الأبحاث تفوق أي معاناة للحيوانات.

الصورة
تجارب على الحيوانات (Getty)
الصين من أوائل الدول التي طلبت إجراء اختبار جميع مستحضرات التجميل على الحيوانات (Getty)

لكن وكالة المواد الكيميائية الأوروبية (ECHA)، وهي وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي، تشرف على التنظيم الكيميائي، قضت في عام 2020 بأن الشركات بحاجة إلى اختبار بعض المكونات المستخدمة في مستحضرات التجميل على الحيوانات للتأكد من أنها آمنة للعاملين الذين يصنعون المكونات.

وبحسب قرار المحكمة العليا البريطانية، فإن السماح باختبار المواد الكيميائية يشمل أساساً كريم الأساس الذي تضعه السيدات قبل وضع مستحضرات التجميل ومصحح الشوائب في الوجه. يمكن للمصنعين التقدم للحصول على ترخيص لإجراء الاختبارات على الحيوانات قبل بدء الإنتاج. 

ردود فعل غاضبة

ردّ نشطاء الحيوانات بغضب على هذا القرار، بحسب ما كشفته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". فقد جادلت منظمة Cruelty Free International المتخصصة بحماية الحيوانات من تجارب شركات التجميل في حيثيات القرار، ووصفت رفع الحظر الذي دام 25 عاماً على إجراء اختبارات على الحيوانات لمكونات الماكياج بـ"المشين".
وعلّق ميشيل ثيو، الرئيس التنفيذي لشركة Cruelty Free International على القرار بالقول إن هذه القضية تظهر بوضوح أن الحكومة تعطي الأولوية لمصالح المصنعين، على حساب مصلحة الحيوانات ورغبات الغالبية العظمى من البريطانيين الذين يعارضون بشدة اختبار مستحضرات التجميل.


 

كذلك انتقدت العديد من العلامات التجارية الكبرى في مجال التجميل ومستحضرات التجميل الحكم، بما في ذلك Unilever و Body Shop و Boots. إذ عبّر مدير النشاط والاستدامة في بودي شوب، كريستوفر ديفيس، لـ "بي بي سي" عن أسفه لهذا القرار، لافتاً إلى أنه سيشن حملة قوية على التغييرات، واصفاً السماح بإجراء اختبار مستحضرات التجميل على الحيوانات بأنه سيكون بمثابة "ضربة قاصمة لملايين الأشخاص الذين دعموا حملات إنهاء هذه الممارسة المروعة".

 الفئران والجرذان وخنازير غينيا والأرانب والأسماك والكلاب كلها تستخدم في تجارب قاسية ومؤلمة

لطالما شكلت قضية تجارب الأدوية، وحتى مستحضرات التجميل، قضية شائكة، ليس فقط في المملكة المتحدة، بل على مستوى العالم، بحسب مسح أجري بين أكبر 50 علامة تجارية لمستحضرات التجميل في العالم  تبين أن 88 في المائة منها ليست خالية من إخضاع الحيوانات للتجارب، وهذا يعني أن 44 من أكبر 50 مستحضر تجميل تختبر العلامات التجارية على الحيوانات نفسها، أو تختبرها جهات خارجية، ويكمن السبب الرئيسي في ذلك، في أن الصين تسمح بإجراء هذه الاختبارات، التي تُعَدّ واحدة من أكبر أسواق مستحضرات التجميل وأسرعها نمواً في العالم. وترغب العلامات التجارية في بيع منتجاتها هناك وقبول التجارب على الحيوانات لزيادة الإيرادات، بحسب ما كشفه تحقيق لمنظمة The Humane society الأميركية.

 ووفق المنظمة، هناك دول ومناطق في جميع أنحاء العالم تطلب اختبار بعض المواد الخام على الحيوانات. كذلك فإن العديد من المناطق التي لديها حظر فعلي على التجارب على الحيوانات، مثل الاتحاد الأوروبي، لديها أيضاً بنود في القانون تسمح أو تتطلب المواد أو المنتج المراد اختباره على الحيوانات. فيما يحظر القانون الفيدرالي للأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل، الذي تنظمه إدارة الغذاء والدواء (FDA) الأميركية، بيع مستحضرات التجميل التي تحمل علامات مضللة و"مغشوشة"، ولكنه لا يطلب إجراء اختبارات على الحيوانات لإثبات أن مستحضرات التجميل آمنة.
بحسب The humane society، فإن "الفئران والجرذان وخنازير غينيا والأرانب والأسماك والكلاب، كلها تستخدم في تجارب قاسية وطويلة ومؤلمة في كثير من الأحيان. على سبيل المثال، يتعين على خنازير غينيا والأرانب تحمّل مجموعة من اختبارات الجلد والعين. هذه الاختبارات الحيوانية تسبب للحيوانات قدراً كبيراً من الألم والخوف والتوتر". 

كانت الحكومة  الصينية من أولى الدول التي طلبت اختبار جميع مستحضرات التجميل على الحيوانات منذ عام 2012. وفي عام 2014، سمحت الصين للشركات التي تصنع ما يُسمى مستحضرات التجميل "العادية" (مثل الشامبو والماسكارا التي تُوضَع على الرموش) داخل البلاد بتجنب الاختبارات على الحيوانات لمنتجاتها، بينما لا يزال مطلوباً إجراء اختبارات على الحيوانات للمنتجات المستوردة. لكن في عام 2021 عدلت الصين مرة أخرى لوائحها، ما سمح لبعض الشركات باستيراد مستحضرات التجميل العادية إلى البلاد دون الحاجة إلى إجراء اختبارات على الحيوانات. 

المساهمون