تُسيطر حالة من الخوف والقلق على الفلسطيني عبد الله حجازي، في ظلّ عدم وجود بوادر لصرف مستحقات الشؤون الاجتماعية التي تحصل عليها الأسر الأشد فقراً في قطاع غزة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية في رام الله.
ومُنذ قرابة 15 شهراً لم تصرف السلطة الفلسطينية هذه المساعدات النقدية للأسر الفقيرة على مستوى الضفة الغربية وغزة تحت ذريعة عدم تحويل الاتحاد الأوروبي للمخصصات المالية، وهو ما فاقم معاناة الأسر طوال هذه الفترة.
وشارك حجازي إلى جانب المئات من الأسر المستفيدة من برنامج التحويلات النقدية في وقفة حاشدة أقامتها الهيئة العليا للمطالبة بحقوق الفقراء ومنتفعي الشؤون الاجتماعية، اليوم الخميس، أمام مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمدينة غزة.
ورفع المشاركون في الوقفة لافتات وشعارات عدة، أبرزها: "أين حقوق الفقراء؟" و"كفى تلاعباً بنا" و"نطالب بصرف مخصصاتنا المالية" و"فقراء غزة يعيشون المجهول"، فيما ارتدى بعض المستفيدين الأكفان البيضاء في إشارة إلى حجم المعاناة التي يمرون بها.
ويقول حجازي، إنه يعيش مع أسرته المكونة من 8 أفراد واقعاً معيشياً صعباً في ظل معاناته الصحية وعدم قدرته على العمل وتوفير مصدر دخل إلى جانب أنه يعيش في غرفة واحدة مع زوجته وأبنائه.
ويوضح حجازي لـ "العربي الجديد"، أنه غير قادر على توفير الاحتياجات الأساسية من الطعام لأبنائه، وهو ما يدفعه للبحث عن بعض المساعدات التي تقدمها بعض الجهات أو المؤسسات أو الحصول على بقايا الخبز من المخابز لإطعام أبنائه.
ويشير إلى أنه قام بوقف إرسال بعض من أبنائه عن الدراسة في المدارس نتيجة الظروف المعيشية والمادية الصعبة وعدم وجود أي مصدر دخل للعائلة، وانسداد الأفق الاقتصادي في وجهه في ظل الواقع الذي يمر به القطاع.
وبحسب بيانات وزارة التنمية الاجتماعية في غزة، فإنّ قرابة 81 ألف أسرة تستفيد من برنامج المساعدات النقدية، إذ يحصل المستفيدون في الغالب على 4 دفع مقسمة على مدار العام، إلا أن الأسر لم تحصل على مدار 15 شهراً إلا على دفعة واحدة فقط.
وتتراوح المبالغ التي تحصل عليها الأسر المستفيدة من البرنامج ما بين 750 شيكلاً إسرائيلياً و1800 شيكل إسرائيلي، حيث يتم تقسيم المستفيدين بناءً على أعداد أفراد الأسرة وطبيعة الواقع المعيشي والاجتماعي وبعض المعايير الأخرى. (الدولار= 3.21 شواكل إسرائيلية).
أما الفلسطينية دعاء أبو الخير فلم تكن أحسن حالاً من سابقها، إذ تواجه هي وعائلتها المكونة من 6 أفراد واقعاً صعباً مع اقتراب شهر رمضان وعدم وجود مصدر دخل للعائلة، إلى جانب وجود 3 أطفال يعانون من الإعاقة.
وتقول أبو الخير لـ "العربي الجديد"، إن أبناءها الثلاثة الذين يعانون من الإعاقة يذهبون إلى المدارس إلى جانب اضطرارها لحمل أحد أبنائها يومياً لنقله إلى المدرسة نتيجة لعدم قدرتها على توفير سيارة في ظل تردي واقعها المادي.
وتطالب السيدة الفلسطينية، الرئيس محمود عباس ووزير التنمية الاجتماعية، أحمد مجدلاني، بمحاولة صرف "شيك" واحد قبيل شهر رمضان يمكن العائلات من توفير الاحتياجات الأساسية من الطعام والشراب ويساعدها على تدبير أمورها.
واعتادت السلطة على عدم صرف أي من الشيكات التي لا تتمكن من صرفها في وقتها وعدم تعويض المستفيدين عنها بأثر رجعي، في الوقت ذاته فإن نسبة مساهمة الاتحاد الأوروبي في برنامج المساعدات النقدية تبلغ 40%، فيما تتحمل السلطة 60% من المبالغ المالية المصروفة.
إلى ذلك، يقول الناطق الإعلامي باسم الهيئة العليا للمطالبة بحقوق الفقراء ومنتفعي الشؤون الاجتماعية، صبحي المغربي، إنّ ما يجري حالياً بحق مستفيدي الشؤون الاجتماعية يندرج في إطار سياسة العقاب الجماعي بحق الأسر الفقيرة.
ويوضح المغربي لـ "العربي الجديد"، أنّ إجمالي عدد الأسر الفقيرة المستفيدة من مخصصات الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة نحو 81 ألف أسرة، وفي الضفة 36 ألف أسرة، مع وجود آلاف الأسر على قائمة الانتظار.
ويشير الناطق الإعلامي، إلى أن الهيئة العليا للمطالبة بحقوق فقراء ومنتفعي الشؤون الاجتماعية في غزة بصدد القيام بخطوات تصعيدية؛ إذا لم تستجب السلطة بصرف المخصصات بشكل عاجل قبل شهر رمضان.