احتجاجات في القدس ضد إرهاب قوات الاحتلال بحق تلاميذ 3 مدارس

27 أكتوبر 2022
يرفضون تدريس أبنائهم منهاج الاحتلال ويتمسكون بالمنهاج الفلسطيني (القسطل/تويتر)
+ الخط -

نظّمت لجان أولياء الأمور في ثلاث من مدارس الإيمان في القدس المحتلة، صباح اليوم الخميس، وقفة احتجاجية رُفعت خلالها اليافطات المُندّدة باقتحام فرق التفتيش التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي بحماية قواته أمس، هذه المؤسسات التعليمية وتفتيش حقائب التلاميذ بحثاً عن كتب المنهاج الفلسطيني، ما تسبب بإصابة التلاميذ بحالة من الهلع والخوف.

وأكّدت لجان أولياء الأمور عبر متحدثيها خلال الوقفة الاحتجاجية رفضهم تدريس أبنائهم لمنهاج الاحتلال وتمسكهم بالمنهاج الفلسطيني الذي يعكس هويتهم الوطنية، واصفين ما جرى بالأمس بأنه عدوان على حرمة المدارس، عدا عن كونه تعدياً فظاً على حياة التلاميذ.

وأكدت مديرة مدرسة الإيمان للبنين "أ"، ديمة النشاشيبي، اليوم الخميس، رفض إدارات المدارس الثلاث التعاطي مع توجهات الاحتلال فيما يتعلق بفرض المنهاج الإسرائيلي. وقالت لـ"العربي الجديد": "موقفنا واضح وثابت لن يتغير. نحن لا نعترف بمنهاج الاحتلال للتعليم، ومتمسكون بتدريس أبنائنا للمنهاج الفلسطيني".

وأضافت: "ما جرى بالأمس هو أن طواقم الاحتلال وحسب القانون المعمول به كان يفترض إبلاغنا بنيتها القدوم للمدارس الثلاث، لكنهم تجاهلوا القانون، وتعاملوا بعنجهية، حيث رفض المسؤول عن فرق التفتيش المقتحمة إبراز إذن الدخول أو التفتيش".

وتابعت، "لقد قال المسؤول بالحرف الواحد (نحن نكون هنا في أي وقت نريده)، مكتفياً بإبراز بطاقة وظيفته فقط، ثم بدأ بتوجيه الأسئلة للإدارات وحتى لبعض الطلبة في مخالفة واضحة للقانون، تسببت بحالة من الذعر والخوف والهلع في صفوف التلاميذ".

بدوره، دان المتحدث باسم وزراة التربية والتعليم صادق الخضور، قيام طواقم ما تسمى وزارة المعارف الإسرائيلية، باقتحام مدرسة الإيمان في بيت حنينا، وتفتيش حقائب الطلبة، بحثا عن المناهج الفلسطينية.

وقال الخضور في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين"، إنها خطوة منافية لكافة الشرائع الدولية التي تكفل الحق في التعلم.

وأوضح أنه يجري العمل على إعداد ملف يتضمن كافة الانتهاكات الإسرائيلية ضد المؤسسات التعليمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أجل رفعه للمنظمات الأممية، داعيا اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى فتح مكاتب لها بالأماكن التي يتعرض فيها قطاع التعليم لانتهاكات الاحتلال.

بدورها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين، اقتحام طواقم وزارة المعارف الإسرائيلية مدرسة الإيمان في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، وإقدامها على تفتيش حقائب الطلبة بحجة البحث عن مناهج فلسطينية.

واعتبرت الخارجية في بيان صحافي اليوم الخميس، أن اقتحام المدرسة سابقة مشحونة بثقافة الكراهية والحقد الأعمى والعنصرية ضد كل ما هو فلسطيني مقدسي، في تعبير مفضوح يعكس حجم الاستهداف الإسرائيلي للقدس وهويتها الحضارية، ومقدساتها المسيحية والإسلامية.

وقالت: إن هذا الاعتداء الهمجي الآثم محاولة احتلالية ممنهجة للسيطرة على وعي الأجيال الفلسطينية والتحكم به وفرض روايات الاحتلال الاستعمارية الظلامية عليه، استكمالاً لعمليات أسرلة وتهويد القدس ومحيطها وفصلها بالكامل عن محيطها الفلسطيني، مادياً ومعنوياً، ومحاولة لتكريس ضمها وربطها بالعمق الإسرائيلي.

وحمّلت الخارجية، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاعتداء الذي تحرمه جميع القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان وفي مقدمتها حقه في التعلم بحرية واكتساب مضامين ثقافته الوطنية من منابعها الحقيقية، وكذلك الشرائع السماوية واتفاقيات جنيف.

ورأت أن هذه الخطوة تندرج في إطار حرب الاحتلال على مسيرة التعليم الفلسطينية ومؤسساتها في عموم الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت أن هذا الاقتحام الهمجي وتفتيش حقائب الطلبة شكل بشع من أشكال تغوّل الاحتلال على شعبنا وأجياله المتعاقبة، وصفعة مدوية للمجتمع الدولي وللدول التي تتغنى بمبادئ حقوق الإنسان وتدعي التمسك بالقانون الدولي وبالسلام القائم على أساس مبدأ حل الدولتين، وصفعة للمؤسسات والمنظمات الدولية وقراراتها ذات الصلة وفي مقدمتها القرارات الصادرة عن اليونسكو والقرارات الأممية الخاصة بالقدس أيضاً.

المساهمون