احتجاجات السليمانية تدفع السلطات الكردية لصرف مخصصات الطلبة

24 نوفمبر 2021
أطلقت "الأسايش" الغاز المسيل للدموع واعتدت بالضرب على المتظاهرين (فريق محمود/ الأناضول)
+ الخط -

قررت سلطات إقليم كردستان، اليوم الأربعاء، إطلاق مخصّصات طلبة الجامعات والمعاهد المتوقفة منذ سبع سنوات، على خلفية موجة احتجاجات طلابية تشهدها محافظة السليمانية ومدن كردية أخرى منذ أيام. 

ووافق مجلس وزراء إقليم كردستان خلال اجتماعه، اليوم الأربعاء، في أربيل، على إعادة مخصّصات الطلبة المتوقفة منذ عام 2014. 

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة إقليم كردستان قولها إنّ الوزارة بحاجة إلى 70 مليار دينار عراقي (ما يعادل 47 مليون دولار أميركي) سنوياً لتغطية مخصّصات أكثر من 135 ألف طالب في الإقليم. 

يأتي ذلك بينما استمرّت الاحتجاجات في السليمانية ومدن أخرى في الإقليم، بحسب مصادر كردية أكّدت لـ"العربي الجديد" قيام قوات "الأسايش"، المعنية بالأمن الداخلي، بإطلاق الغاز المسيل للدموع، والاعتداء بالضرب على المتظاهرين، في محاولة لتفريق الطلبة الذين يقطعون عدداً من طرق السليمانية، ما تسبّب في سقوط ما لا يقلّ عن 10 مصابين، من بينهم طالبات في جامعة السليمانية. 

وأوضحت المصادر أنّ المطالب ما زالت تركّز على صرف المخصّصات المالية المتوقفة منذ عدة سنوات، وتحسين ظروف العيش في الأقسام الداخلية، مشيرة إلى أنّ بعض المحتجين يعتقدون أنّ أحداث السليمانية تمثّل امتداداً للتظاهرات العراقية التي اندلعت عام 2019، ورفع بعضهم صوراً لقتلى احتجاجات تشرين. 

وقام متظاهرو السليمانية بطرد رئيس حركة "الجيل الجديد"، الذي حصل على تسعة مقاعد برلمانية في الانتخابات الأخيرة، شاسوار عبد الواحد، من موقع الاحتجاجات، رافضين استقبال أي سياسي قبل اتخاذ السلطات إجراءات سريعة من شأنها ضمان استعادة جميع حقوقهم. 

إلى ذلك، أكّدت مديرية "الأسايش" في السليمانية اعتقال أحد عناصر الأمن الذي اعتدى بالضرب على متظاهر، قائلة في بيان "نعلن لمواطني المدينة كافة بشأن التصرف غير اللائق الذي صدر من أحد المنتسبين فإن مديرية الأسايش احتجزته على الفور واتخذت الإجراءات القانونية بحقه وفقاً لتوجيهات وتوصيات قوباد طالباني، نائب رئيس وزراء إقليم كوردستان". 

وتابعت: "نعلن من هنا بأنه لن يسمح لأي ضابط أو منتسب، بالرد على المتظاهرين بقسوة وبعيداً عن القانون". 

وأمس الثلاثاء، اتسعت رقعة احتجاجات الطلبة في إقليم كردستان لتشمل مدناً أخرى، من بينها أربيل التي طالب المتظاهرون فيها سلطات الإقليم بإعادة صرف المنحة البالغة 100 ألف دينار (ما يعادل 68 دولاراً) شهرياً للطلبة الذين يسكنون خارج مراكز المدن، و60 ألف دينار (40 دولاراً) للساكنين في المدن، معبّرين عن استنكارهم لاعتداء قوات الأمن في الإقليم على متظاهري السليمانية. 

ووجّه محافظ السليمانية، هفال أبو بكر، الإثنين، رسالة إلى وزارات المالية والداخلية والتعليم العالي في إقليم كردستان، دعا فيها إلى حلّ مشاكل الطلبة، مندداً بأساليب العنف التي استخدمتها القوات الأمنية في المحافظة ضدّ الطلبة.

المساهمون