أدّت سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد" على مبنى "التأمينات الاجتماعية والعمل" في مدينة القامشلي، بمحافظة الحسكة، إلى صعوبات إضافية للمواطنين الذين يرغبون في استكمال معاملات في المبنى الذي كانت تديره سابقا حكومة النظام السوري.
حسن الأحمد سبعيني متقاعد، ما يهمه هو استمرارية الحصول على راتبه التقاعدي، وهذا ما أكده لـ"العربي الجديد": "لا يهمني من يدير المكتب، بل فقط أن أتمكن من استلام راتبي بسلاسة ومن دون معوقات، لقد كان موقع المكتب مناسباً لي، فهو لا يبعد عن بيتي سوى مسافة قصيرة".
وأضاف "اعتدت قطع المسافة مشيا بمساعدة حفيدي، والانتظار في الدور قرابة ساعة أمام المكتب، الآن، إذا تم نقل المبنى إلى مدينة أخرى، فسوف أكون أمام مشكلة كبيرة. بالتأكيد لن أستطيع السفر بسبب حالتي الصحية، وأيضا لغلاء أسعار المواصلات من القامشلي إلى الحسكة، في الأصل، الراتب رمزي ويكاد لا يكفي ثمن المياه الصحية التي أحتاجها نظرا لإصابتي بداء السكري".
أمّا المُدرّس محمد الجاسم فقد أوضح لـ"العربي الجديد" أنه توجه إلى المكتب صباح اليوم بهدف استكمال بعض الأوراق التي تقدم بها لضم خدمته الإلزامية، التي مدتها عامين، وتقديم استقالته من التدريس، "فوجئت بإغلاق المكتب، ما يمنعني من إكمال المعاملة، في الأصل، كان الوضع سيئا والآن زاد بعد سيطرة (قسد) على المكتب".
في المقابل، أشار أحمد عبد السلام المقيم في مدينة القامشلي، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن المشكلة الرئيسية التي ستنتج عن إغلاق المكتب هي نقله إلى مدينة الحسكة، وهو الاحتمال الأبرز، الأمر الذي سيسبب مشاكل لمراجعيه في الحصول على جزء من حقوقهم من رواتب تقاعدية واستكمال بعض الإجراءات، أيضا قد تكون هناك خطوات انتقامية في حال أعيد افتتاح المكتب في الحسكة من قبل الموظفين، سواء عن طريق تعقيد بعض الإجراءات وحتى من نواح أمنية.
وتابع عبد السلام، وهو مدرس ينحدر من بلدة في ريف الحسكة: "النظام استغل كل دوائر الدولة لصالحه، يبتز المواطنين من خلالها، لكن تبقى هذه دوائر دولة ليست لها علاقة بالنظام، وإغلاقها يخلق عراقيل جديدة أمام المواطنين".
يذكر أنّ قوات سورية الديمقراطية "قسد" سيطرت على المبنى ظهر يوم السبت، وفق مراسل "العربي الجديد"، ونقل الموظفون العاملون فيه محتوياته إلى خارجه. ويقع في الحي الغربي من مدينة القامشلي قرب المربع الأمني، الذي يضم دوائر تابعة للنظام السوري وتمركزاً للقوات الأمنية داخل المدينة.