إصابات بالفطر السام في اللاذقية السورية

09 ديسمبر 2022
لا بد من أن يميّز جامعو الفطر ما بين الأنواع الصالحة للأكل وتلك السامة (فرانس برس)
+ الخط -

أفادت مديرية صحة اللاذقية، التابعة للنظام السوري، بأنّ عدداً من الأشخاص قصدوا مستشفيات المحافظة الواقعة غربي البلاد، بعد معاناتهم من أعراض هضمية حادة، بسبب تناول أنواع سامة من الفطر البري.

وصرّح الطبيب المسؤول عن حالات التسمّم في المديرية لؤي سعيد بأنّ أعراض التسمّم بأنواع كثيرة من الفطر السام قد تبدأ باكراً، في خلال مدّة تتراوح ما بين ساعة و24 ساعة، مضيفاً أنّ تلك الحالات تكون في الغالب خفيفة. وتابع سعيد أنّ أعراض التسمّم التي تتسبّب فيها أنواع أخرى قد تظهر بعد أكثر من 24 ساعة، وتؤدّي بعد أيام عدّة إلى حالات صحية صعبة، من قبيل قصور حاد في الكبد أو في الكلى، وذلك بحسب نوع السمّ، لافتاً إلى أنّ ثمّت حالات قد تنتهي بقصور في أعضاء عدّة وبالوفاة لاحقاً.

من جهته، قال الناشط حسام الجبلاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "خمسة أشخاص راجعوا مستشفيات اللاذقية في الأيام الثلاثة الماضية وحتى اليوم الجمعة، من جرّاء تناول فطر سام". وأشار الجبلاوي إلى أنّ "التمييز بين أنواع الفطر أمر سهل بالنسبة إلى أبناء قرى اللاذقية"، إذ إنّهم يدركون ذلك من خلال ما اكتسبوه من الأجيال السابقة. أمّا الأشخاص الذين لا يملكون خبرة كافية للتمييز بين ما هو سام وما هو صالح للأكل، فالأمر ينتهي بهم إلى التسمّم.

وأضاف جبلاوي أنّ الإصابات شائعة في هذا الوقت من العام، وهي تتكرّر سنوياً، وتُعالَج بمعظمها. ويخبر أنّ "قريباً لي أُصيب بتسمّم في العام الماضي، لكنّ وضعه ظلّ معتدلاً مستقرّاً. هو عانى من إسهال وآلام معوية، لكنّه تعافى سريعاً، إذ إنّه لم يتناول إلا كمية قليلة من الفطر السام، بحسب ما أفاد الطبيب حينذاك".

وتنمو في سورية أنواع عدّة من الفطر، وقد أوضح المتخصص بها أحمد ليلى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "أشهر أنواع الفطر السام التي تنبت في سورية، خصوصاً على الساحل السوري، هو فطر يُعرف باسم الحدرجية، ويتميّز بشكل مخروطي. وفي كلّ عام يتسبّب هذا النوع في تسمّم أشخاص لا يميّزون بينه وبين أنواع أخرى غير سامة. ومن الأنواع السامة نذكر فطر الأمانيت الشهير متعدّد الألوان والأشكال والذي يُصنَّف ساماً جداً، وكذلك فطر الموريل الكاذب الذي قد يصل ارتفاعه إلى متر وهو من الأنواع النادرة، لكنّه ينتشر في المنطقة. ويأتي أيضاً فطر الويب كاب وهو من الأنواع التي تنمو في الغابات، وفطر كالو بوليتاس الذي ينمو خصوصاً في غابات الصنوبر".

ولفت ليلى إلى أنّ "ثمّة ثقافة عامة في سورية حول الفطر، وأهل الريف يمتلكون خبرة جيّدة للتمييز في ما بينها". ونصح ليلى بالابتعاد عن أنواع الفطر التي تأتي بألوان زاهية وفاقعة، وتلك التي تصدر عنها رائحة تشبه رائحة اللوز المرّ. وشدّد على "ضرورة الخضوع لغسل معدة فوراً بعد تناول فطر سام. وإذا كان المصاب بعيداً عن المستشفى، فلا بدّ من أن يتقيّأ مباشرة ويتناول الحليب أو البيض النيء، فمن شأن هذا أن يساعد في التخلّص من السميّة".

تجدر الإشارة إلى أنّ موجة تسمّم بالفطر السام سُجّلت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في الرقة شمالي سورية، وقد توفي في خلالها 16 شخصاً معظمهم من الأطفال. فقد جمع المتضررون الفطر الذي تناولوه من دون تمييز ما بين السام وذلك الصالح للأكل.

المساهمون