يتواصل إجلاء آلاف من الأفغان ومئات من الأجانب من أفغانستان منذ سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول وغالبية مناطق البلاد، ولا تزال آلاف العائلات تنتظر ركوب طائرة لمغادرة البلاد، وليس واضحا بعد إن كان المغادرون سيستقرون في الدول التي كانوا يعملون لصالحها، أو في بلدان أخرى.
وكشفت وزارة الخارجية الأميركية أنّ عمليات الإجلاء عبر مطار كابول يتم تسهيلها من قبل البحرين، والدنمارك، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وكازاخستان، والكويت، وقطر، وطاجكستان، وتركيا، وأوكرانيا، والإمارات، وبريطانيا، وأوزبكستان.
وقالت الخارجية الأردنية، الاثنين، إن الأردن سيسمح بمرور 2500 أفغاني عبر أراضيه إلى الولايات المتحدة، لاعتبارات إنسانية.
وكشف المفتش العام للجيش الألماني إبرهارد تسورن للصحافيين، في برلين، الاثنين، أن ألمانيا أجلت عبر جسر جوي من مطار كابول قرابة 3000 شخص ينتمون إلى 43 دولة، وأن من بين من تم إجلاؤهم نحو 1800 أفغاني.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، الاثنين، أن بلاده تنظر في سبل لإجلاء الناس من أفغانستان بعد مهلة نقلهم جوا من مطار كابول، وأضاف خلال مؤتمر صحافي في برلين: "ما دام الموقف على الأرض يسمح بذلك، فإننا نرغب في إبقاء الجسور الجوية عاملة، وإجلاء الناس من مطار كابول. لكننا نفكر بالفعل في ما بعد هذه الفترة، ونحاول إيجاد حلول للوقت اللاحق. ألمانيا تجري محادثات مع طالبان بشأن تمكين أكبر عدد ممكن من مغادرة أفغانستان".
وقالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الاثنين، على هامش زيارة إلى سنغافورة، إن الولايات المتحدة "تركز على جهود إجلاء المواطنين الأميركيين، والأفغان الذين عملوا معنا، والأفغان المعرضين للخطر، ومنهم نساء وأطفال".
وستطلب بريطانيا، خلال قمة لمجموعة السبع، من الولايات المتحدة مواصلة عمليات الإجلاء من كابول بعد انتهاء مهلة الانسحاب في 31 أغسطس/آب، حسب ما قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس. وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، إن العملية التي تُجريها أتاحت إجلاء 5725 شخصا من كابول، من بينهم أكثر من 3100 أفغاني وعائلاتهم.
وعندما وصلت "طالبان" إلى الحكم في 1996، فرضت بصورة صارمة تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، والذي اشتمل على منع النساء من الالتحاق بالمدارس أو العمل، ويتشكك كثيرون في وعد الحركة هذه المرة بأنها ستحترم حقوق النساء وفق الشريعة الإسلامية، ما يدفع عشرات الآلاف إلى محاولة مغادرة البلاد.
والأحد، جندت الولايات المتحدة شركات الطيران الأميركية الكبرى للمساعدة في عمليات إجلاء عشرات آلاف الأفغان والأميركيين والأجانب الآخرين من كابول، وستساهم 18 طائرة مدنية، تابعة لشركات أميركان إيرلاينز، وأطلس، ودلتا، وأومني، وهاواي، ويونايتد، في عشرات الرحلات المتعلقة بالإجلاء، وبدلا من دخول كابول والخروج منها، ستنقل هذه الطائرات الأشخاص من القواعد الأميركية في قطر والبحرين والإمارات إلى الدول الأوروبية، ومن ثم الى الولايات المتحدة.
وتم إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص من أفغانستان إلى قطر، وفق ما أعلن مسؤول قطري السبت، وحسب المسؤول، سيستقر في قطر ما يصل إلى ثمانية آلاف أفغاني، موضحا أن قسما كبيرا من الأشخاص البالغ عددهم سبعة آلاف، الموجودين في قطر حاليا، هم بصدد التوجّه إلى دول أخرى.
والجمعة، كشفت سفارة الإمارات في واشنطن أن أبوظبي وافقت على استضافة 5000 أفغاني يتم إجلاؤهم في طريقهم إلى دول ثالثة.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، عن مصدر مطلع، قوله إن أوزبكستان استقبلت نحو 400 لاجئ إضافي من أفغانستان في مقر إيواء مؤقت قرب الحدود الأفغانية، ونفت حكومة طشقند أن تكون من بين اللاجئين شخصيات أفغانية بارزة مثل الزعيم الأوزبكي عبد الرشيد دستم، ونقلت وكالة تاس عن المصدر قوله إن نحو 650 عسكريا أفغانيا من وحدات يقودها دستم موجودون في مقر الإيواء ذاته، وهو مرفق طبي.