إجراءات طبية بسيطة للحوامل قد تمنع وفاة مليون طفل سنوياً

09 مايو 2023
لا بد من تعزيز الرعاية المقدمة للحوامل والرضع في 81 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل (Getty)
+ الخط -

أفادت دراسة علمية جديدة، نُشرت نتائجها اليوم الثلاثاء، بأنّ توفير رعاية صحية بسيطة وغير مكلفة للنساء الحوامل، من قبيل تزويدهنّ بالأسبرين مثلاً، قد يجنّب البلدان النامية سنوياً مليون حالة ولادة رضّع متوفّين أو وفاة أطفال حديثي الولادة.

وأشار فريق من الباحثين الدوليين إلى أنّ ربع أطفال العالم يولدون إمّا قبل أوانهم وإمّا مع نقص في الوزن، لافتاً إلى عدم إحراز أيّ تقدّم في هذا الخصوص. وقد دعا الحكومات والمنظمات إلى تعزيز الرعاية التي يتلقاها الرضّع والحوامل في خلال الحمل والولادة في 81 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل.

ومن شأن ثمانية تدابير مُثبتة فعاليتها وسهلة التنفيذ أن تمنع تسجيل أكثر من 565 ألف ولادة رضّع موتى في هذه الدول، بحسب سلسلة أبحاث نشرتها مجلة "ذا لانست". وتشمل هذه التدابير الصحية توفير مغذيات دقيقة وبروتينات ومكمّلات الطاقة للنساء، وجرعة منخفضة من الأسبرين، وهرمون بروجسترون، بالإضافة إلى التوعية بأضرار التدخين، وتوفير علاجات للمصابات بالملاريا أو السفلس أو أيّ بكتيريا في البول.

وتوصّلت الدراسة إلى إمكانية تجنّب وفاة أكثر من 475 ألف رضيع من حديثي الولادة في حال أُتيحت مركّبات ستيرويد للحوامل ولم يربط الأطباء فوراً الحبل السرّي. وأوضح الباحثون أنّ تكاليف تدابير صحية مماثلة تصل إلى نحو 1.1 مليار دولار أميركي.

وأشار معدّ الدراسة الرئيسي والأستاذ في جامعة "تامبيري" الفنلندية بير أشورن إلى أنّ هذه الإجراءات تمثّل "جزءاً بسيطاً ممّا توفّره برامج صحية أخرى".

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قالت المشاركة في إعداد الدراسة جوي لون من كلية لندن للصحة والطب في المناطق الاستوائية إنّ الباحثين استخدموا تعريفاً جديداً للأطفال المولودين قبل أوانهم أو يعانون نقصاً في الوزن. وأشارت إلى أنّ الطريقة التقليدية التي يُحدَّد من خلالها انخفاض وزن الطفل عند الولادة، أي إذا كان وزنه دون 2.5 كيلوغرام، بدأها "بنوع من العشوائية" طبيب فنلندي في عام 1919.

ولفتت لون إلى أنّ هذا "الإجراء الصريح جداً" بقي المعيار المُعتمَد لأكثر من قرن، على الرغم من أدلة كثيرة على أنّ "هؤلاء الأطفال لا يتمتّعون جميعهم بالوضع نفسه". وأوضحت أنّ الباحثين حلّلوا قاعدة بيانات تشمل 160 مليون مولود حيّ بين عامَي 2000 و2020، لمعرفة عدد المرّات التي يولد فيها الأطفال "قبل أوانهم وبوزن منخفض". وتابعت: "توصّلنا إلى أنّ هذه الحالات أكثر شيوعاً ممّا نظنّ بمجرّد التفكير في الموضوع بدقّة".

وبيّن الباحثون أنفسهم أنّ 35.3 مليون طفل من حديثي الولادة في مختلف أنحاء العالم (أي طفل واحد من بين كلّ أربعة) في عام 2020 كانوا إمّا مولودين مبكراً أو أوزانهم منخفضة جداً، وصنّفوهم بحسب مصطلح جديد هو "حديثو ولادة ضعفاء جداً". يُذكر أنّ هؤلاء الأطفال بمعظمهم كانوا مولودين في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء.

المرأة
التحديثات الحية

في سياق متصل، أشارت دراسة أخرى، نُشرت اليوم الثلاثاء، إلى أنّ خطة معالجة بسيطة وغير مكلفة قد تقلّل معدّل النزيف الحاد لدى النساء بعد الولادة بنسبة 60 في المائة. والنزيف ما بعد الولادة هو السبب الرئيسي لوفاة النساء في مختلف أنحاء العالم، إذ يطاول 14 مليون امرأة سنوياً، معظمهنّ في البلدان النامية.

وتشمل خطة العلاج وضع قطعة من القماش تحت المرأة لقياس كمية الدم المفقودة، مع تدليك منطقة الرحم وتوفير معالجة وريدية وبعض الأدوية لوقف النزيف. وقد أكدت المشاركة في إعداد الدراسة آري كوماراسامي، من جامعة "برمنغهام" في المملكة المتحدة، أنّ المقاربة الجديدة قد "تحسّن جذرياً وعلى مستوى العالم فرص النساء في البقاء على قيد الحياة في خلال الولادة".

من جهتها، قالت المشاركة في قيادة الدراسة باسكال ألوتي، وهي من منظمة الصحة العالمية، إنّه "لا ينبغي لأيّ امرأة أن تخاف على حياتها في خلال الولادة". يُذكر أنّ الدراسة المنشورة في مجلة "نيو إنغلند جورنال أوف ميديسين" شملت أكثر من 210 آلاف امرأة من كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وتنزانيا.

(فرانس برس)

المساهمون